ردّ المسؤول الآخر نفسه في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأمريكية مهمته متابعة شؤون الإرهاب ربما بطريقة أكثر عملانية على قولي إن الذين يحاربون "القاعدة" وأمثاله يمارسون عقوباتهم بتبرير من مرجعيات دينية، قال: "لا تنسَ أن الأزهر مؤسسة مهمة وجدِّية. لكنها مرتبطة بالنظام والدولة في مصر. فهي، إذا، غير مستقلّة ولا تستطيع أن تكون مستقلة".
علّقت: هناك مشكلة حقيقة في رأي مسلمين كثيرين وبعضهم إسلامي هي كتب المفسِّرين والمجتهِدين والأحاديث وغالبيتها قديمة جدا وعمرها قرون. لا بدّ من مراجعتها، في رأيهم، لتنقيتها من الشوائب إذا وجدت ولتحديثها، وربما لا بد من ثورة ثقافية في الإسلام يقوم بها السنّة.
ردّ: "معك حق وهناك مرجعيات علمية ودينية مُسلمة بدأت مراجعتها. لكن هذا العمل لا يزال غير كاف ولا بد من متابعته".
علّقت: هناك إرهاب سنّي وشيعي محاربته ضرورة كما أي إرهاب آخر. ذلك أن استمراره يعني تأجيج الحرب السنية – الشيعية التي قد تدوم سنوات كثيرة.
هناك نوع من "الفكر الأمنياتي" عند أمريكا في هذا الخصوص. أحيانا تغشُّ الدول نفسها. فالعراق مثلا يعتبر الأمريكيون جيشه مؤهّلاً لاستعادة المناطق التي استولى عليها "داعش". في حين أنها تعرف أو يجب أن تعرف أنها تتحمّل مسؤولية فشله باعتباره جيشها وهو ليس كذلك.
إلى ذلك هناك "داعش"، الجميع يرفضونه، لكنهم استعملوه ويستعملونه أو استفادوا منه مثل أمريكا وتركيا والسعودية وقطر والسنّة إجمالا.
ردّ: "معك حق. هذا وضع يستلزم سنوات لمعالجته وحلِّه. ولا أعتقد أن السنتين المتبقيتين من ولاية أوباما كافيتان لإيجاد الحل، هذه المشكلة الكبيرة والخطيرة ستذهب إلى الرئيس الأمريكي المقبل".
علّقت: في أمريكا كل السياسات "داخلية". الجمهوريون أيام جورج بوش الابن أرسلوا جيش بلادهم إلى أفغانستان عام 2001 وكان ذلك ضروريا. وبعد سنتين أرسلوه إلى العراق ولم يكن ذلك ضروريا ومبرَّرا فآذوا أنفسهم وحلفاءهم. أوباما الديموقراطي قال لا حروب ولا تورّط عسكري في الخارج. لكن الجمهوريين يطلبون منه الانخراط في الحرب.
ردّ: "معك حق، السياسيون في أمريكا كما في كل مكان يخدمون مصالحهم فقط".
ماذا في جعبة مسؤول في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأمريكية يتابع شؤون
روسيا الاتحادية وحركتها الأوروبية والدولية عموما؟
قلت له في بداية اللقاء: لنبدأ بروسيا وأوروبا وببوتين رئيسها وأوكرانيا. لماذا اتخذ الرئيس الروسي مواقفه الحادّة المعروفة؟ يقال في منطقتنا وفي العالم إنكم وأوروبا "حركشتم" عليه في أوكرانيا وإنكم وسّعتم حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو) فصار مجاورا لبلاده مباشرة وعزلتموها. أجاب: "هذا ليس صحيحا على الإطلاق. نحن لم نبادر روسيا
بوتين بالعداء.
على العكس من ذلك كانت العلاقة جيدة مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. والشعب الروسي يحب الأمريكيين.
حتى مع بوتين في البداية كان الجواب في استطلاعات الرأي عن سؤال: هل لديكم أعداء لروسيا (أمريكيون): نعم. لكن نسبة النعم راوحت في حينه بين 30 و35 في المئة. الآن مع بوتين وبعد أوكرانيا ارتفعت النسبة إلى 80 في المئة.
بوتين كما تقول أنت ديكتاتور حذِر وتكتيكي لا استراتيجي يهمه الحكم المباشر. عزّز عند الروس الروح القومية والشوفينية. وهذا أمر يمكن، كما تقول، أن يدفعه إلى أعمال جنونية. أنت تقول إنه قد يأخذ العالم إلى حرب. هذا أمر عملي لكنني أستبعده؛ آلته الحربية قديمة ولا يمتلك المال الكافي لتحديثها. النفط أسعاره هبطت.
وبوتين ما عاد يستطيع أن يتصرّف كأنه إمبراطور أو قيصر مثلما فعل يوم كان سعر برميل النفط فوق المئة دولار. والوضع الاقتصادي في بلاده سيّئ. والبنى التحتية فيها مهترئة. لكنه يحاول.
في أوكرانيا مَن يقول إننا مهتمون بالحركشة ببوتين من خلالها. نحن لم نفعل ذلك. تعاطفنا صحيح مع المنتفضين على حكم يانوكوفيتش الموالي له، لكننا لم نقدم مساعدات عملية لهم. تذرّع بذلك واحتل شبه جزيرة القرم. هل يدفعه، كما سألت، عدم تحرّك الغرب وأمريكا جديا لمواجهة ما فعل إلى المزيد من التهوّر؟ أي إلى المزيد من تعبئة وتحريض الذين من أصل روسي وهم مواطنون في دول البلطيق وغيرها من دول أوروبا الشرقية، وخصوصاً أن بعض هؤلاء تحت سيطرته؟ لا أعتقد ذلك للأسباب التي ذكرتها. علما أننا لن نسمح له بذلك.
إذا فعل سنرد عليه حتما، وحلف شمال الأطلسي سيردّ إذ إن معظم الدول التي قد تُستهدف أعضاء فيه". ماذا قال أيضا عن هذا الموضوع؟
(عن صحيفة النهار اللبنانية، 29 حزيران/ يونيو 2015)