نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تحذيرات القيادي في تنظيم
القاعدة آدم غادان، المعروف باسم
عزام الأمريكي، من مغبة أفعال
تنظيم الدولة في العراق والشام. مشيرا إلى طريقة تعامل تنظيم القاعدة مع ممارسات مقاتلي التنظيم الإرهابية، واصفا إياها بأنها جرائم سيعاقبون عليها يوم القيامة.
ونشرت الصحيفة مقاطع من مقالة له نشرتها مجلة التنظيم "رسيرجنس" (تمرد)، حذر فيها تنظيم الدولة من أن أفعاله الوحشية لن تنسى.
ويشير التقرير إلى أن غادان انتقد عملية قتل الرهينة البريطاني آلان
هينينغ، وقال إنه ما كان يجب قتله. مستدركا بأنه رغم شجبه لأفعال تنظيم الدولة، إلا أنه أثنى على الهجمات التي قام بها انتحاريون عام 2001، وأدت إلى مقتل ثلاثة آلاف شخص في كل من نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا.
وتلفت الصحيفة إلى أن غادان ولد في كاليفورنيا لأب يدعى آدم بيرلمان، ولكنه إنضم لتنظيم القاعدة، وأصبح يعرف بعزام الأمريكي، وصعد في سلم القيادة داخل التنظيم. وقتل الأمريكي في غارة شنتها طائرة دون طيار على مناطق في باكستان في كانون الثاني/ يناير من هذا العام. ويعتقد أن هذه المقالة كتبت في الخريف الماضي، ولكنها لم تنشر إلا الآن.
وينقل التقرير ما جاء في مقاله، حيث يقول: "في حالة لم يوقفوا ممارساتهم، أو يصلحوا أفعالهم في هذه الدنيا، فإنهم سيحاسبون حسابا عسيرا عليها في الآخرة، سواء من إرتكبها أو من شجع عليها، أو من دعمها أو من بررها، حتى لو كان من خلف جهاز حاسوب أو هاتف نقال، بعيدا آلاف الأميال".
وأضاف أن "الظلم مهما كان نوعه فإنه خطأ، وسيغمر فاعله بالظلام يوم القيامة. فجهاد الأمة ليس لعبة فيديو، بل هو حياة حقيقية لها آثار حقيقية في هذا العالم وفي اليوم الآخر".
وتفيد الصحيفة بأنه في الوقت الذي تتشابه فيه أهداف تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، إلا أن خلافا كبيرا حصل بينهما في سوريا، بعد رفض أبي بكر البغدادي الاستماع لأوامر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، القاضية بالتزامه في الساحة العراقية، وترك الساحة السورية لزعيم جبهة
النصرة أبي محمد الجولاني.
ويبين التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن غادان قد هاجم في مقالته الطويلة، التي زادت على 80 صفحة، تنظيم الدولة والعنف الذي يمارسه ضد المسلمين، قائلا إن جرائم كهذه لا يمكن تجاوزها أو نسيانها.
وتذكر الصحيفة أن مقاتلي تنظيم القاعدة قد اشتكوا من الطريقة التي يحرمهم فيها تنظيم الدولة من المجندين والمال. ويكشف أحدث فيديو لتنظيم الدولة عن عمليات إعدام قام بها التنظيم للسجناء، حيث أغرقهم وأطلق عليهم النار من مقذوفات صاروخية، وقطع رؤوسهم، مستخدما المتفجرات، وكان من بينهم عناصر في تنظيم القاعدة.
ويورد التقرير أن غادان انتقد قتل آلان هينينغ، حيث قال إنه ذهب إلى سوريا لمساعدة السوريين ولا يستحق الموت. وكتب قائلا إن "الأخوة في جبهة النصرة حاولوا الإفراج عن هينينغ بعد اختطافه مباشرة، ولكن مناشداتهم، شأنها شأن بقية النداءات، نزلت على آذان صماء". وأضاف: "لم يذهب هينينغ إلى سوريا جنديا أو جاسوسا، بل ذهب إلى سوريا مشاركا في قافلة مسلمة لتوزيع المواد الإغاثية على المحتاجين والمشردين السوريين".
ويستدرك قائلا: "لكن بدلا من شكره، قام بعض الأوغاد باختطافه أولا، ومن ثم ذبحه أمام عدسات الكاميرا"، بحسب الصحيفة.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى قول غادان إن تعاليم مؤسس تنظيم القاعدة أيام أسامة بن لادن والقادة الآخرين، تحرم تشريد المسلمين وذبح الأٌقليات الضعيفة في الشرق الأوسط، كما فعل تنظيم الدولة مع الأزيديين. مشيرة إلى أنه رغم هذا كله، فإن غادان وجد في المقال فرصة لمدح هجمات 11 أيلول/ شتنبر والهجوم على البرلمان الكندي.