أسبوعا بعد التفجيرات الدامية التي استهدفت مسجدا للشيعة في
الكويت، ترأس أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح صلاة جمعة موحدة ضمت
الشيعة والسنة، وسط إجراءات أمنية مشددة على كل مساجد الشيعة.
وأدى مئات الشيعة والسنة في الكويت
صلاة الجمعة في المسجد الكبير بالعاصمة تأكيدا على الوحدة الوطنية وتعهدوا بإحباط أي محاولة لإثارة انقسام طائفي، وذلك بعد أسبوع من أعنف هجوم للمتشددين في الدولة الخليجية.
ودعا إمام المسجد الشيخ وليد العلي إلى الوحدة الوطنية ودعا المسلمين إلى الابتعاد من التطرف، معتبرا أن التطرف هو الذي أدى إلى تفجير الجمعة الماضية.
وقال الإمام السني وليد العلي في خطبة الجمعة التي شارك فيها الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح "اللهم آمنا في الوطن واحفظنا من الفتن."
وقال عدنان عبد الصمد وهو عضو شيعي في مجلس الأمة الكويتي إن "مقاتلي
تنظيم الدولة حمقى لأنهم يظنون أن بإمكانهم زعزعة استقرار الكويت، وإن الهجوم لم يزد الكويتيين إلا إصرارا على تعزيز التضامن".
وأضاف عدنان "هذه الصلاة هي صلاة الوحدة .. هذه الجريمة الشنعاء لم تزدنا إلا قوة وصلابة. الحمد لله أنه جعل أعدائنا من الحمقى. هل كانوا يتوهمون أنهم بهذه الجريمة سيفتنون الشعب الكويتي".
هذا وفرضت السلطات الكويتية إجراءات أمنية غير مسبوقة حول المساجد الشيعية الجمعة في أعقاب التفجير الدموي الأسبوع الماضي، فيما شارك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في صلاة الجمعة التي جمعت بين الشيعة والسنة في حدث نادر يهدف إلى أظهار الوحدة الوطنية.
وأغلقت الطرق المؤدية إلى المساجد الشيعية في مدينة الكويت تماما أمام حركة المرور فيما أحيطت تلك المساجد بحراسة من رجال الأمن والمتطوعين.
وأدى آلاف من الشيعة والسنة صلاة الجمعة في مسجد الدولة الكبير، أكبر مسجد للسنة في البلد الغني بالنفط، بمشاركة أمير الكويت وولي العهد ورئيس البرلمان والعديد من الوزراء والنواب.
وشوهدت العربات المدرعة وعناصر القوات الخاصة ورجال الشرطة يحرسون المسجد الكبير.
وتم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المسجد وجرى تفتيش المصلين بشكل دقيق قبل السماح لهم بدخول المسجد.
وألقت الكويت القبض على 90 شخصا على صلة بالتفجير، وأغلقت جمعية خيرية بسبب مزاعم صلتها بالمتشددين من خلال جمع تبرعات لسوريين. وأقر مجلس الأمة قانونا يلزم السلطات بالاحتفاظ بالحمض النووي (دي.ان.ايه) لجميع المواطنين.
ورغم صغر مساحتها فإن الكويت قوة نفطية وتدعم جهودا تقودها الولايات المتحدة لمحاربة الدولة حيث توفر معلومات المخابرات، والتمويل كما تتيح مطارات أمام تحالف يضم دولا غربية وعربية يقاتل المتشددين.
وقال وزير الداخلية الكويتي الثلاثاء إن بلاده في حالة حرب مع الإسلاميين المتشددين، وستضرب الخلايا التي تعتقد أنها موجودة على أراضيها.
وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن تفجير انتحاري في مسجد للشيعة يوم 26 من حزيران/ يونيو بمدينة الكويت أسفر عن سقوط 27 قتيلا وإصابة أكثر من 200 شخص.