أثار تمثال صنع حديثا للملكة الفرعونية الشهيرة "
نفرتيتي"، وتم وضعه بمدخل مدينة سمالوط التابعة لمحافظة المنيا (جنوب
مصر)، غضب وسخرية المصريين بسبب قبحه ومظهره السيئ الذي كشف عن جهل صانعيه بأبسط قواعد النحت.
وأعرب الكثيرون من أهالي المنيا عن استيائهم من التمثال البعيد تماما عن الشكل الحقيقي لنفرتيتي، والذي جعلها تتحول إلى سيدة دميمة أو مسخ بعد أن كانت مضرب الأمثال في الجمال، فضلا عن أن رأس نفرتيتي هو الشعار الرسمي لمحافظتهم التي كانت الموطن الأصلي للملكة المصرية القديمة.
نفرتيتي السيسي
وأثار التمثال القبيح موجة من الجدل بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين تداولو صور التمثال بمزيج من السخرية والاستنكار، بسبب حالة التردي في الذوق العام والإهمال التي وصلت إليها البلاد.
وقال إسلام حامد: "عبقرية النحت الحديث في مصر أخرجت نفرتيتي تانية خالص غير اللي نعرفها"، فردت عليه سارة صقر قائلة: "دي مش نفرتيتي دي أم تيتي".
وتهكم محمد صبحي قائلا: "الله يرحمها لو عرفت اللي حصلّها كانت انتحرت".
وقالت هند إبراهيم: "طب والله اتخضيت منها".
وقال عمرو سنبل: "الناس دي هتغير فكرة العالم عن نفرتيتي خالص".
وكتب أحمد محمد: "ده لو طالب في ابتدائي عمل التمثال كان طلع أحسن من كده".
وتابع خالد عبد العظيم: "دي نفرتيتي بعد ما اتشوهت وجالها مية بيضة على عينيها من التلوث في مصر".
وشهدت التعليقات جدلا سياسيا كشأن غالبية الأمور في مصر، بين معارضي الانقلاب ومؤيديه، بعد اتهامات بالإهمال وإسناد الأمر لغير أهله.
وقال أحد النشطاء: "الفرق بين تمثال نفرتيتي الأصلي، وتمثالها في مدخل سمالوط، هو ذاته الفرق بين دولة عظيمة ودولة الهاشتاغ، في إشارة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي".
النحاتون غاضبون
وأعرب نحاتون وفنانون تشكيليون عن غضبهم من التمثال القبيح الذي "يسيء للحضارة الفرعوينة وللفن التشكيلي المعاصر".
وقال روجير أنيس: "اللي حصل في نفرتيتي ده جريمة، المنيا فيها واحدة من أربع كليات للفنون الجميلة على مستوى مصر، ويوجد بالكلية قسم للنحت، فكيف يوجد بالمحافظة حاجة بالقبح ده، دي كارثة".
وقال ضياء عوض المدرس بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة بالمنيا، إن التمثال يمثل إساءة للفن بشكل عام ولمحافظة المنيا وللكلية، وطالب بالتنسيق بين المحافظة والجامعة لتنفيذ أعمال فنية حقيقية لتجميل المنيا بدلا من اللجوء لأشخاص مجهولين وغير متخصصين.
وعاشت الملكة "نفرتيتي" في عصر الأسرة الثامنة عشرة، ويعني اسمها "المرأة الجميلة أتت"، وكانت زوجة للملك "أمنحوتب الرابع"، وعرف عنها جمالها المثالي، حتى أصبحت ملامح وجهها المقاييس النموذجية للجمال النسائي، وتوفيت عام 1330 قبل الميلاد، وهي في الثلاثينيات من عمرها.
واشتهرت "نفرتيتي" بالتمثال النصفي لها المنحوت على قطعة من الحجر الجيري، والذي عثر عليه عالم المصريات الألماني "لودفيج بورشارد" عام 1912، ويعد أحد أروع
الآثار الفرعونية ويعرض في متحف برلين بألمانيا.
وكان مسؤولو الآثار المصريين قد أثاروا استنكار العالم، بعدما خربوا القناع الذهبي النادر للملك "توت عنخ آمون"، أثناء ترميمه عندما استعملوا غراء رديئا لتثبيت ذقنه.
الإخوان السبب
وبعد الضجة التي أثارها التمثال، قرر اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا، إحالة جميع المسؤولين عن هذه الواقعة إلى التحقيق العاجل.
وكان قرر اللواء جمال قناوي رئيس مدينة سمالوط، إزالة تمثال حديث لرأس الملكة الفرعونية الشهيرة نفرتيتي، تم وضعه بمدخل المدينة وذلك بعد غضب الأهالي من قبح التمثال ومظهره السيئ الذي أظهر قلة خبرة صانعيه.
وحمل قناوي الإخوان مسؤولية تشويه هذا التمثال، وقال إنه كان موضوعا في أحد ميادين المنيا منذ سنين بحالة جيدة، إلى أن تم تحطيم أجزاء منه على يد أعضاء الجماعة خلال أعمال العنف التي وقعت عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة. وبعدها اقترح أحد المواطنين أن يقوم بإصلاحه على نفقته الخاصة، ويبدو أن عملية الإصلاح فشلت، وعقب الانتهاء من تجديد التمثال قام مسؤولو المدينة بوضعه عند مدخلها، ولكن ذلك أثار سخط المواطنين، موضحا أنه تقرر نقل التمثال المشوه إلى المخازن وتصميم تمثال جديد على شكل حمامة السلام لوضعه في المكان نفسه.
لكن مواطنين تساءولوا: "لو كان رئيس المدينة صادقا، فكيف قبلت المحافظة بالتمثال بعد تجديده ووضعته في مكانه دون فحصه والتأكد من أنه مناسب للعرض؟".
التمثال الجديد
التمثال القديم