أفادت وكالة الأناضول للأنباء أن السفارة الإيطالية بالقاهرة علّقت كافة خدماتها القنصلية، بشكل مؤقت، على خلفية "الحادث الإرهابي" الذي استهدف القنصلية العامة بوسط القاهرة، أمس السبت، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين.
وقالت السفارة، الأحد، في بيان، إنها علّقت جميع الخدمات القنصلية بشكل مؤقت، في أعقاب الهجوم الذي وقع في محيط
القنصلية الإيطالية بالقاهرة صباح أمس.
وأشارت السفارة أن "الانفجار دمّر بشكل كامل بعض مكاتب القنصلية، خاصة مكتب التأشيرات الذي كان من بين أكثر المكاتب تضررا"، مشيرة إلى أن مكتب التأشيرات يضطلع باستخراج 2200 تأشيرة سنويا.
وأعلنت وزارة الخارجية
المصرية، في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، أن الحكومة المصرية ستتحمل تكاليف ومهمة ترميم مبنى القنصلية الإيطالية الذي تضرر جرّاء الحادث.
ووقع انفجار أمام القنصلية الإيطالية، بشارع الجلاء، بوسط القاهرة، في وقت مبكر صباح السبت الماضي، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار، للأناضول، إن حصيلة الانفجار هي قتيل و10 مصابين.
وتبنى الجهاديون التابعون لجماعة "ولاية سيناء" المتشددة، التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية، الانفجار الذي نفذ بسيارة مفخخة أمام القنصلية الإيطالية الذي أوقع قتيلا.
وتضاعفت في الآونة الأخيرة هجمات التنظيم الدامية على الجيش والشرطة في مصر، وطالب المتطرفون "المسلمين بالابتعاد عن "هذه الأوكار الأمنية"، في إشارة إلى البعثات الدبلوماسية الأجنبية مؤكدين أنها باتت ضمن "أهدافهم المشروعة".
ووصف الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، حادث استهداف القنصلية الإيطالية بالقاهرة، بـ"الجبان"، وقال في بيان له "سنكون إلى جانب مصر، وأية دول أخرى في وجه محاولات زعزعة الاستقرار".
ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، أن
التفجير الذي استهدف قنصلية بلاده، في القاهرة، أمس السبت، "يرمي إلى ضرب الوجود الدبلوماسي الدولي في مصر".
وكان الناطق باسم
تنظيم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني دعا من قبل أنصار التنظيم في دول أخرى إلى مهاجمة المصالح الغربية.
وبتنفيذه الاعتداء المدوي ضد القنصلية الإيطالية في القاهرة، يزيد تنظيم الدولة الإسلامية الضغوط على نظام عبد الفتاح
السيسي، ويقوم في الوقت نفسه باستعراض للقوة مستهدفا حلفائه الغربيين.
وبعد الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، دانت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة قمع أنصاره من جماعة الإخوان المسلمين، الذي أسفر عن مقتل 1400 منهم، وتوقيف عشرات الآلاف، فضلا عن توزيع أحكام الإعدام بالجملة على القيادات البارزة.
غير أنه سرعان ما تلاشى اهتمام الدولة الغربية بالممارسات القمعية لسلطات الانقلاب، إذ وجدت في السيسي حليفا مهما في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.