لا يمر يوم في
مصر حاليا، دون أن يحمل إعلامها الموالي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، اتهامات جديدة لجماعة
الإخوان المسلمين، دون أي دليل أو بينة، لكن الجديد هذه المرة، توجيه الاتهام إلى الإخوان بقتل المطربة
أسمهان.
الاتهام جاء في مناسبة احتفاء الإعلام المصري، الثلاثاء، بذكرى وفاة أسمهان يوم 14 تموز/ يوليو عام 1944، وذلك في مسلسل تذيعه إذاعة القاهرة بعد الإفطار يوميا، إذ اتهم المسلسل الإخوان بأنهم خططوا لجريمة
قتل أسمهان غرقا عن 29 سنة، وهي في طريقها إلى رأس البر لتمضية إجازة لدى إحدى صديقاتها.
من جانبه، علق الكاتب الصحفي صلاح منتصر على هذا الاتهام، في عموده، في صحيفة الأهرام، الثلاثاء، تحت عنوان: "أسمهان قتلها الإخوان"، مشيرا إلى أن كاتب المسلسل هو القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي، الذي انفصل عن الجماعة عام 2002، وفق قوله.
وعلق منتصر بالقول: "هذه أول مرة يرد فيها ذكر الإخوان في هذه الجريمة"، مشيرا إلى أن الخرباوي ذكر في الحلقة أن الإخوان هم الذين رتبوا اغتيال أسمهان، وأنهم تكلفوا لذلك 200 جنيه، وهو مبلغ كبير بمقياس ذلك الوقت، وأنهم رتبوا سائقا غير الذي يصحبها وضع لها كمية من المنوم في زجاجة الخمر التي كانت تصاحبها، وخرج عن الطريق المعد الى طريق آخر بجانبه ترعة تعمد إسقاط السيارة فيها.
وأضاف منتصر أن جريمة مصرع أسمهان حامت فيها شكوك الاتهام، دون دليل، حول أطراف كثيرين منهم الإنجليز، لأنهم اكتشفوا أن آمال الأطرش، وهذا هو اسمها الحقيقي، تعمل لحساب المخابرات الألمانية، في الوقت الذي جندها الإنجليز للعمل لحسابهم، واتهمت الملكة نازلي بقتلها لأن أحمد حسنين رئيس ديوان الملك فاروق كان يحب أسمهان الذي كانت نازلي تريد الاستئثار به، ونجحت بالفعل بعد موت أسمهان في الزواج منه.
وقال منتصر: "كان من بين الذين حامت عليهم الشكوك أهلها في جبل الدروز الذين اعتبروا أن ابنتهم أضرت بسمعتهم، كما نال الاتهام الممثل أحمد سالم، آخر أزواجها وروميو ذلك العصر، وقد سبق أن أطلق عليها الرصاص، ولكنها نجت".
ولم يقدم الخرباوي -المعروف بحقده على جماعة الإخوان المسلمين، ومتاجرته الدائمة بأنه قيادي سابق فيها- الأسباب التي قادت الإخوان إلى تدبير قتل أسمهان، كما زعم مسلسله، لكن صلاح منتصر علق عليها بالقول: "بعد 71 سنة يظهر أن أسمهان قتلها الإخوان".
الشناوي يتهم المخابرات البريطانية والألمانية
في المقابل، نقلت جريدة "المصري اليوم"، الصادرة الثلاثاء، عن الناقد والمؤرخ السينمائي طارق الشناوي قوله إن أغلب الاحتمالات في مصرع أسمهان أنه كان مدبرا، وأن الشبهات دارت حول المخابرات البريطانية والألمانية، خاصة بعدما أشيع أنها تورطت في نشاط مخابراتي، خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف الشناوي: "لعل ما يعزز هذا الاعتقاد مقتل السائق الذي كان يقود عربتها بعد نجاته من الغرق في الحادثة"، مؤكدا أنه "لو عاشت أسمهان لظلت المنافس الأقوى الذي يزاحم أم كلثوم".
وأسمهان مطربة سورية، اسمها الأصلي آمال الأطرش، وهي شقيقة المطرب فريد الأطرش.
ولدت في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1912 على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا، بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية، وحطت أسرتها الرحال في حي الفجالة في مصر، وعانت البؤس والفاقة، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة.
وظهرت مواهب "آمال" الغنائية والفنية مبكرا، وكانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد، وسمعها داوود حسني، أحد كبار الملحنين، فأعجب بصوتها، وسماها أسمهان، وفي 1931 شاركت أخاها فريد الغناء في صالة ماري منصور، في شارع عماد الدين، حيث سطع نجمها، ثم دخلت مجال السينما.
اتهام الإخوان بأنهم تكفيريون
واتهمت جريدة الأهرام، الثلاثاء، جماعة الإخوان، على لسان الكاتب مكرم محمد أحمد، تحت عنوان: "مطاردة إقليمية ودولية لجماعة الإخوان؟".
وقال مكرم: "ما من شك أن مصر تملك الآن حيثيات كاملة، ووقائع إجرامية عديدة، تثبت للعالم أن جماعة الإخوان جماعة تكفيرية، تحرص دائما على أن يكون لها ذراع مقاتل سري جاهز لارتكاب جرائم الإرهاب والاغتيال في التوقيت الذي تراه الجماعة مناسبا للانقلاب على السلطة".
وأضاف الكاتب: "الجماعة لم تكن أبدا جماعة معتدلة، وكان لها دائما وجهها العلني المخصص للدعوة، ووجهها السري المتمثل في تنظيم عسكري فاشي، يتبني العنف تنهض أفكاره على تكفير المجتمعات الإسلامية، واعتبارها مجتمعات جاهلية، يتحتم الخلاص منها لتحقيق حلم الخلافة، الفجر الكاذب لجماعة الإخوان المسلمين"، على حد زعمه.