استخف معلقون
إسرائيليون بتهديدات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المبطنة، باستخدام الخيار العسكري ضد
إيران في أعقاب التوقيع على
الاتفاق النووي النهائي معها.
وسخر كبير المعلقين في قناة التلفزة الثانية، أمنون أبراموفيتش، من تهديدات نتنياهو، قائلا إنه يعي أن طرح الخيار العسكري غير واقعي، في ظل رفض قادة الجيش والأجهزة الاستخبارية استخدامه.
ونوه أبراموفيتش في تعليقه ليلة الثلاثاء على الاتفاق، إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش الحالي جادي إيزنكوت وآخر جنرالين سبقاه في المنصب يعارضون الخيار العسكري ضد إيران.
ونوه أبراموفيتش إلى حقيقة أن رئيس الموساد الحالي تامير باردو وسلفه في المنصب مئير دغان، أعلنا موقفا معارضا لتوجيه ضربة عسكرية للنووي الإيراني، على اعتبار أنها تمثل مخاطرة كبيرة دون أن تكون قادرة على تصفية التهديد النووي من جذوره.
من ناحيته قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الأسبق، آفي بنياهو، إن شن عمل عسكري على إيران بعد التوصل لاتفاق معها يضع إسرائيل في مواجهة العالم، وسيفضي إلى تقليص مكانتها الدولية ويمنح إيران الشرعية لكل عمل تقوم به أو المنظمات المرتبطة بها في الرد على الهجوم الإسرائيلي.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية الأربعاء، نوه بنياهو إلى أنه يتوجب على نتنياهو التعايش مع الاتفاق الجديد.
وقد ألمح نتنياهو إلى استخدام الخيار العسكري، من خلال التأكيد أن إسرائيل لا ترى نفسها ملزمة بما تم الاتفاق عليه بين إيران والدول العظمى.
من ناحية ثانية، كشف موقع صحيفة "هآرتس" النقاب عن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيحاول صد الحملة التي يشنها نتنياهو على الاتفاق، من خلال طرح عرض غير مسبوق من المساعدات العسكرية والتكنولوجية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يخرج فيه نتنياهو عن طوره في معارضة الاتفاق، فإن قادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية يعكفون حاليا على إعداد قائمة من الطلبات التي سيطالبون أوباما بالوفاء بها، في حال فشلت جهود إسرائيل في إحباط الاتفاق داخل الكونغرس.
وقد واصلت النخب الإسرائيلية تقديم الاتفاق النهائي مع إيران على أنه دليل على فشل الاستراتيجية التي بلورها نتنياهو لإحباط المشروع النووي الإيراني.
وقال المعلق العسكري ألون بن دافيد: "يتوجب علينا أن نقر ونعترف، لقد فشلنا في هذه المهمة، وهذا الفشل يتحمله نتنياهو بشكل شخصي".
وفي مقالة نشرتها الثلاثاء صحيفة "معاريف"، أضاف بن دافيد: "يتوجب علينا أن نتعود على الحقيقة القائلة إن العالم بات يقر بمكانة إيران كدولة على حافة قدرات نووية، وسيكون لديها سلاح نووي في وقت من الأوقات وليس بعيدا".
في الوقت ذاته، واصلت النخب اليمينية شيطنة الاتفاق في مسعى لإقناع الكونغرس بالتصويت ضده.
وقال الجنرال يعكوف عامي درور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، إن إيران ستكون أقوى عسكريا واقتصاديا وسياسيا بعد الاتفاق.
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، زعم درور أن الاتفاق مع إيران جاء نتاج قرار أوباما بناء شراكة استراتيجية مع طهران في إدارة شؤون المنطقة.