أجرى الرئيس الأمريكي باراك
أوباما، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير تقييما لنتائج
الاتفاق النووي الموقع مؤخرا بين
إيران والقوى العالمية الست (مجموعة 5+1).
جاء ذلك خلال استقبال أوباما للوزير السعودي الجمعة، في العاصمة واشنطن، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنيست في إجابته على سؤال بهذا الخصوص خلال موجزه الصحفي اليومي.
وأعلن البيت الأبيض أن الرياض "رحبت" بالاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في فيينا هذا الأسبوع بين إيران والدول الكبرى.
وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان أن أوباما والجبير "رحبا" بالاتفاق الذي أبرمته مجموعة 5+1 (روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى ألمانيا) مع إيران الثلاثاء بشأن برنامجها النووي.
من جهتها وفي بيان منفصل قالت السفارة
السعودية في واشنطن إن الجبير "جدد التأكيد على دعم السعودية لاتفاق يمنع إيران من حيازة قدرات نووية".
ويعتبر تأييد الرياض للاتفاق النووي أساسيا للبيت الأبيض، الذي يحاول بشتى الطرق إقناع الكونغرس بعدم عرقلة تنفيذ الاتفاق.
ولفت أرنيست إلى أن اللقاء أُجري بعد توجيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود طلبا بهذا الخصوص لأوباما خلال اتصال هاتفي جرى بينهما الأسبوع الحالي.
وأوضح المسؤول الأمريكي كذلك أن اللقاء تناول أيضا العلاقات الثنائية بين البلدين، وعددا من القضايا الإقليمية، فضلاً عن الاشتباكات والقتال المتواصل في كل من سوريا واليمن.
وتسعى إدارة أوباما إلى تبديد مخاوف أعضاء الكونغرس الأمريكي بشأن الاتفاق النووي مع إيران من جهة، وحلفائها الدوليين من جهة أخرى، وفي هذا الإطار يتوجه وزير دفاع الولايات المتحدة أشتون كارتر إلى إسرائيل نهاية الأسبوع، ومن وبعدها إلى المملكة العربية السعودية لإجراء عدد من المحادثات بهذا الخصوص.
وزير الدفاع الأمريكي سيزور السعودية وإسرائيل
وأعلن البنتاغون الجمعة أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر سيزور الأسبوع المقبل إسرائيل والسعودية، وذلك لطمأنتهما إثر الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران هذا الأسبوع.
وأوضحت وزارة الدفاع في بيان أن جولة كارتر ستشمل أيضا الأردن.
من جهته قال مسؤول كبير في البنتاغون الجمعة إن الوزير الأمريكي يرمي من زيارته إلى تجديد التزام الولايات المتحدة أمن حلفائها في المنطقة، ولا سيما في مواجهة "سلوك إيران المزعزع للاستقرار".
ولكن المسؤول الكبير أكد أن إبرام الاتفاق النووي "لن يؤدي إلى تغيير جذري" في العلاقات بين البنتاغون وحلفاء واشنطن في المنطقة، مستبعدا خصوصا إمكان أن تقدم الولايات المتحدة أي تعويضات عسكرية لإسرائيل أو للسعودية.
وقال المسؤول الكبير: "سنجري مباحثات بشأن مجموعة واسعة من الموضوعات، بما فيها مبيعات أسلحة (...)، ولكنها بصراحة المباحثات نفسها التي كنا سنجريها لو لم يكن هناك اتفاق"، مضيفا بالقول: "نحن منفتحون على أي نقاش يتناول التعاون العسكري، ولكن ليست لدينا اقتراحات كبرى أو إعلانات نقدمها للإسرائيليين أو للسعوديين".
وبحسب الصحافة الإسرائيلية، فإن الدولة العبرية التي تعارض بشدة الاتفاق النووي قد تحاول أن تحصل من الولايات المتحدة على تعهد بالتدخل عسكريا ضد إيران في حال هاجمتها الأخيرة.
ومن بين التعويضات الأخرى التي أوردتها الصحافة الإسرائيلية زيادة المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل، والبالغة قيمتها حاليا ثلاثة مليارات دولار سنويا، أو تزويد الدولة العبرية بالمزيد من المقاتلات الأمريكية الفائقة التطور من طراز إف-35 التي تعهدت واشنطن أصلا بتزويد إسرائيل ب33 طائرة منها.
وقال المسؤول الكبير "نحن نبقى ملتزمين الحفاظ على وجود عسكري قوي" في الشرق الأوسط "ولا سيما" في الخليج، و"سنكون مستعدين لدعم أمن حلفائنا ولا سيما إسرائيل".
وسيزور كارتر إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء على أن ينتقل بعدها إلى السعودية والأردن، بحسب برنامج الزيارة الذي لم يتم الإعلان عنه نهائيا بالكامل.
وتوصلت إيران والقوى العالمية الست (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين + ألمانيا)، الثلاثاء الماضي، إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة.
ويسمح الاتفاق لمفتشي الأمم المتحدة بمراقبة وتفتيش بعض المواقع العسكرية الإيرانية، مقابل السماح لإيران بمواصلة عمليات التخصيب بكميات محدودة، واستخدام أجهزة الطرد المركزي لأغراض البحث العلمي.