حذر رئيس الوزراء السوداني الأسبق، زعيم حزب الأمة،
الصادق المهدي، من أن تنفيذ أحكام الإعدام بحق الرئيس
محمد مرسي، وقيادات
جماعة الإخوان المسلمين، سوف يؤدي إلى مواجهات مستمرة ومزيد من الدماء في
مصر، كاشفا أنه طلب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وقف تنفيذ هذه الأحكام.
وقال الصادق المهدي: "ما أخشاه أنه في حال تنفيذ أحكام الإعدام سوف تحدث مواجهات مستمرة ودماء، مثلما حدث بعد إعدام سيد قطب".
وأضاف المهدي في حوار مع صحيفة "المصري اليوم"، الأربعاء: "هناك أفكار إخوانية معتدلة وشخصيات معتدلة مثل الهضيبي والشيخ التلمساني، وأعتقد أن القضية هنا سياسية وفكرية، وليست قضية أمنية فقط".
وكشف عن أنه وجه للسيسي خطابا مفتوحا. وقال: "ذكرت في خطابي أنني لا أتدخل في استقلال القضاء المصري، ولكن معروف أن لك (يقصد: السيسي) صلاحيات دستورية، أرجو أن تستخدمها لوقف تنفيذ الإعدام".
واستطرد: "الحركة الإخوانية في مناطق كثيرة في العالم قامت بمراجعات، وليسوا هم وحدهم من قام بمثل هذه المراجعات، فهنا في مصر حدثت مراجعات فكرية للجماعة الإسلامية، إذن فكرة المراجعات موجودة، وأريد ألا نلغي فكرة المراجعات نهائيا".
وزعم أن الإخوان المسلمين ارتكبوا أخطاء كبيرة في مصر مثلما ارتكبوا في السودان، ولكن هذا يمكن أن يجعل بعض المنتمين للجماعة يراجعون مواقفهم، وهذا حدث بالفعل من قبل، سواء في تركيا حيث قام فرع الإخوان في تركيا بقيادة نجم الدين أربكان بمراجعات أربع مرات، كان آخرها ما قام به رجب طيب أردوغان نفسه، وكذلك في تونس والمغرب تمت تسوية سياسية مع الإخوان، وفق قوله.
وتابع: "نريد أن يكون هناك مناخ لتشجيع المراجعات داخل الإخوان المسلمين حتى يكونوا قادرين على الاندماج في العملية السياسية بصورة تحول دون الاستقطاب الحالي، باعتبار أن هذا الاستقطاب يمكن أن يغلب فكرة المتطرفين داخل الجماعة، وهذا يقود لتحالف زيادة بين الإخوان والخوارج والجهات الخارجية التى نسميها الطور الرابع من الإرهاب، والإعدام سيغلق هذا الباب، والعدالة الجنائية ليست وحدها المطلوبة".
وحول العلاقة بين مصر والسودان في الوقت الراهن، قال الصادق المهدي: "الآن مع وجود تعايش مصري سوداني، لا شك في وجود تعاطف إخواني سوداني مع ما يحدث ضد الإخوان في مصر".
وأضاف أنه لا شك أيضا أن الحكومة السودانية تلعب دورا في دعم "فجر ليبيا" الموجودة في طرابلس، ولا شك كذلك في أن السودان لديه تفاهمات مع عناصر إخوانية، ما يتناقض بالطبع مع الموقف المصري، الذي يعتبر الإخوان جماعة إرهابية، ولذلك في رأيي هناك مواجهة معلقة، وتعايش في قضايا آنية.
وتابع: "طالما الإخوان يعتبرون إرهابيين في مصر، ويعتبرون أحبابا في السودان هذا سيكون سببا لمشاكل كثيرة، والأمر لا يقف عند هذا الحد، فالسودان لديه علاقات إستراتيجية سواء مع قطر أو مع تركيا وعلاقات إستراتيجية مع الإخوان، وفي مصر تعتبر هذه العلاقات مرفوضة ومدانة ومخونة، فلا يمكن أن تكون المسائل بالأماني بل بالواقع"، على حد قوله.
واختتم حواره بالقول: "الإسلام موجود في أشواق المواطنين جميعهم، قوة اجتماعية هائلة جدا في الشارع وقوة ثقافية، للأسف هذه القوة يمكن للبعض استغلالها، ما يحدث هو أن وجود ضعف وهشاشة في النظم الحاكمة ووجود ظلم اجتماعي وهيمنة دولية فتح مجالا لحركات العنف والغلو والتطرف، وهذه الحركات ليست مقطوعة من شجرة ولكنها مربوطة بأهداف المواطنين المختلفة".
ويُذكر أن الصادر المهدي خرج من العاصمة السودانية الخرطوم، ويقيم حاليا بالقاهرة، وقد تنقل بين القاهرة وعدد من العواصم، ويهدده خطر الاعتقال حال عودته للسودان، بسبب رفض النظام السوداني إعلان باريس، الذى وقعه مع قيادات الجبهة الثورية، التى تقود معارضة مسلحة ضد نظام البشير.