قال رئيس هيئة قناة
السويس المصرية، الفريق مهاب مميش، السبت، إن "قافلة تضم ثلاث
سفن حاويات عملاقة عبرت قناة السويس الجديدة في أول تشغيل تجريبي للقناة المقرر افتتاحها رسميا يوم السادس من آب/ أغسطس المقبل".
وبدأت مصر حفر القناة الجديدة التي ستمر بمحاذاة القناة الأصلية التي يعود تاريخها إلى 145 عاما في آب/ أغسطس العام الماضي.
وتبلغ تكلفة القناة الجديدة ثمانية مليارات دولار، وهي جزء من مشروع بمليارات الدولارات يهدف إلى تعزيز التجارة في أسرع ممر ملاحي للشحن بين أوروبا وآسيا.
وقال مميش في مؤتمر صحفي عقده في الإسماعيلية، بعد نجاح عبور السفن الثلاث، إن "التشغيل التجريبي كان رسالة للتوكيلات الملاحية العالمية كافة باستقبال سفن عملاقة بغاطس 66 قدما".
وأضاف: "اليوم تم المرور من الاتجاهين في القناة الأم والقناة الجديدة، وكان هناك إصرار على تنفيذ ذلك في العمل التجريبي للتأكيد على الميزة التي وصلت لها قناة السويس مرفقا عالميا".
وتابع بأن "الهيئة ستجري عمليات تشغيل تجريبي أخرى في القناة قبل افتتاحها"، مضيفا أن "أعمال التكريك في القناة الجديدة أوشكت على الانتهاء".
ورافق مميش القافلة القادمة من البحر الأحمر باتجاه البحر المتوسط، حيث كان يعتلي أول سفنها وهي السفينة (أبل ساوثامبتون) التي ترفع علم سنغافورة، وتبلغ حمولتها 133 ألف طن.
وقالت مصادر ملاحية إن السفينة الثانية تدعى (ميرسك شيرنيس) وترفع علم لوكسمبورغ، وتبلغ حمولتها نحو 95 ألف طن. وتدعى السفينة الثالثة (ميسان) وترفع علم البحرين وتبلغ حمولتها 77 ألف طن.
وأضافت المصادر أن "ثلاث سفن أخرى قادمة من البحر المتوسط باتجاه البحر الأحمر عبرت قناة السويس القديمة في الوقت ذاته".
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن التشغيل التجريبي للقناة أجرى في ظل تأمين جوي وبحري مكثف باستخدام عدد من طائرات الهليكوبتر واللنشات البحرية التابعة للجيش.
وقناة السويس مصدر حيوي للعملة الصعبة في مصر خاصة منذ انتفاضة عام 2011، التي أثارت قلق السائحين والمستثمرين الأجانب.
وإلى جانب القناة الجديدة تخطط الحكومة المصرية لبناء مركز صناعي ولوجيستي دولي قرب قناة السويس التي من المتوقع أن تمثل نحو ثلث حجم الاقتصاد المصري.
وأعلن مميش في المؤتمر الصحفي السبت عن مشروع لإقامة قناة جانبية في ميناء شرق بورسعيد على البحر المتوسط، والبدء في تنفيذه بعد افتتاح قناة السويس الجديدة بهدف مساعدة السفن في الدخول مباشرة إلى الميناء.
وقال مصدر كبير في هيئة قناة السويس؛ إن تكلفة إقامة القناة الجانبية ستبلغ نحو 60 مليون دولار وإن طولها سيصل إلى 9.5 كيلومترات وعمقها 18.5 مترا وعرضها عند القاع 250 مترا.
وأضاف أن تنفيذها سيستغرق سبعة أشهر، مشيرا إلى أنها أحد المشروعات اللوجيستية لمحور تنمية إقليم قناة السويس.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، قال مميش إن قناة السويس الأم تدر نحو خمسة مليارات دولار سنويا وهي مصدر حيوي للعملة الصعبة، أما القناة الجديدة التي ستتيح عبور السفن الكبيرة في الاتجاهين، فمن المفترض أن ترفع العائدات إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2023.
وأضاف أن مشروعي القناة الجديدة والمنطقة الصناعية سيساعدان على ضخ 100 مليار دولار سنويا في اقتصاد البلاد.