قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في افتتاحيتها، إن المعادلة الصفرية التي نشأت في نظر أردوغان هي أن كل عمل لإضعاف "داعش يعني بالضرورة تعزيز المليشيات الكردية المقاتلة ضد
تركيا في شمال سوريا".
وقالت الصحيفة إن هذا كان يعني لتركيا أن الانضمام للتحالف الدولي من أول يوم يتعارض مع مصالح تركيا، وقد قام أردوغان برد كل مساعي المغازلة الأمريكية.
وأشارت إلى أن أردوغان اضطر إلى ابتلاع الضفدع والسماح بدخول مقاتلين أكراد من العراق إلى منطقة المعارك عبر تركيا، ولكنه فعل كل ما في وسعه لتقليص المساعدة ومنع النصر عن
الأكراد.
وأضافت أنه "بالتوازي فقد فهم استراتيجيو أوباما أنه بدون تركيا سيصعب عليهم جدا المس بقواعد القوة لداعش، وبالتالي فقد وافقوا على طلب تركيا سحب حمايتهم عن الأكراد في شمال سوريا مقابل الاستعداد التركي للانخراط في الجهد الحربي ضد داعش".
وقالت "يديعوت" إن الهجوم على قواعد الأكراد كان مفاجئا لهم. فقد كان بعضهم لا يزال يؤمن بالمسيرة السياسية، وحقيقة أن الحزب الذي يمثلهم فاز في الانتخابات الأخيرة بـ80 مقعدا في البرلمان شاهد في نظرهم أيضا على تعزيز قوتهم السياسية. وقد مس الهجوم غير المتوقع مسا شديدا بما تبقى من الخيوط السياسية التي تربط بين الجمهور الكردي في تركيا وبين الحكم، بحسب الصحيفة.
ولفتت إلى أن "داعش هو الآخر، الذي أثبت حتى الآن قدرته فقط في عملية كبيرة واحدة في تركيا، في مدينة سوروتش الحدودية، سيعيد النظر في موقفه، ويحتمل أن يقرر تصعيد وتيرة العمليات".
وختمت بالقول: "كما تعلمنا من تجاربنا في الحروب الإقليمية، فإنه سهل الدخول في مثل هذه المعارك، ولكن صعب الخروج منها".