علق الكاتب سيمون تسيدال من صحيفة " الغارديان" على خطاب رئيس النظام السوري المحاصر بشار
الأسد بقوله إنه لم يعبر فيه عن استعداد لتسوية تنهي الحرب الأهلية في البلاد.
ويجد التقرير أنه رغم اعتراف الأسد بنقص الجنود، الذي يعاني منه جيشه، والذي كان وراء النكسات الأخيرة، التي تعرضت لها الحكومة في الأشهر الأخيرة، إلا أنه أكد على التغيرات "الإيجابية" في المواقف الغربية للنزاع في البلاد، مشيرا في خطابه إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يشتركون في وجهة نظر دمشق الراغبة بهزيمة
تنظيم الدولة في العراق والشام.
وتشير الصحيفة إلى أن الأسد لم يقدم إشارات عن استعداده للتوصل إلى صفقة سلام تنهي الحرب الدائرة في بلاده منذ أكثر من أربعة أعوام. وقد قال الأسد إن جيشه رغم تراجعه لا ينهار، بل هو صامد وسيحقق النصر في النهاية، مؤكدا أن هزيمته ليس المخرج، "وليست في قاموس الجيش العربي السوري".
ويرى الكاتب أن الأولوية التي تؤكدها الولايات المتحدة وبريطانيا لهزيمة مقاتلي تنظيم الدولة، أدت إلى إشارات إلى إمكانية تخلي إدارة أوباما عن مطالبها برحيل الأسد، وعدم شموله بأي حل، على الأقل في الوقت الحالي.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى قرار الحكومة التركية المشاركة في ضرب تنظيم الدولة، موضحا أنها آخر دولة تقرر المشاركة بشكل فعلي في الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة. وقد سمحت أنقرة للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لضرب المتشددين داخل
سوريا والعراق.
وتذكر الصحيفة أن قرار
تركيا جاء رغم أنها ربطت مشاركتها بالحملة ضد الجهاديين بالإطاحة بنظام الأسد، واحتواء التطلعات الانفصالية للأكراد.
ويبين تيسدال أنه بعد تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده ستقوم بخلق منطقة آمنة داخل سوريا، وقال الأسد إن تقسيم بلاده ليس حلا، واستبعد الفكرة. ولكنه اعترف أن الجيش قرر التخلي عن مناطق استراتيجية لأسباب تتعلق بنقص الجنود، حيث قال إن كل شيء متوفر لدى الجيش، مستدركا بأنه يعاني من نقص في القدرات البشرية، إلا أنه طمأن مستمعيه أنه لا يقدم لهم صورة قاتمة عن الوضع. مع أن الجيش خسر مدينة إدلب شمال البلاد، وجسر الشغور والمناطق المحيطة بها في آذار/ مارس الماضي، وتكبد خسائر في الجنوب، خاصة المناطق القريبة من الأردن.
وتنوه الصحيفة إلى أن سيطرة النظام تنحصر فقط في وسط البلاد من دمشق وحماة وحمص والمناطق الساحلية. واستطاع حزب الله، الحليف المهم لنظام الأسد، تحقيق إنجازات قرب الحدود السورية مع لبنان، خاصة جبال القلمون.
ويورد التقرير أن الأسد قد اعترف بدور حزب الله وقدرات مقاتليه لأول مرة. وبرر تراجعه عن مناطق، من خلال الحديث عن الأولويات. وقال إن المشكلة التي تواجه الجيش ليست نقص التخطيط ولكن الإجهاد، فمن الطبيعي أن يشعر الجيش بالتعب بعد حرب سنوات طويلة، ولكنه فرّق بين الإجهاد والهزيمة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن حديث الأسد عن القضاء على الإرهاب لم يشمل فقط تنظيم الدولة والجهاديين، ولكن جماعات
المعارضة السورية، التي تلقى دعما من الغرب، الذي لا يزال رغم أسلوبه الجيد يتعامل مع المعارضة على أنها جماعات ثورية وليست إرهابية. ولهذا السبب يرفض الأسد التعاون مع جماعات المعارضة، التي وصفها بالخارجية والمصنعة هناك.