قال رئيس تكتل التغيير والإصلاح
اللبناني، النائب العماد
ميشال عون، السبت، إن المسيحيين في لبنان أصبحوا يشكلون حاجزا في وجه الجميع، مضيفا أنه "لا يعتقدن أحد أننا مستضعفون: نحنا قدن كلن وزيادة"، وفقا لـ"موقع جنوبية".
وأكد في كلمته أن الاستقرار في لبنان كان هشا ولا يزال نتيجة الحروب التي مرت بها البلاد وبخاصة في الجنوب، ملمحا إلى أنه "لم يكن هناك أي توازن في السلطة إذا لم يكن للمسيحيين أي مشاركة فعلية".
وقال عون في كلمته: "كان لا بد من استنهاض الهمم وتصليح الأوضاع"، مشيرا إلى أن "لبنان اصطدمت أولا بالحلف الرباعي الذي شكل يومها لتحجيم المسيحيين وإبعادهم عن السلطة".
وأستدرك بالقول: "إلا أننا ومن خلال نظرتنا الثاقبة إلى مستقبل المنطقة، شعرنا عند التحضير للانسحاب الأمريكي من العراق ومن التحركات التي تحصل في المنطقة، بأن هناك حروبا قادمة بهدف خلق شرق أوسط جديد، فكان لا بد من تحصين الوضع المسيحي الذي كان مستضعفا، فجاء التحالف مع
حزب الله، فأسقط جدار الحلف الرباعي، مشكلا ميزان قوى سياسيا وأمنيا منع لبنان من أن يكون الشرارة التي تنطلق منها الحروب نحو سوريا والشرق الأوسط".
وانتقد عون سياسة الحياد التي انتهجها
مسيحيو الشرق في دولهم، مشددا على أنها تسببت بإضعافهم كثيرا إلى أن وصلت بهم الأمور إلى مرحلة باتوا يستأصلون فيها من أرضهم، مؤكدا على أن "مسيحيي لبنان متجذرون في لبنان، والأرض أرضهم، ولن يتمكن أحد من تهميشهم".
وشدد على أنه لا يجوز الاستمرار ببناء لبنان بالارتكاز على الكذب أو الأخطاء أو الخوف، منوها إلى أنه "يجب عدم الخجل من هذه الحقيقة"، على حد تعبيره.
وقال عون: "إن الخطر بدأ يبتعد عن لبنان، إلا أنه لا يزال هناك قاعدة للشر في عرسال"، مشيرا إلى أنه "تم ترك تلك القاعدة قائمة من خلال معادلات سياسية لفرض نوع من التكافؤ بين الخير والشر، وأن الخير سينتصر وأن تلك القاعدة ستزول".
وفي معرض حديثه عن انتخاب رئيس للجمهورية أشار إلى أن البعض يطالبون برئيس توافقي، لأنهم يرون في لبنان قطعة جبن يريدون تقسيمها بين بعضهم البعض، فيما يقف الرئيس متفرجا ويحصل على حصته من قطعة الجبن بعد تقسيمها، على حد وصفه.
وأضاف: "نحن لا نستطيع أن نتوافق على الشر، ولا يمكن أن نقبل الشر إرضاء لمن يريدون التوافق علينا، لذلك نفضل أن نحاربه بدلا من أن نصل بواسطته إلى الحكم. يريدون رئيسا من دون أي حيثية شعبية لئلا يتمكن من لعب دور الحكم حتى ولو أراد أن يلعب هذا الدور. يريدون رجلا يصنعون منه رئيس بروتوكول ويجلسونه في بعبدا".
وحول الانتخابات الداخلية للتيار الوطني الحر، أشار إلى أن "التيار يعيش تجربة ديموقراطية فريدة من نوعها في لبنان، وبدلا من أن تلقى استحسانا عند الآخرين، تعمد البعض مهاجمتها بطرق غير مبررة بهدف إفشالها مع أن الجميع يطالبون بالديموقراطية".
وهاجم عون ما أسماه "الإعلام التضليلي"، قائلا إنه يحول أي نقاش بين اثنين من التيار إلى انشطار عامودي أو صراع أو خلاف، وانتقد من "يطالبون بالديمقراطية ويرفضون التنافس"، على حد تعبيره.
وتساءل مستنكرا: "فهل يجب أن نكون حزبا وراثيا كغيرنا من الأحزاب؟"، مؤكدا أن "وحدة التيار الوطني الحر هي كالحديد ولن يتمكن أحد من زرع الشوك بداخله، وما التنافس إلا تعبير ديموقراطي لاختيار الأكثر جهوزية لخدمة التيار ولبنان".