تأكدت المعلومات التي كانت حتى الأمس القريب مجرد شائعات، ومفادها أن دولة
الإمارات تدعم انفصال جنوب
اليمن عن شماله، وهو الملف الذي يبدو أنه محور الخلاف بين أبوظبي وعواصم أخرى في المنطقة، حيث إن الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه هادي منصور الذي يزور الإمارات التقى عددا من الشخصيات اليمنية هناك، ليتبين أن القاسم المشترك الوحيد بينها هو أنها تدعم انفصال الجنوب عن الشمال، وليست مع وحدة البلاد.
والتقى الرئيس هادي الخميس في أبوظبي عددا من الشخصيات السياسية والاجتماعية الجنوبية، من بينهم عبدالرحمن الجفري وهيثم قاسم طاهر وقاسم عبد الرب ولطفي شطارة وجميل مهدي وهادي المقفعي وعلي أحمد حسن وفيصل الصمة وسالم جبران والدكتور أمين الصوفي وعلي منصر، وآخرين.
والشخصيات المشار إليها أعلاه، وتعيش في أبوظبي على نفقة ولي عهدها محمد بن زايد، جميعهم بلا استثناء من الداعين للانفصال، وليسوا مع وحدة اليمن، ما يؤكد المعلومات التي يجري تداولها عن أن الإمارات تدعم التيار الانفصالي في اليمن، وتسعى إلى تقسيم البلاد إلى دولتين، واحدة عاصمتها صنعاء، والأخرى عاصمتها عدن.
ويقول محللون ومراقبون إن الإمارات تدعم انفصال الجنوب، ولهذا أرادت أن تكون سيدة الموقف في عدن، من خلال الدفع بجنودها على الأرض، لتؤثر على مستقبل الأحداث، وهي تحاول جر هادي للقبول بهذا الموقف، ومن هنا جاء ترتيب لقائه مع الانفصاليين وتحجيم
حركة الإصلاح في الجنوب واستمرار الدعم الإماراتي لصالح في الشمال من أجل ضرب حركة الإصلاح.
وبدت الإمارات في حالة قلق كبير بسبب التطورات الأخيرة في اليمن، التي تمكنت خلالها المقاومة الشعبية من دحر الحوثيين في مدينة عدن، فيما بات الحوثيون على وشك الانسحاب أيضا من صنعاء بموجب اتفاق مع الأطراف الأخرى بعد الخسائر التي تكبدوها.
وظهر القلق الإماراتي عبر التصريحات التي جاءت على لسان الإعلامي الإماراتي علي بن راشد النعيمي، الذي يرأس تحرير موقع "بوابة العين" التابع لجهاز الأمن الإماراتي، حيث قال النعيمي إن المقاومة الشعبية تسيطر عليها حركة الإصلاح، التي تمثل جناح الإخوان المسلمين في اليمن.
ومعروف أن النعيمي كان يشغل منصب رئيس تحرير جريدة الاتحاد الحكومية في أبوظبي، وهو أحد أبرز الإعلاميين المحسوبين على السلطة في أبوظبي، والمقربين من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال النعيمي لقناة "سكاي نيوز عربية" في أبوظبي إن المقاومة الشعبية وحركة الإصلاح الإخوانية حلفاء لإيران، في الوقت الذي يعلم الجميع بأن حلفاء إيران في اليمن هم الحوثيون وليس الإخوان، وأن كلاهما يحارب الآخر.
وطالب النعيمي بـ"التصدي لمخططات للإخوان المسلمين تدعمها إيران، وترمي إلى استغلال الإنجازات التي تحققها القوات الشرعية في اليمن، للانقضاض على السلطة".
وقال: "يجب الحذر من ضرورة الحفاظ على "النصر الذي يتطلع إليه الشعب اليمني"، لا سيما أن تجارب كثيرة شهدتها بعض الدول العربية تشير إلى أن بعض الجهات تحاول "قطف ثمار" إنجازات الشعب.
وأشار النعيمي، في هذا السياق، إلى أن بعض التقارير تفيد بأن مليشيات الحوثي شرعت في تسليم بعض المديريات والقرى إلى "حزب الإصلاح الإخواني"، في إشارة إلى محافظتي تعز وإب.
وأضاف أن "تنظيم الإخوان اعتاد التسلق على دماء الآخر وتضحيات الآخرين للوصول إلى السلطة"، مشيرا إلى تجربة الإخوان في مصر خلال "ثورة يناير" وبعدها، وتجربة الجماعة في العراق بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، متناسيا دور الإمارات في الإطاحة بحكم صدام.
وخلص رئيس تحرير "بوابة العين الإخبارية" إلى أن عملية تسليم الحوثي لمديريات وقرى يمنية لحزب الإصلاح يأتي "في إطار تنسيق إيراني يخدم استراتيجية إيران".
وتفضح تصريحات النعيمي حالة القلق التي تعيشها الإمارات من الانتصارات التي تسجلها المقاومة الشعبية في اليمن، وهو القلق الذي يعزز الاعتقاد بأن الإمارات ربما تدعم صالح ورجاله بالفعل من أجل التصدي لانتصارات حركة الإصلاح، التي تمثل الإخوان المسلمين في اليمن.
* علي النعيمي متحدثا لقناة "سكاي نيوز عربية".
* محمد بن زايد يستقبل الرئيس هادي في أبوظبي.