سيطر تنظيم "
داعش"، الجمعة، مدينة
سرت التي سبق أن فقدها قبل يومين في معركة طاحنة مع سكان المدينة، كما أعدم 25 أسيرا، أمام مسجد
قرطبة، وسط المدينة، تم أسرهم في معركة الخميس، التي وقعت في الحي الثالث بين الأهالي والتنظيم، حسب ما ذكرت مواقع تابعة للتنظيم.
وأكد مصدر في الغرفة الأمنية المشتركة التابعة لرئاسة أركان المؤتمر الوطني، والذي فضل عدم ذكره اسمه لدواع أمنية، أن تأخر دخول قوات المؤتمر الوطني إلى المدينة، أتاح الفرصة للتنظيم لحشد قواته، وخوض معركة كبيرة، منذ ظهر الخميس، انتهت باسترجاعه لكامل المواقع، التي فقدها في اليومين الماضيين، إضافة إلى اقتحامه الحي الثالث، وارتكاب مجزرة كبيرة بحق الأهالي بالحي، وأسر عدد من شبابه.
وأكد المصدر نفسه في تصريحات صحفية، أن التنظيم يسيطر حاليا على المدينة بالكامل، ويقوم بتفتيش البيوت فيها، والقبض على أعداد كبيرة من الأهالي لتقديمهم لمحاكم التنظيم.
في مقابل ذلك أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة، أن "حصيلة جرائم
الإبادة الجماعية، التي ارتكبها
تنظيم الدولة، ضد سكان مدينة سرت (شرق طرابلس)، وصلت إلى أكثر من 30 قتيلا مدنيا، واتهمت مجلس الأمن الدولي بـ "السكوت عن مجازر التنظيم في المدينة".
وقالت الحكومة الليبية المؤقتة، في رسالة وجهتها، الجمعة، عبر مندوبها الدائم في مجلس الأمن الدولي، إبراهيم الدباشي، إنها تلفت "انتباه مجلس الأمن إلى الوضع الإنساني الخطير في مدينة سرت، بسبب الجرائم غير المسبوقة، التي يرتكبها تنظيم الدولة ضد سكان المدينة".
وتجري في مدينة سرت، منذ الأربعاء الماضي، معارك بين أهالي المدينة وعناصر من "داعش"، حيث يحاول الأهالي استعادة السيطرة عليها، وطرد التنظيم منها.
وحملت الرسالة، الموقعة من مندوب ليبيا الدائم لدى مجلس الأمن، غضب حكومة بلاده "إزاء الموقف السلبي للمجتمع الدولي ومجلس الأمن، الذي يشاهد معاناة مدينة سرت ومدن ليبية أخرى".
كما انتقدت الحكومة الليبية المؤقتة في رسالتها "حظر السلاح على الجيش الليبي، الذي يفرضه المجلس، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين، وفقا للقرار رقم 2214 لعام 2015، خاصة الفقرتين الثالثة والسابعة منه".
وذكرت مصادر محلية من المدينة، أنه تم العثور على 16 جثة مصلوبة ومفصولة الرأس، قرب إحدى المدارس بطريق مراح في ضاحية سرت الشرقية، فيما أوضحت أنه لم يتم التعرف حتى الآن على هوية الجثث.
وسيطر تنظيم الدولة على مدينة سرت الليبية، منذ كانون ثاني/يناير الماضي، بعد انسحاب الكتيبة 166، التابعة لقوات فجر ليبيا، التي كانت مكلفة، من المؤتمر الوطني العام المنعقد في طرابلس، بتأمين المدينة.