بينما لاقى الإعلان عن توقيف الشيخ السني
أحمد الأسير، المطلوب للدولة
اللبنانية، ترحيبا من جانب سياسيين في لبنان، إلا أن تبابنا ظهر بشأن خلفيات التوقيف وتوقيته، إضافة إلى التساؤلات عن تلكؤ الأمن اللبناني في توقيف مطلوبين آخرين.
وإلى جانب الرواية الرسمية التي نشرها الأمن العام بشأن اعتقال الأسير، التي تحدثت عن اعتقاله خلال محاولته السفر عبد مطار رفيق الحريري بجواز سفر مزور، يشكك ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي بالرواية الحكومية، ويطرحون تساؤلات من قبيل: كيف لشخص مطلوب أن يغادر لبنان إلى مصر باستخدام وثيقة سفر فلسطينية تتطلب تأشيرة مسبقة؟! في حين تساءل آخرون: كيف للأسير أن يلجأ إلى استخدام المطار بعد أن أعلن قبل عامين عن توقيف أحد أقرب مرافقيه خلال محاولته السفر خارج البلاد عن طريق المطار؟!
لماذا وكيف
وفي هذا السياق، فإن سياسيين بارزين من وزن رئيس حزب القوات اللبنانية وأحد أقطاب فريق الرابع عشر من آذار، سمير جعجع، وإن رحبوا بالخطوة، إلا أنهم طرحوا تساؤلات عن العملية، وعما يرونه كي لا يكال بمكيالين حيال تطبيق القانون في لبنان.
وفي تغريدات نشرها عبر حسابه على تويتر، تساءل جعجع: "كيف تمكنت هذه الأجهزة من اعتقال الأسير بالرغم من تنكره الكامل واعتماده جواز سفر آخر وكل الإحتياطات التي اتخذها، بينما لم تتمكن هذه الأجهزة بالذات من اعتقال قتلة هاشم السلمان وقتلة صبحي ونديم الفخري بالرغم من أنهم معروفون تماما ولم يتنكروا يوما؟"، في إشارة إلى ناشطين مناهضين لحزب الله قتلوا في عدة عمليات ووجهت اتهامات لحلفاء أو أنصار
حزب الله بالوقوف خلفها.
كما تساءل الزعيم المسيحي البارز وأحد خصوم حزب الله: "كيف أن هذه الأجهزة الأمنية بالذات لم تستطع توقيف قطاع الطرق وعصابات المخدرات والتشليح والخطف والتعدي في منطقة البقاع، وهم معروفون جدا وواضحون كعين الشمس، ويتحركون كل يوم؟".
في المقابل، رأى النائب إبراهيم كنعان، أمين سر تكتل التغيير والإصلاح، الممثل للتيار الوطني الحر، توقيف الأسير بمثابة "إنجاز وطني خارج الاعتبارات المذهبية، لأن من اعتدي عليه في عبرا هو جيش كل لبنان"، حسب قوله.
وفي حديث لإذاعة صوت لبنان، قال كنعان: "على الجميع أن يعي أن ضرب الإستقرار يطال جميع اللبنانيين، والتمترس وراء الطائفة والمذهب أكبر خطر علينا. والقانون يحمي الجميع"، مطالبا "إقران المواقف الإعلامية بالممارسة الفعلية، وعدم التدخل في القضاء لتأخذ العدالة في قضية الأسير مجراها".
صورة ومعلومة جديدة
يأتي ذلك؛ بينما نشرت وسائل إعلام لبنانية صورا جديدة للأسير بعد توقيفه، إحداها خلال احتجازه في مركز أمني بالمطار، حيث يظهر تغيير كبير أجراه الأسير على شكله ومظهره.
من جهته، نفى المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، تقارير تحدثت عن استعانة لبنان بأجهزة أمن خارجية أو بجهات فلسطينية لاعتقال الأسير، في إشارة إلى ما تردد في وسائل إعلام عن تنسيق الأمن اللبناني مع مسؤولين فلسطنييين في مخيم عين الحلوة؛ أدى لاعتقال الأسير.
وفي حديث لقناة "إم تي في"، قال إبراهيم إنه "لا علاقة لأي جهة فلسطينية أو سياسية بإلقاء القبض على الأسير، وقد جاء إلقاء القبض عليه بفعل مراقبة حثيثة"ـ
وأضاف إبراهيم: "الأسير وصل إلى المطار بسيارة أجرة استقلها في طريقه من مخيم عين الحلوة إلى المطار، وكان بمفرده. ولم يتم القبض عليه في الطائرة، بل عند نقطة الأمن العام، حيث لم ينف هويته".
مداهمات واعتقالات
وفي جديد التداعيات الميدانية لاعتقال الأسير، قالت الوكالة الوطنية للإعلام إن قوة من شعبة المعلومات في الأمن العام "نفذت مداهمات في منطقة سيروب، شرق مدينة
صيدا، على خلفية اعترافات أحمد الأسير الأخيرة، حيث تحاول الأجهزة الأمنية التحرك سريعا لتوقيف عدد من الأشخاص المرتبطين بالأسير قبل هروبهم بعد اعتقاله"، حسب قول الوكالة.
وكانت الوكالة قد قالت في وقت سابق أن شعبة المعلومات أوقفت كذلك اللاجئ الفلسطيني أحمد عبد المجيد، في منطقة عبرا شرق صيدا، باعتباره أحد مناصري الأسير.