من أخرج حراك لبنان عن سلميته؟ ومن المستفيد؟ (فيديو)
بيروت – عربي21 – عزالدين أحمد25-Aug-1503:09 AM
0
شارك
من أخرج حراك أزمة النفايات في لبنان عن سلميته ومن المستفيد؟
"حراك مدني أحبطته قوى سياسية" توصيف يتداوله ناشطون لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي في إشارة إلى الأحداث التي شهدتها بيروت مساء الأحد خلال الاعتصام الحاشد الذي دعت له حملة "طلعت ريحتكم" المناهضة لاستمرار أزمة النفايات في البلاد منذ نحو شهرين، وخلفت المواجهات فيه عشرات الجرحى.
ووجه ناشطون وأعضاء في حملة "طلعت ريحتكم" اتهامات لقوى سياسية بالزجّ بعناصر تابعة لها اندست وسط المعتصمين وافتعال المواجهة مع قوى الأمن سعيا لإخراج الحراك عن السلمية التي أكدت الحملة أنها ملتزمة بها منذ انطلاقها قبل نحو شهر.
مندسون!
في حين أشار وزير الداخلية نهاد المشنوق بشكل غير مباشر إلى مسؤولية "مجموعات سياسية" محسوبة على فريق الثامن من آذار بزعامة حزب الله بالتسبب في تحويل الحراك السلمي إلى مواجهة عنيفة مع قوى الأمن، اتهم ناشطون وإعلاميون بالاسم حركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري بالزج بعناصرها في المواجهة مع قوى الأمن.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وتسجيلات مصورة -اطلعت عليها "عربي21"- لعناصر يقولون إنهم معروفون بانتمائهم للحركة من خلال الشعارات التي رددوها، وكانوا يتعمدون
استفزاز عناصر القوى الأمنية.
في حين يظهر تسجيل مصور ترديد العشرات منهم شعار "شعية ..شيعة"، أظهرت صورا أخرى عناصر على أجسادهم أوشام تشير إلى انتمائهم إلى الطائفة الشيعية، كما حصلت "عربي21" على صور تظهر قيام مجهولين بتشويه صور لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري بالقرب من ضريحه المجاور لساحة رياض الصلح، وقد كتبت عليها شتائم وتهديدات بأن "الدور عليكم" في إشارة الى أنصار تيار المستقبل.
توحد ضد الفساد
ورغم ما حصل يرى ناشطون ومتابعون أن الاستغلال الذي حصل للتحرك الشعبي لا يقلل من أهمية أن ثمة تغييرا طرأ على المجتمع اللبناني تمثل بمشاركة الآلاف عفويا في تحرك كان يرفع شعارات ضد كل الطبقة السياسية الفاسدة بمختلف انتمائاتها الطائفية.
في هذا الشأن تحديدا ترى أستاذة القانون الدولي والناشطة المدنية الدكتور حليمة القعقعور أن الحراك الذي خرج "مثّل كل شرائح المجتمع المدني، ليس احتجاجا على أزمة النفايات فحسب، بل على الفساد وضد النظام الطائفي بشكل عام".
وتؤكد القعقعور التي تشغل رئاسة المنظمة الدولية للتنمية والسلام في حديثها لـ"عربي21" أن هذا التوحد دفع السياسيين المتضررين إلى التدخل غير البريء "بغض النظر عن تسميته في الإعلام"، "لأنه ولأول مرة في لبنان تنطلق ثورة ضد كل الأحزاب وبشكل عفوي دون أن دعوة من كيانات سياسية".
وترى أن ما حصل بداية لثورة حقيقة، "فالكل كان يراهن على أن الشعب اللبناني طائفي ولن يتوحد ولن يخوض تحركا ضد الطائفية ولكن هذه التجربة في بيروت أثبتت أن الشعب اللبناني يتغير وأن الاكثرية الصامتة تحركت وستتحرك، حتى لو سعى البعض لإسكاتها".
مستفيدون من حرف البوصلة
وتلفت القعقعور إلى أن التحرك كان ينقصه التنظيم، "لذلك كان من السهل على الأطراف السياسية التدخل فيه"، مؤكدة أنها رأت أشخاصا يحملون العصي والزجاجات الفارغة ويرمونها على عناصر قوى الأمن التي ردت بطريقة غير قانونية ومفرطة في القوة".
وأضافت "نعم، وجهت اتهامات مباشرة لحركة أمل بالتدخل وقيل أنها أرسلت العشرات من عناصرها إلى ساحة رياض الصلح، ولكن ما حصل ليس لمصلحة الحركة فحسب بل لمصلحة كل الأحزاب الطائفية الموجود في الدولة".
وأشارت إلى أن الكل مستفيد من حرف بوصلة الحراك عن أهدافه "فكل الطبقة السياسية بغض النظر عن الانقسام السياسي الحاصل مستفيدة، لأن مطالب من خرج في التظاهرات واضحة ضدهم وضد النظام الطائفي وكل الطبقة السياسية".
وتعتبر القعقعور أن تأييد بعض السياسيين لمطالب المتظاهرين الذين خرجوا في رياض الصلح وساحة الشهداء ببيروت تأييد غير صادق، "فهم ضد المطالب تحت الطاولة، ولو كانوا صادقين لاستقالوا من مناصبهم".