امتدت
المظاهرات الغاضبة لثلاثة أسابيع متوالية في شوارع مدينة "
الرستن" بريف حمص، وسط سوريا، احتجاجا على فقدان مادة الخبز والمياه في المدينة.
واتهم المتظاهرون المجلس العسكري والمحلي بالمدينة، إضافة للجمعيات الخيرية، وصولا إلى الهلال الأحمر، بسرقة لقمة عيشهم والاستهتار بها.
مدينة "الرستن"، التي تعتبر كبرى مدن الريف الشمالي، تمضي أياما كثيرة بلا مياه ولا خبز، إضافة إلى الحصار، وهو ما كان سببا للاحتجاجات، حيث أقفل المتظاهرون الطرقات، في حين قام المجلس المحلي بتعليق كامل لمكاتبه العاملة في المدينة حتى إشعار آخر، وذلك ردا على الاحتجاجات.
وقال المجلس في بيان له إنه استثنى مكتب الخدمات والخبز، لتأمين متطلبات الناس ضمن الإمكانيات المتاحة، ملقيا اللوم على تقصير كبير من قبل الحكومة المؤقتة.
أحد أبناء المدينة "أبو إبراهيم" قال لـ "
عربي21" خلال اتصال معه، "قبل أربعة أشهر شكل أهالي مدينة الرستن، مدنيين وعسكريين، قيادة مدنية جديدة للمدينة، مكونة من المجلس المحلي الثوري والمحكمة الشرعية القضائية والقيادة العليا المشتركة للتنسيق العسكري، فضلا عن إنشاء هيئة رقابة عامة تعمل على إدارة المدينة بالتوافق".
واستطرد أبو إبراهيم: "حصل ذلك كله بعد شعور الأهالي بعدم وجود نية حقيقية لتقديم الدعم الخارجي لهم، سواء أكان عسكريا أم إغاثيا، فكان لابد من إنشاء هيئات غير مسيسة تتبع للمدينة، ولا تؤيد فئة بعينها، وتعتمد على ذاتها في إدارة شؤونها".
"وفي مقابل ذلك، فإن إنشاء مثل هذه المجالس في المناطق المحررة جعل التزامها واستمراريتها بتقديم الخدمات لأكثر من 50 ألف مواطن في المدينة غاية في الصعوبة، في ظل نقص التمويل والقصف المتواصل إضافة إلى تعدد الفصائل، وعدم توافقها على شكل إدارة المناطق التي تسيطر عليها"، بحسب ما أوضحه "أبو إبراهيم".
الرستن، مدينة محررة من قوات النظام السوري منذ أربع سنوات، وتخضع لإدارة جمعيات إغاثية ومنظمات إنسانية، منها المجلس المحلي التابع للحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني، وتعرضت المدينة لشتى أنواع القصف المدفعي والجوي والصاروخي، ما زاد في دمار البنية التحتية من مشاف ومدارس ومؤسسات كانت تقوم على خدمة الأهالي في المدينة.
في حين قال الناشط الإعلامي في المدينة "بيبرس التلاوي" لـ "
عربي21":" الدمار والحصار المفروض على المدينة، وغياب القدرة الشرائية لدى أبنائها، بسبب عدم توفر المال، وسوء الأوضاع المعيشية، وقلة فرص العمل، انعكس ذلك كله سلبا على واقع المدينة المعيشي، وكلفت الجمعيات أعباء أكثر، حتى وصل المواطن إلى درجة الاعتماد الكلي على الجمعيات، بما في ذلك تأمين رغيف الخبز، ما أدى إلى انفجار الأهالي في الرستن لعدم وجوده لمدة 22 يوما، فالخبز قد فقد بالكامل لا بالمجان ولا حتى بأسعار مرتفعة، وخرجت المظاهرات على مدار ثلاثة أسابيع متواصلة، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار لحل
أزمة الخبز لدى السكان".
وأشار التلاوي إلى أن المجلس المحلي في الرستن، أفرغ من مضمونه بشكل كامل، وأصبحت هناك مديريات عدة مثل "مديريات زراعة" ومديريات أخرى، كما أن الحكومة المؤقتة لا تدعم حاليا المجالس المحلية ولا الائتلاف".
ويضيف: "يتساءل الناس، لماذا لا يتم تقديم الدعم لمدينة الرستن، وهي من أوائل المدن التي خرجت ضد نظام الأسد، ولا يوجد دعم للمجلس المحلي، فآخر دعم وصل للمجلس كان منذ أربعة أشهر، والمتظاهرون قد خرجوا يطالبون بأقل حقوقهم وهي الماء والخبز".
وقال التلاوي إن "المجلس المحلي يتبع للحكومة المؤقتة التي لم تعد تدعم المجالس، وأضاف: "الحكومة المؤقتة تدعم مديريات تابعة لها، على الرغم من أن الدعم المقدم للمديريات هو عبارة عن تقديم حاجيات الناس".