اتفق عدد من السياسيين والمحللين على أن خوف العديد من القوى المدنية والحزبية من
هيمنة الإخوان المسلمين، وتحالفهم مع الجيش كان سببا في ضياع مكتسبات ثورة 25 يناير، ومحو أثرها ونتائجها؛ وبالتالي تعطيل المسار الديموقراطي.
وأكدوا أنه إذا كان تدخل الجيش هو السبب في نجاح تحالف 30 حزيران/ يونيو في إسقاط حكم الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، فهو السبب نفسه في فشلها وإفشالها وإقصائها عن المشهد السياسي برمته.
30 يونيو لم تحكم مثل 25 يناير
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، إن "ثورة 30 يونيو شارك فيها كل الرافضين لحكم الإخوان، والتيار الإسلامي بشكل عام، وشاركت فيها كل التيارات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وشبكة المصالح المرتبطة بالنظام القديم".
وأكد لـ"
عربي21" أنه "ما كان لتلك القوى المدنية أن تحقق أهدافها لولا التدخل المباشر من الجيش، الذي لعب الدور الأساسي في تنحية وعزل الرئيس "مرسي" بالقوة". واعتبر أن "إصرار الإخوان المسلمين على مقاومة عزل "الرئيس" بالقوة هو الذي مكن في النهاية لحكم مباشر من القوات المسلحة"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن القول إن 30 يونيو هي التي تحكم الآن، وإنما الجيش هو الذي يحكم".
واستبعد "نافعة" أن يكون لتلك القوى السياسية المفتتة أي دور في المستقبل بسبب "ضعفها التظيمي، وهشاشتها وانقسامها على نفسها، ووجود شبكة مصالح منظمة من جانب نظام "مبارك" قادرة على حمية مصالحها".
معارضة مفككة ومناخ لا يدعو للتفاؤل
أما الناشط السياسي، والعضو السابق بالحملة الانتخابية لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، حازم عبدالعظيم، فأكد أن "المناخ العام لا يدعو للتفاؤل، مضيفا لـ"
عربي21": "لا توجد حياة سياسية في
مصر؛ والسبب وجود دولة "مبارك" التي نعيشها مع بعض التعديلات برجال أعمالها وسياسييها".
وعن دور من شارك في 30 يونيو في الحياة السياسية أو الحكم الآن، تساءل قائلا "أين من شاركوا في 25 يناير"، مشددا على أن "الدولة كلها تدار بفكر رجل عسكري مخابراتي؛ بحكم طبيعة الرئيس "السيسي"
العسكرية".
وأكد أن السلطة "لا تريد برلمانا حقيقيا يعبر عن الشعب، إنما تسعى لخلق برلمان صوري، كما كان الشباب في حملة "السيسي" الانتخابية جزءا من الديكور أمام الرأي العام، ولم تكن له مشاركة فعلية في الحياة السياسية عقب نجاحه".
وعزا فشل القوى السياسية في الوصول للهدف الثاني والأخير، بعد الإطاحة بـ"مرسي"، إلى تفككها، وطبيعة الحكم بفكر عسكري، مطالبا بوجود "معارضة موحدة، وجبهة سياسية قوية ومحترمة، للعودة إلى حكم رجل مدني في انتخابات 2018".
دولة مبارك تربح
بدوره، قال القيادي بتحالف 25/30 أحمد دراج إن تحالف 30 يونيو تفكك وتم تفكيكه، وساهم في ذلك أداؤه السيئ والإعلام والدولة واختلاف توجهاتهم، وتعدد أهدافهم، متوقعا أن لا يكون له أي دور سياسي في المستقبل القريب "بسبب تفتته، وتلاشيه".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "تم إقصاء القوى السياسية لصالح رجال دولة مبارك"، لافتا إلى أن "العنصر الفاعل في 25 يناير و30 يونيو كان هو الشباب، وجزء منهم محبط الآن، والجزء الآخر في السجون".
العسكر خدع الجميع
أما القيادي في حركة الإشتراكيين الثوريين، محمود عزت، فقد أكد أن "هناك فرقا بين التحالف السياسي لـ 30 يونيو الذي كان جزءا من انقلاب 3 تموز/ يوليو، وبين القوى الثورية التي شاركت في فاعليات 30 يونيو، ورفضت بيان الانقلاب العسكري".
وقال لـ"
عربي21" إن "كل القوى المدنية في تحالف 30 يونيو اختارت من البداية عسكرة حراكها بالتحالف مع القوات المسلحة، وبالتالي كانت النتيجة محتومة، وهي حكم عسكري".
واتهم تلك القوى بالسعي وراء مكاسب سياسية، "فهدفهم آنذاك أن يحصلوا على جزء من السلطة"، إلا أن "الانقلاب العسكري ضللهم، وخدعهم، ورفض إشراك مدنيين معه في الحكم، وفرض قوانينه وقراراته على الجميع".
وأكد "عزت" أن هذا التحالف "كان يحمل بذور فشله، لذلك كان مصيره الانهيار"؛ مشيرا إلى أنه "قام بدور مرسوم وانتهى بعلمه أو من دون علمه".
ودعا عزت إلى بناء "جبهة ثورية حقيقية منفتحة، تكسر فكرة الصراع العلماني الإسلامي، وتجمع كل القوى الرافضة لحكم العسكر، والمؤمنة بالثورة، لعودة الحياة الديمقراطية إلى طبيعتها".