تسعى الأحزاب الموالية للرئيس عبد العزيز
بوتفليقة بالجزائر، إلى إقامة تحالف للدفاع عنه وعن مشروعه، لكن سعيها اصطدم بـ"صراع الزعامة"، فاتفقت على المبدأ واختلفت فيمن يقود قاطرة دعم الرئيس.
وبلغ الاختلاف بين أحزاب
السلطة بالجزائر، إلى درجة أطلق فيها كل حزب مبادرة خاصة لدعم الرئيس بوتفليقة، دعا فيها شركاؤه إلى الانخراط فيها.
ولحد الآن، أطلقت ثلاثة أحزاب سياسية موالية للرئيس بوتفليقة مبادرات متفردة، وهي حزب جبهة التحرير الوطني وهو الحزب الحاكم والتجمع الوطني الديمقراطي، صاحب المرتبة الثانية بالبرلمان
الجزائري من حيث عدد النواب وتجمع أمل الجزائر الذي يرأسه عمار غول وهو أكثر الوزراء مكوثا بالحكومة.
وأعلن عمار غول، عن مبادرة لتجنيب البلاد أزمة سياسية واقتصادية، اصطلح عليها "الجدار الوطني من أجل رفع التحديات". وقال رئيس "تجمع أمل الجزائر" في مؤتمر صحفي، الإثنين، خصه للإعلان عنها "إن الساحة السياسية بحاجة إلى فضاء يجمعها ولا يُفرقها، يوحد كلمتها إزاء التحديات التي تحدق بالوطن داخليا وإقليميا ودوليا، خصوصا التحديات الأمنية والاقتصادية".
وسألت صحيفة "
عربي21"، عمار غول حول الاختلاف بين قادة الأحزاب الموالية للسلطة في إطلاق مبادرات متفردة وعدم التوحد بمبادرة مشتركة، فرد "مبادرتنا لا تعارض لا مبادرة الحزب الحاكم ولا مبادرة التجمع الوطني الديمقراطي كما أنها لا تنال من المعارضة، بل تجمع هؤلاء جميعا".
وفي حزيران/ يونيو أعلن عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بالجزائر عن مبادرة "الجبهة الموسعة لدعم الرئيس بوتفليقة"، ودعا حلفاء السلطة إلى الانخراط فيها.
وبذلك، رفض سعداني مبادرة سبق وأن أطلقها رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحي، الذي يشغل مدير ديوان الرئيس بوتفليقة، والتي دعا فيها هو الآخر الأحزاب الموالية للرئيس بوتفليقة، التوحد ضمن فضاء مشترك للدفاع عن مشروعه.
وقال سعداني حينها "نحن حزب أغلبية، نحن من نقود العربة"، وأعطى تصريح سعداني إشارات قوية على أن الاختلاف بين الموالين للرئيس بوتفليقة، نابع من صراع الريادة.
ووصف الإعلامي الجزائري، عثمان لحياني مبادرات أحزاب السلطة بأنها "ترف سياسي" وقال في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الإثنين "ابتداء يجب الإشارة إلى أن هكذا مبادرات هي جزء من الترف السياسي الذي تمارسه كوادر الأحزاب الموالية للسلطة".
وأضاف "لا أعتقد أن أي من المبادرات المعلنة جدية بالقدر الذي يمكن أن يترجمها إلى واقع سياسي، فلا تملك هذه الأحزاب القدرة على إنتاج نص سياسي يحمل مضمون ومعنى"، كما يرى أن "ما هو ممكن فقط، التقاط إشارة على أن تعدد المبادرات من أحزاب السلطة بالجزائر مؤشر على وجود هذه الأحزاب على أكثر من تردد لا سلكي، بمعنى أنها ليست على الموجة نفسها".
وأصل المبادرات المعلنة من قبل الداعمين للرئيس بوتفليقة، نابعة من نشاط المعارضة التي دعت السلطة إلى تنظيم انتخابات رئاسة مبكرة، نظرا لمرض الرئيس وتدهور الأوضاع الاقتصادية والفساد.
وقال غول إنه يريد من مبادرته الجديدة أن "يعوض التراشق والتنابز بين الأحزاب، فمثلا المعارضة إعتادت أن تهاجم أي مبادرة جديدة في الساحة السياسية، وتتبنى خطابا سوداويا، لكن بهذه الخطابات الهدامة ستحكم الخراب والدمار".