حذرت نخب في تل أبيب من أن
إسرائيل ستكون أكبر الخاسرين، في حال نفذ رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس تهديده وغاب عن ساحة الأحداث.
وقال معلق الشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان، إن إسرائيل "سرعان ما ستشتاق لعباس بعد رحيله، على اعتبار أنه أول زعيم فلسطيني يؤمن بقلبه بوجوب تطبيق حل الدولتين"، على حد تعبيره.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الأربعاء، حذر ميلمان من أن حكومة اليمين بزعامة بنيامين
نتنياهو ستندم ندما كبيرا بعد غياب عباس، لأنها لم تجر معه
مفاوضات بجدية من أجل إنهاء الصراع القائم.
وشدد ميلمان على أن كل المؤشرات تدل على أن أي زعيم سيخلف عباس سيكون "متطرفا" من أجل الحصول على شرعية وطنية وجماهيرية، منوها إلى أن النتيجة الأبرز ستكون انهيار السلطة الفلسطينية.
وأوضح أن انهيار السلطة وتفككها يعني تحمل إسرائيل المسؤولية عن إدارة الشؤون الحياتية لأكثر من أربعة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار ميلمان إلى أن أبا مازن يعاني من آثار الإحباط بسبب فشل العملية التفاوضية وعدم تعاطي حكومة اليمين في إسرائيل معه بجدية، ناهيك عن شعوره بأن المجتمع الدولي لا يأبه كثيرا بحل القضية الفلسطينية، في ظل المشاكل الكبيرة التي تغرق فيها المنطقة والعالم.
وأوضح أن كثيرين داخل حركة فتح، معنيون بخروج عباس من المشهد، حيث يتهمونه بفرض نظام ديكتاتوري، إلى جانب انغماسه عائلته في فساد عائلي، ناهيك عن ميله للتبذير، كما تجلى الأمر في قراره بناء قصر كلفته 13 مليون دولار.
عباس اليائس وأمريكا المتجاهلة
من ناحيته قال أوري سافير، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي الأسبق، إن اليأس استبد بقيادة السلطة الفلسطينية في أعقاب تأكيد الأمريكيين أنه لن يتم التفرغ لموضوع المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلا بعد بدء تنفيذ الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى.
وفي مقال نشره الثلاثاء موقع "يسرائيل بالس"، أوضح سافير الذي يسافر إلى رام الله في أوقات متقاربة، أن قادة السلطة يدركون تماما أنه بعد تطبيق الاتفاق لن يتفرغ المجتمع الدولي للتعاطي مع القضية الفلسطينية.
وأضاف سافير: "الأمريكيون يقولون إنه ليس بوسعهم التدخل لفرض تسويات على الطرفين، مع أن هذا يعني عمليا منح الحكومة اليمينية الفرصة لمواصلة تعزيز المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.
وشدد سافير على أن تنامي الثقل الديموغرافي للمستوطنين اليهود لن يسمح بتطبيق أي شكل من أشكال حل الدولتين.
وهاجم سافير نخب اليمين الحاكمة التي تستهين بعباس، على اعتبار أن حالة الفوضى التي ستعقب غيابه ستفضي إلى اشتعال الأوضاع الأمنية في الضفة، سيما على خلفية الاحتكاكات بين اليهود والفلسطينيين في المسجد الأقصى.
وحذر سافير من أن إسرائيل يمكن أن تواجه حربا دينية تقلص من قدرة المجتمع الدولي على النأي بنفسه، ما قد يفضي إلى مواجهة بين إسرائيل والعالم.
وفي السياق، قال الصحافي آفي سيخاروف إن عباس يمارس التضليل، حيث إنه لا ينوي مغادرة ساحة التأثير بمحض إرادته.
وفي مقال نشره موقع "وللا" الإخباري، أشار سيخاروف إلى أن عباس يمكن أن يغادر موقع رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لكنه يصر على البقاء في موقعه رئيسا للسلطة الفلسطينية.