تسابق عشرات من أعضاء "الحزب الوطني المنحل"، إلى التقدم بأوراق ترشحهم لخوض الإنتخابات البرلمانية المزمعة، فتح باب الترشح لها الثلاثاء، في مشهد اعتبره مراقبون نذيرا بتكرار برلمانات المخلوع حسني
مبارك، التي اتسمت بأنها تشهد تزويرا واسعا لإرادة الناخبين، واستغلال النواب الفائزين لعضويتهم في تحقيق مكاسب شخصية، وعقد صفقات فاسدة، مستفيدين بما يسمى ب"الحصانة البرلمانية".
وقام هؤلاء النواب بحشد رجالهم في كل محافظة للاستعداد لمعركة يعتبرونها "معركة مصير"، كما قاموا بعقد جولات ومؤتمرات مختلفة لحث المواطنين على التصويت لصالحهم، وأشعلوا حالة من الزخم الدعائي، من خلال اللافتات والشعارات الخاصة بهم.
كما ينفق أعضاء الوطني المنحل أموالا على الدعاية الإنتخابية ببذخ، وقد انتشرت دعاياتهم بصورة كثيفة، دون حياء، وقام بعضهم بحملات تشجير ونظافة لإبراز صورته أمام أهالي دائرته.
ويقول مراقبون إن نواب الوطني المنحل يستغلون معرفتهم بجو الإنتخابات، في استقطاب المواطنين، مشيرين إلى أن انتهازية بعضهم قادته إلى التعاون مع
الإخوان، في بعض الدوائر، من أجل اكتسابهم في صفه، ومنهم من يعطي رشاوى للأهالي، أو يتعهد بعمل مشاريع ضخمة، كعهود سابقة، تتبخر بمجرد فوز المرشح بالعضوية .
في المقابل، أبدى عدد من نشطاء ثورة يناير استياءهم من عودة "نواب الوطني المنحل"، مؤكدين أن عودتهم تستهدف الدفاع عن وجودهم ومصالحهم داخل النظام الجديد، وسعيهم إلى الحفاظ على نفوذهم ومراكزهم، وتمكينهم من المشاركة في المؤسسات المقبلة، خاصة بعد حذف مادة العزل السياسي التي كانت سيفا مشرعا على رقابهم.
نسخة من برلمان مبارك الأخير
وعلى صعيد التوقعات، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة "جورج تاون" الأمريكية، مأمون فندي، أن المؤشرات السياسية تشير إلى أن البرلمان المزمع إجراء انتخاباته في شهري أكتوبر ونوفمبر سيكون نسخة من برلمان مبارك 2010.
ومن جهته، قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات: "من المحتمل سيطرة رموز الحزب الوطني على المقاعد الفردية في البرلمان، وسنكون في حرب شرسة معهم خلال العملية الإنتخابية".
وأضاف -خلال لقائه ببرنامج "يحدث في مصر"، عبر فضائية "إم. بي. سي مصر"، الثلاثاء: "حتى لا ننسى: برلمان 2010 هو اللي لبس مبارك في الحيط،.. هي دي كانت المؤامرة مش خارجية، ولا غيره، وما يغلطش مرتين إلا الشاطر"!
زعيم "الوطني المنحل" يدافع
لكن زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الوطني المنحل، حسين مجاور، قال: "هناك تخوف من بعض الفلول، لكن ليس كل الفلول سيئين، هناك 3.5 مليون عنصر كانوا في الحزب الوطني، وغير معقول أن يكونوا كلهم سيئين".
وأضاف -في مداخلة هاتفية ببرنامج "البيت بيتك"، على قناة "TEN"، أن الشباب سيحجم عن حضور الإنتخابات، وأن عدد المشاركين بالإنتخابات لن يزيد عن 16 مليون مواطن فقط.
"النور" ينسق مع "الفلول"
في سياق متصل، زعمت صحيفة "اليوم السابع"، الأربعاء، أن الأيام القليلة الماضية شهدت اجتماعات مكثفة بين عدد من قيادات حزب "النور"، وعدد من النواب السابقين بالحزب الوطني "المنحل"، لمناقشة التنسيق فيما بينهم خلال الإنتخابات.
وكشفت الصحيفة أنه تم التطرق لإمكان إخلاء بعض الدوائر لمرشحي الطرفين، وأن الاجتماع شهد موافقة مبدئية في بعض دوائر القاهرة الكبرى كالعاشر من رمضان و 6 أكتوبر وإمبابة وكرداسة والواحات، بين مرشحي الطرفين، على أن يتم تحديد ذلك خلال الأيام المقبلة.
ونقلت عن ياسر القاضي، رئيس اتحاد نواب مصر -الذي يضم 170 نائبا سابقا بمجلس الشعب 2010 من أعضاء الحزب الوطني المنحل- تأكيده أن أعضاء الاتحاد الذين كانوا ينتمون للحزب الوطني.. "لهم تاريخ مشرف، وليس لديهم قضايا فساد"، وفق وصفه.
وأضاف أنهم نسقوا خلال الفترة الماضية مع مرشحي الأحزاب، في الدوائر التي ينوون الترشح فيها، ومن بينهم حزب النور، متابعا: "هناك تنسيق بين مرشحينا ومرشحي حزب النور في دوائر انتخابية مختلفة".
أبرز "الفلول" في القاهرة
إلى ذلك تناولت تقارير صحفية، الأربعاء، أسماء عدد من أبرز شخصيات "الفلول"، أعضاء الحزب الوطني المنحل، التي تقدمت للترشح في القاهرة، إذ يتقدمهم زعيم الكتلة البرلمانية للحزب حسين مجاور، والنائب السابق عن الحزب حيدر بغدادي.
وفي محكمة شمال القاهرة بالعباسية، تقدم حمدي عمارة، وكيلا عن اللواء علي الدمرداش مدير أمن القاهرة الأسبق، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، لاستكمال أوراق ترشح الأخير.
و"فلول" بالجملة في الشرقية
وفي الشرقية تقدم وزير التضامن الأسبق، في عهد مبارك، الدكتور علي المصيلحي، بدائرة "أبو كبير"، ورجل الأعمال مجدي عاشور، صاحب المقولة الشهيرة للرئيس
مرسي: "عاشور بتاع الزقازيق"، ومحمود خميس في دائرة بلبيس، وطلعت السويدي، ووزير الاقتصاد الأسبق الدكتور مصطفي السعيد بدائرة ديرب نجم، ومشهور الطحاوي بدائرة الحسينية.
كما تقدم للإنتخابات كل من: أحمد فؤاد أباظة بدائرة أبو حماد والقرين، وصبري طنطاوي بدائرة أولاد صقر، واللواء عصام أبو المجد بدائرة ههيا مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، والعمدة نايف جيرة الله عن منيا القمح، ومحمد الصالحي ولطفي شحاتة عن الزقازيق، علاوة على المنافسة الشرسة بغالب دوائر المحافظة بين الوجوه الجديدة وأعضاء الوطني المنحل.
وفي الغربية.. والقليوبية
من جهته، أعلن أبرز الفلول بالدلتا، الإعلامي توفيق عكاشة، تدشين ائتلاف "30 يونيو"، لخوض
الانتخابات. ودعا إلى ما وصفه بـ"العائلات البرلمانية" للانضمام لهذا الائتلاف.
وفي القليوبية تقدم المخرج السينمائي، المقرب من
السيسي، خالد يوسف، بأوراق ترشحه عن دائرة كفر شكر، وحصل على رقم1.
وفي المنيا.. والفيوم
وفي المنيا سيطر نواب الحزب الوطني "المنحل" على المشهد السياسي، إذ تقدم 75 مرشحا بأوراق ترشيحهم في اليوم الأول، أغلبهم من نواب الحزب، ومنهم علاء حسنين نائب الحزب عن دائرة ديرمواس، والملقب بقاهر الجن والعفاريت، والنائب السابق مجدي سعداوي عن "أبو قرقاص"، وأشرف شوقي نائب الكتلة البرلمانية للحزب المنحل، وآخرون.
ومن أبرز المتقدمين بطلبات ترشيحهم من النواب السابقين والشخصيات الشهيرة بمحافظة الفيوم البرلمانيين السابقين عن الوطني "المنحل"، محمد هاشم، ومحمد طه الخولي.
.. وفي الدقهلية
كما تصدر رجال الحزب الوطني المنحل في الدقهلية، مشهد الترشح على مقاعد البرلمان.
ومن أبرز الأسماء في الدائرة الأولى المعروف أنهم ينتمون للحزب الوطني سابقا كل من: وحيد فودة النائب السابق الذي خاض الانتخابات أكثر من مرة.
وفي الدائرة الثانية لمركز المنصورة ومحلة دمنة هناك البرلماني السابق للوطني المنحل عبد الرزاق الخطيب، وفي بلقاس تقدم البرلمانيان السابقان للحزب: يسري المغازي والخطيب جحوش، إلى الإنتخابات.
وتأتي الدائرة الحادية عشرة بمركز ميت برئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، وهو من أوائل الفلول بالدائرة.
كانوا يتجهزون لهذا اليوم
وتصدر عدد من رموز الحزب الوطني "المنحل" المشهد السياسي طيلة عهد السيسي، وشنوا حملات كبيرة لتأييد دستوره، وحشدوا في الإنتخابات الرئاسية الصورية لصالحه، متجهزين لهذا اليوم، وفق مراقبين.
ويسعى السيسي إلى ألا يشكل مجلس النواب المقبل خطورة كبيرة عليه، ولا يعارض سياساته وقراراته.
وكانت اللجنة العليا للإنتخابات دعت خلال مؤتمر صحفي الأحد، الناخبين المقيدة أسماؤهم في قاعدة بيانات الناخبين للإقتراع في مقار اللجان الفرعية لانتخاب أعضاء مجلس النواب لعام 2015، على مرحلتين بدءا من 17 تشرين الأول/ أكتوبر، وحتى 22 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.