تلقى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا
تواضروس الثاني، صفعة من الطالبة "
مريم ملاك زكريا"، صاحبة "صفر الثانوية العامة" بمحافظة المنيا، تمثلت في رفضها مقابلته الأربعاء، لبحث أزمتها، فيما اعتبره مراقبون قطعا لباب تحويل مشكلة الطالبة إلى مشكلة "طائفية"، عوضا عن كونها"حقوقية"، لا علاقة لها بعقيدة الفتاة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم: "إن الطالبة مريم ملاك، اعتذرت عن عدم لقاء البابا تواضروس الثاني، الذي كان مقررا انعقاده في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر الأربعاء، بالمقر الباباوي في العباسية".
وأضاف -على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- أن الموعد تم تأجيله بناء على اعتذار الطالبة عن عدم الحضور، مضيفا أن ظروفا خاصة عند "مريم" قد منعتها من اللقاء.
وكانت الكنيسة أعلنت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أن لقاء البابا والطالبة سوف يجري الأربعاء، وأنه سيتم السماح لوسائل الإعلام بتغطيته.
وكانت "مريم" تظلمت من حصولها على درجة "صفر" في امتحانات الثانوية العامة، مؤكدة أنها تعرضت للظلم.
وصرح وزير التربية والتعليم، محب الرافعي، بأنه: "تم استكتاب الطالبة، وقد وجدوا خطها مشابها للخط الموجود بورقة الإجابة"، مؤكدا أنه "من المستحيل أن يكون تم تبديل أوراق الطالبة".
من جهتها أصدرت أسرة الطالبة بيانا، الأربعاء، اطلعت صحيفة "
عربي21" على نسخة منه، وقالت فيه الأسرة، إنها تكن كل الاحترام والتقدير لكل الرموز الدينية.
وأضافت أنها لم تلتق بأي شخصيات دينية، لأن القضية بالأساس تتعلق بحق قانوني، وهو شأن يُهم كل
مصري، ولا يتعلق بفئة، أو جماعة، أو طائفة.
وتابع البيان: "سنستمر في المطالبة بالحق، بفضل دعمكم، ومؤازرتكم لنا، ونرجو أن تثمر جهود المسؤولين بإقرار العدل، ورفع الظلم عن مريم، بالأفعال، لا الأقوال"، وفق البيان.
وفي السياق ذاته، صرح شقيق الطالبة، مينا ملاك، بأن شقيقته تلقت دعوة لمقابلة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأربعاء.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن "مينا" قوله إن شقيقته اعتذرت عن لقاء البابا في الوقت الراهن، مشددا على أن "أزمة شقيقته حلها في يد الدولة والسلطة، عبر القضاء العادل"، وفق قوله.
وأكد أنه "يجب حل الأزمة بعيدا عن الشخصيات الدينية والكنسية"، واصفا "مريم" بأنها "بنت مصرية، لها حقوق لدى وطنها مصر، وستسعى لنيل حقها عبر القانون". وأضاف أن أسرة مريم تشكر كل من تعاطف معها من المصريين.
وكان رئيس الوزراء إبراهيم محلب، التقى مريم ملاك، وشقيقها، والمحامي الخاص بها، الثلاثاء، وأكد لهم أن لديه ثقة بلا حدود في النيابة العامة، وأنه سيساند الطالبة في التظلم الذي تقدمت به، كأنها ابنته، حتى تظهر الحقيقة، فإن كان لها الحق ستحصل عليه كاملا، وإن لم يكن لها حق "سنخبرها بأنها ليس لها حق، وبأسباب ذلك".
كما تعهد محلب للفتاة بأنه يتابع تظلمها، وكذا تظلم طالبة أخرى في المدرسة نفسها، اسمها رضوى، وبعض الطلاب الآخرين، قائلا: "هم أبناؤنا، وكل من له حق سيحصل عليه".
من جهتها، تقدمت "مريم" بالشكر لمحلب، مشيرة إلى أنها تقدر هذا الموقف، وتعتبره مثل والدها، وأنها ستواصل جهودها بحثا عن حقها.
من جانبه، انتقد محامي مريم، الدكتور إيهاب رمزي، نشر أوراق ونماذج إجاباتها على بعض المواقع الإخبارية، دون نشر الاستكتابات التي قامت بها إدارة أبحاث التزييف والتزوير التابعة لمصلحة الطب الشرعى بأسيوط.
وكانت أسرة الطالبة، تقدمت الاثنين، بتظلم لمكتب النائب العام، لإعادة فتح باب التحقيق، وإعادة فحص أوراق الإجابة أمام خبراء آخرين، باعتباره "الإجراء القانوني الوحيد الذي تستطيع عمله بعد قرار حفظ التحقيقات".
إلى ذلك، صرح المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، حسام القاويش، بأن الخطاب المتداول على مواقع التواصل بشأن استقالة وزير التربية والتعليم محب الرافعي، على خلفية الادعاء بتزوير أوراق الطالبة، لا أساس له من الصحة، وأن الخطاب بأكمله مزور، ولا هدف له سوى إثارة البلبلة في المجتمع في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، وفق قوله.