47 نائبا أردنيا يطالبون بإحالة قناة أردنية للقضاء

وقع 47 نائبا أردنيا الثلاثاء، على مذكرة حول البرنامج الذي بثته قناة رؤيا الأردنية، والذي تضمن إشارات وإيحاءات جنسية.

وبينت المذكرة، أن النواب تلقوا الكثير من الاتصالات حول "ما بثته القناة من إيحاءات غير أخلاقية في برامج حكايات للأطفال فيه إساءات لهم".

وأشارت المذكرة إلى أن هذ الأمر غير مقبول بتاتا، مطالبة بمخاطبة الجهات المعنية في الحكومة "للتنبه لهذه السموم والتحقيق بالموضوع".

وقال النائب معتز أبو رمان، إن المذكرة النيابية التي تقدم بها نواب، تبنت المطلب الذي تقدم به تحت القبة بتحويل القناة ووزير الإعلام ومدير دائرة الإعلام، إلى لجنة النزاهة للتحقق واتخاذ الإجراءات.

وأحالت هيئة الإعلام المرئي والمسموع، قناة رؤيا الفضائية للنائب العام إثر تقديمها البرنامج الفكاهي الذي أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما صرح به رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع الدكتور أمجد القاضي، لمواقع محلية.

"رؤيا" تستنكر

من جهتها، استنكرت قناة رؤيا، في بيان صحفي اليوم، اتهام ناشطين أردنيين لها بترويج "الزنا والشذوذ الجنسي" بعد بثها لبرنامج يدعى "محطات مفروضة" احتوى على إيحاءات جنسية.

وبحسب القناة، فإن ما جاء في الفقرة من البرنامج التي تم تداولها على وسائل التواصل، ما هو إلا لتقديم نقد ساخر لما وصلت إليه بعض وسائل الإعلام العربية في تقديمها للبرامج المخصصة للأطفال. 

تقليد أعمى 

وحول ما عرضته القناة، قالت الأخصائية الاجتماعية الأردنية الدكتورة ديمة طهبوب، إن "فكرة الفقرة أخذت عن برنامج أجنبي اسمه ’Monty Python - Storytime’، وهو تقليد أعمى بدون فلتره ولا يتناسب مع أخلاق وتربية المجتمع الأردني".

وأضافت طهبوب لـ"عربي21" أن "تبرير القناة في بيانها غير مقنع، ففي حال كانت موجهة للكبار فهل يجوز أن يتعرضوا لما ينتهك أخلاقهم..؟ ومن شب على شيء شاب عليه!".

وعن أثر القضية على الشارع الأردني، قالت طهبوب، إنها "خلقت تداعيات كثيرة، وفي جو المحاسبة الذي تتعرض له بعض القنوات، الأصل أن يكون هناك مساواة في المحاسبة بين كل القنوات الأردنية".

طرح قضايا الأخلاق

وفي سياق متصل، قال المخرج الفلسطيني نورس أبو صالح، إنه "لا شك أن قناة رؤية قناة حاضرة في المجتمع الأردني، وأثبتت عبر جودة الإنتاج ومحاولة اقترابها قدر الإمكان من الشارع الأردني أنها من القنوات التي تحظى بمشاهدات عالية، وكل قناة في البيئة الإعلامية الأردنية لها ما لها من إضافة وإيجابيات، وكذلك لها من السلبيات، وتتعرض للنقد اللاذع الذي لم تسلم منه حتى قنوات فضائية عالمية، وخصوصا أن قناة رؤيا تجاوزت في حضورها القناة الرسمية الأردنية".

وتابع أبو صالح لـ"عربي21"، بأن "هناك وقبل نشر هذا المقطع الكثير من الانتقادات للقناة، ويرى المنتقدون أن قالبها لا يمثل الهوية والطابع الأردني، وأنه لا يمت للقيم الأردنية. في حين يدافع المتحمسون لها، بأنها تتخذ قالبا عصريا يقدم الأردن بطريقة مختلفة، وخصوصا أن القناة هي استثمار خاص وليست تلفزيونا رسميا".

وأضاف المخرج الفلسطيني، أن "في ظهور هذا المقطع الذي اعتمد في بداية انتشاره على العنوان الجاذب التشهيري، والذي أخذ من مقطع لبرنامج محطات يناقش وينقد في جوانبه محتوى برامج أخرى تستخدم الجنس للترويج أو لتقديم محتواها، حاول البرنامج انتقاد البرامج الأخرى، وهنا بدأ كل هذا السيل في مواقع التواصل الاجتماعي بنقد القناة واتهام سياستها، وكذلك الحديث عن أن المقطع موجه للصغار كما ظهر في العنوان الأول الذي انتشر على يوتيوب، مع أن المقطع مقتطع من برنامج للكبار.. إلى جانب جود الفتاة المتحدثة والصور الإيحائية الجنسية التي لا تلقى قبولا لدى المجتمع الأردني المحافظ بطبعه، كبارا وصغارا.. كل هذه العوامل بالإضافة إلى قضية إغلاق قنوات أخرى أردنية، والتي أخذت طابعا سياسيا، اجتمعت فوق رؤيا، فلاقت كل هذه العاصفة من الانتقاد والمطالبة بالإغلاق".

وقال نورس أبو صالح: "إن للقضية بعدين، الأول الوعي بطبيعة المجتمع في طرح قضايا الأخلاق، وهي نفسها الطبيعة التي تجعل منه ناقدا غير علمي لما ظهر على القناة. وتبقى الدائرة قائمة ما دام الوعي من الطرفين غير قائم".

وعن أثر معالجة هذه القضايا على المشاهد العربي بهذه الطريقة وطرحها للحوار والنقاش بدون ضوابط وما تؤثر به على المُشاهد سلبا وإيجابا، قال الإعلامي الأردني نديم الحسن إن "هناك الكثير من الطرق لمعالجة هذه القضايا دون ذكرها بشكل صريح على الهواء، ولا تمثيلها".

وأضاف الحسن لـ"عربي21" أن "نقد الفعل بأسوأ منه غير مقبول، ومثالا على ذلك عند طرحنا لموضوع سب أحدهم للذات الإلهية ورغبتنا في الإشارة إلى أنه خطأ، فهل نأتي عندها ونسب الذات الإلهية ونقول إنه غير صحيح؟ الأوْلى أن لا يتم طرح الموضوع بهذه الطريقة".

وعن المقطع الذي تم عرضه على القناة، قال الحسن، إن "هذه المادة متعمدة فهي لم تكن كاتصال مباشر على الهواء ولم يعرفوا كيف يتصرفون معه، بل كان بإعداد مسبق ومرّت على الرقابة وهي مسجلة".

التريّث والتحرّي

ومن جهته، قال الإعلامي الأردني محمود أبو فروة الرجبي، إنه "لا يمكن الحكم على المقطع الذي انتشر بشكل مجتزأ، بل يجب أن تتم مشاهدة الحلقة كاملة لمعرفة تفاصيل أكثر عن من هو موجه إليه".

وأضاف الرجبي لـ"عربي21" أن "هيئة الإعلام المرئي والمسموع قد تكون تسرعت في إحالة القناة للقضاء إذا ما اطلعت عليه كاملا".

وأشار الرجبي إلى أنه "يجب عدم التسرع في الحكم قبل الاطلاع على الحلقة كاملة"، وذكر أن "هناك انزعاجا سابقا من القناة من قبل بعض الناشطين الأردنيين، بسبب عرضها لرجل دين من الأحباش"، وذكر أنه "يجب أن يكون المجتمع عادلا في الحكم على القناة".

وجدير بالذكر أن قناة رؤيا، هي إحدى أبرز القنوات الأردنية الخاصة، وتعود ملكيتها لـ"مجموعة الصائغ التجارية"، التي يرأسها رجل الأعمال الأردني ميشيل الصائغ.

وبحسب مقطع الفيديو، فقد قامت مقدمة البرنامج برواية ثلاث حكايات، من غير أن تتم أيا منها، حيث إنها تتوقف عند الإيحاء الجنسي في القصة، وتتظاهر بالخجل.

وأثار عرض القناة لهذه المشاهد سخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأردنيين، الذين دعوا إلى مقاطعة القناة، خاصة لأنها قناة شاملة، ويشاهدها مختلف أفراد الأسرة الأردنية.

واستغرب الناشطون إغلاق السلطات الأردنية لقناة "اليرموك" المقربة من الإسلاميين، وإبقاءها على
قناة تروج لـ"الرذيلة" مثل قناة "رؤيا"، على حد وصفهم.

وكانت القناة قد تعرضت في وقت سابق لاتهامات مشابهة، بعد عرضها لفيلم كرتون مترجم، قالت عنه وسائل إعلام أردنية إنه يدعو لـ"الشذوذ الجنسي".