أبدى المرجع الشيعي
العراقي، كاظم الحسيني
الحائري، استياءه من زيارة رئيس مجلس النواب سليم
الجبوري إلى
قطر متهما إياه بـ"الخيانة"، في حين انتقد الإصلاحات التي أجراها رئيس الوزراء حيدر العبادي مؤخرا، واعتبرها لا تعدو مستوى الترقيع والترميم الظاهري لوجه الفساد الحكومي.
وأعلن الحائري إيراني الأصل، في بيان ساخن وغير مسبوق، صدر عنه الخميس، دعمه لقوات
الحشد الشعبي، التي اعتبرها "اليد الضاربة والقوة القاهرة للمتربصين بأمن البلد ومصالح أهله، والمقاومة المتفانية لصالح الوطن والدفاع عن مقدساته وحرماته".
وتساءل الحائري -الذي يصنف على أنه من بين المراجع الشيعية الخمسة الكبار في العالم، في بيانه حول زيارة الجبوري لقطر، قائلا: "كيف يمكن أن نتعقّل الاصطفاف الخائن لمتصدر الأمور في مجلس البرلمان إلى جانب أعداء الشعب وحاضنة تنظيم داعش في المحافظات المحتلّة، برغم مطلوبية بعض المؤتمرين للقضاء بتهم جنائية أو إرهابية؟! وكيف يستجيب لدعوة دويلة قطر الراعية للإرهاب، والممدّة والممولة للتيار التكفيري في البلدان الإسلامية".
وحول قوات الحشد الشعبي، قال: "كيف يمكن أن نهضم الإصرار البالغ من قبل المناوئين لأبنائنا في الحشد الشعبي على إقرار قانون الحرس الوطني، الذي يراد منه إعادة الرموز العسكرية لنظام صدام وإحياء دورهم في المجال العسكري، واعتبار أبنائنا المضحّين في الحشد الشعبي بالنتيجة مليشيات خارجة عن حيطة القوات العسكرية العراقية".
أما في انتقاده للإصلاحات حكومة العبادي، فقد اعتبر الحائري أن "حُزمة الإصلاحات التي قدمتها رئاسة مجلس الوزراء، لا يمكن بها إصلاح ما فسُد، ولا رتق ما فُتق، ولا تحقيق ما أمرت به الآية الكريمة في قوله تعالى: وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" ما دامت جذور الفساد ومناشئ الفلتان فاعلة وحيّة في كيان الحكومة ومكوناتها".
وتوجه الحائري من خلال بيانه إلى الشعب العراقي، قائلا: "أعلن لكم وبكل صراحة أنني أدين وبأشد عبارات الإدانة ما أشاهده من مواقف خائنة لمصالحكم، ومشاريع عاملة على تقسيم أرضكم وتشتيت بلدكم، وقرارات ساعية لإرجاع الرموز العسكرية للنظام البائد البغيض الذي اضطهدكم، وقتل علماءكم، وحرمكم من أبسط ألوان الحرية، وصيّر من العراق سجنا كبيرا أودعكم وعوائلكم فيه لمدة تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن".
وطالب المرجع الشيعي في ختام بيانه "بإصلاحات حقيقيّة تمتدّ إلى جذور الفساد ومناشئ التسيب والفلتان، وليس لمسؤول في جهاز الحكومة اختار موقف الصمت عن هذه الظلامات التي تقع على العامة من شعبنا دون أن يصدح بالحق، ولا نرتضي منه أيّ نوع من المجاملات والمهادنات مع هذا الطرف أو ذاك في إطار التوازنات السياسية".
يذكر أن المرجع الشيعي كاظم الحسيني الحائري، كان قد أوصى والد مقتدى الصدر (محمد صادق الصدر) باتباعه في حال مقتله، لكن مقتدى الصدر صار يرى نفسه مرجعا، ولا يحتاج العودة إلى الحائري.