تعيش وزارات الحكومة
المصرية (38 وزارة)، حالة غير مسبوقة حاليا من الغموض، والارتباك، والفرحة، والغضب، على خلفية الفترة الانتقالية التي تمر بها هذه الوزارات بين قبول رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي استقالة حكومة إبراهيم
محلب، وتكليفه لها بتسيير الأعمال لمدة أسبوع، وفي الوقت نفسه تكليف رئيس الوزراء الجديد،
شريف إسماعيل، بسرعة الانتهاء من تشكيل حكومته، خلال هذه المدة.
وعبر عاملون في تلك الوزارات - في تصريحات لصحيفة "
عربي21" - عن مشاعر من القلق مما قد تحمله الأيام القليلة من تطورات، قد تنعكس سلبا على سير دولاب العمل، واستقرارهم الوظيفي، مشيرين إلى ما يتردد من أنباء حول تقديم عدد من الوزراء الحاليين إلى التحقيق، بمجرد خروجهم من التشكيل الوزاري، باتهامات تتعلق بالفساد، وإهدار المال العام.
وبرغم شعور عاملين في عدد من الوزارات بالسعادة من التخلص من الوجوه غير المحبوبة إليهم، المعروفة بالاسم، من هؤلاء الوزراء، ممن لم يقدموا لهم شيئا، أو طغى الأداء السياسي لديهم على حساب الأداء المهني، مشيرين في هذا الصدد بالاسم إلى وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، ووزير التربية والتعليم محب الرافعي، ووزير التعليم العالي السيد عبد الخالق، إلا أن عددا من الموظفين أبدى خشيته من أن يكون التغيير القادم للأسوأ، مشيرين إلى أن كل وزير جديد يكون مدفوعا في البداية برغبة عارمة في إثبات الذات، ولو بالانتقاص منهم.
وسيطرت أجواء من الترقب على العاملين بالديوان العام لمعظم الوزارات، لا سيما الوزارات المرشحة لتغيير وزرائها، مثل الأوقاف والآثار والثقافة والاستثمار والتربية والتعليم، والتعليم العالي، فيما نشطت بورصة الأسماء المرشحة لتولى منصب الوزير في كل وزارة بين أسماء مرشحين عدة، سواء من داخل كل وزارة، أو ممن قد يتم استقدامهم من خارجها.
وتمر الوزارات حاليا بحالة من الجمود العملي فلا توقيع لعقود أو اتفاقات جديدة، ولا اتخاذ لقرارات مهمة في قضايا عاجلة، لا سيما مع الموقف الغامض من رئيس الحكومة الجديدة إزاء تطبيق قانون "الخدمة المدنية" الجديد، مع ما سيترتب عليهم من آثار سلبية جراء ذلك.
وذكرت تقارير صحفية أن دواوين الوزارات المختلفة، شهدت السبت، حالة من التخبط، وأن الارتباك سيطر داخل وزارة الأوقاف، خاصة فيما يتعلق بمن سيخلف الوزير، فيما شهدت وزارة "التموين" ترقبا داخل أروقتها للأمر نفسه.
وظهرت على وجوه الوزراء المرشحين للخروج في التشكيل الوزاري الجديد علامات الحزن، وسيطر التساؤل حول: من يخلف كل وزير، بعد إخفاق وزراء كثيرين، في تحقيق طموحات العاملين بالوزارة فضلا عن طموحات المواطنين خارجها.
جولة بين الوزارات
في وزارة الأوقاف، طالب نقيب الأئمة والدعاة، الشيخ محمد عثمان البسطويسي، وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، بتقديم نفسه للتحقيق، للتبرؤ من الاتهامات المتعلقة بتورطه في قضية فساد وزارة الزراعة، وارتكاب مخالفات مالية داخل الوزارة.
وناشد البسطويسي الأجهزة الرقابية التحقيق في مكافأة الحج التي منحتها الوزارة لبعض الإعلاميين خلال العام الحالي والسابق بهدف تلميع صورة الوزير أمام الرأي العام.
وفي وزارة التربية والتعليم دشن عدد من المعلمين وسما (هاشتاغ) بعنوان "مبروك رحيل وزير التربية والتعليم"، وذلك على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، معتبرين أن تظاهرهم الخميس ضد الوزير محب الرافعي، كان المسمار الذي حرك الحكومة لإقالته.
وفي وزارة التموين، صرح المتحدث باسمها، محمود دياب، بأنه تقرر تأجيل توقيع الوزير، خالد حنفي، على اتفاقية مع إيطاليا تتضمن قيامها بإقامة 10 صوامع أفقية لتخزين القمح بسعة تداول نحو نصف مليون طن سنويا باستثمارات 17 مليون دولار، بحيث يتم الانتهاء منها خلال عامين، في إطار مبادلة الديون.
أما في وزارة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات؛ فقد كانت خاوية على عروشها السبت، لكونه يوم إجازة رسمية للعاملين بها، وسفر الوزيرة ليلى اسكندر إلى أستراليا.
مصير محلب مساعد للسيسي
إلى ذلك، كشفت مصادر حكومية، أن وزير التجارة والصناعة، منير فخري عبدالنور، هو الذي اقترح على رئيس الوزراء المستقيل، إبراهيم محلب، طرح الثقة في الحكومة على السيسي.
وحول مصير إبراهيم محلب نفسه، انتعشت بورصة التكهنات الإعلامية. حيث قال رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "أخبار اليوم"، الكاتب الصحفي المقرب من السيسي، ياسر رزق، إنه من المتوقع إسناد مهمة للمهندس إبراهيم محلب بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ربما تكون معاونة الرئيس (السيسي) في المشروعات الكبرى.
وقال الإعلامي أحمد موسى في برنامجه الفضائي إن محلب لن يجلس في منزله، بل سيتم تعيينه مساعدا لرئيس الجمهورية لشؤون المشروعات القومية.
تحذيرات من وزراء محلب
إلى ذلك حذر رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع اليساري، رفعت السعيد، رئيس الوزراء المكلف، شريف إسماعيل، من الاستعانة بوزراء إبراهيم محلب.
وقال - خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صالة التحرير" على فضائية "صدى البلد"، مساء السبت- إنه لابد على إسماعيل أن يتعظ، وأن يبتعد عن الفاسدين في حكومة محلب، مشددا على ضرورة استبعادهم من الوزارة الجديدة، حسبما قال.
ومن جهته، كشف شريف إسماعيل - في تصريحات صحفية الأحد - أنه لم يعلم بنبأ تكليفه بتشكيل حكومة جديدة إلا في أثناء لقائه، السبت، مع السيسي.
وقال إنه قام بإجراء المشاورات مع الشخصيات المرشحة، وسوف يتم عرضها على "الرئيس" خلال الساعات القادمة، مضيفا أنه يبحث في إمكان إجراء حركة تغيير محافظين جديدة، عقب الانتهاء من تشكيل الحكومة.
وأضاف أن أهم أولوياته استكمال المشروعات الوطنية الكبرى، التي ستكون في صدارة مهام الوزراء الجدد، على حد قوله.