نشرت صحيفة "لاتريبين" الفرنسية تقريرا تعرضت فيه إلى زيارة وفد
مصري إلى باريس؛ من أجل التفاوض لإبرام صفقة أسلحة، في حين يرى مراقبون أن إتمام هذه الصفقة سيخدم بالأساس مصالح
فرنسا وروسيا ويجنبهما الخسائر المادية والتعقيدات القانونية المترتبة عن إلغاء صفقة بيع حاملتي طائرات فرنسيتين لموسكو، في آخر لحظة.
وذكرت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن مصادر مطلعة أكدت وصول وفد مصري رفيع مستوى، من أجل التفاوض مع مركز الصناعات البحرية الفرنسي حول شراء حاملتي طائرات هيلكوبتر من نوع "ميسترال"، وكان قد تم تصنيعهما للبحرية الروسية، قبل أن يتم إلغاء الصفقة في آخر لحظة، بسبب الخلافات السياسية بين روسيا والغرب.
وأضافت أن الوفد، الذي قدم إلى فرنسا بتعليمات من الجنرال عبد الفتاح السيسي، يبحث أيضا في إمكانية شراء سفينتين حديثتين من نوع "كورفيت جاويند"، بالإضافة إلى السفن الأربع التي تم الاتفاق عليها ضمن العقد الذي تم توقيعه في أيار/ مايو 2014.
وأشارت إلى أن المفاوضات وصلت لمرحلة حاسمة، بعد أن احتج المصريون على ارتفاع أسعار حاملتي الطائرات، بينما يقف فريق المفاوضات التابع لمركز الصناعات البحرية الفرنسية مكبل الأيدي، باعتبار أنه ليس إلا وسيطا بين الوفد المصري وشركة "بيرسي" للصناعات العسكرية، ولكن الوفد المصري فضل عدم غلق باب الحوار، وقرر تأجيل المفاوضات إلى وقت لاحق.
وقالت الصحيفة إن الحل الأنسب يتمثل في تمديد المفاوضات إلى أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، مع تبادل الزيارات بين باريس والقاهرة من أجل التوصل إلى حل للأزمة وتوثيق أي تقدم يحصل.
وأضافت أن مصر متحمسة جدا للحصول على حاملتي الطائرات، بالرغم من أنها لم تمتلك في السابق معدات لهذا الحجم في عتادها العسكري، وأنها تعتزم وضع إحدى الحاملتين في البحر الأحمر والأخرى في البحر المتوسط، في حالة صدور قرار بالتدخل في ليبيا أو اليمن.
واعتبرت الصحيفة أن إبرام هذا العقد مع مصر؛ سيمثل صفقة رابحة جدا بالنسبة إلى فرنسا، باعتبار أنها كانت قد صنعتها في البداية لمصلحة الجيش لروسي ولكن الصفقة أجهضت في الخطوات الأخيرة، ما مثل انتكاسة للصناعة العسكرية الفرنسية، كما أنه سيكون مفيدا لروسيا من الناحية المالية، لأنه سيجنبها الكثير من الغرامات والمصاريف المترتبة عن تراجعها عن تسلم الحاملتين بعد أن تم تصنيعهما لها.
وفي الختام، لاحظت الصحيفة أن النظام المصري أصبح يصرف أموالا كبيرة على التسلح، حيث إنه اشترى منذ بداية سنة 2014، أربع سفن حديثة من نوع "كورفيت جاويند" بقيمة مليار يورو، وفرقاطة متعددة المهام من نوع "فريم" بقيمة 900 مليون يورو، و24 طائرة "رافال" بقيمة تبلغ نحو ثلاثة مليارات يورو، بالإضافة إلى بعض الذخيرة وطائرات أخرى مقاتلة بقيمة 1.1 مليار يورو.