انضم رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في
إيران، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى موجة الهجوم على المملكة السعودية، بسبب حادثة منى التي أودت بحياة المئات من الحجاج.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية تصريحات رفسنجاني، السبت، خلال اجتماع مجمع تشخيص مصلحة النظام، حيث قال إن "هناك الكثير من المآخذ على النظام السعودي، في سياق ضمان أمن الحجاج"، معربا عن "استغرابه" للحوادث المتكررة في مراسم الحج خلال الأعوام الأخيرة.
وقال: "في الوقت الذي ادعى فيه المسؤولون السعوديون استعدادهم لاستضافة خمسة ملايين حاج، نرى للأسف عجزهم عن إدارة العدد الراهن، ولا أحد منهم يتحمل المسؤولية عن هذه الأحداث المروعة والدموية".
ودعا رفسنجاني المسؤولين السعوديين للرد بوضوح وصراحة على تساؤلات الدول الإسلامية إزاء هذه الكارثة، وإزالة عقبات الإغاثة والإنقاذ، والتعاون مع الفرق الطبية والإغاثية لسائر الدول، منها إيران.
وأشار رفسنجاني إلى أنه "في ضوء الأبعاد المتزايدة والجديدة للأحداث في مواسم الحج، اعتبر أنه من المحتمل أن تكون الأزمات الإقليمية مؤثرة فيها".
وأضاف أنه "من المحتمل أن تكون هناك عناصر تخلق مثل هذه التحركات في حالة ازدحام المسلمين، لذا من الضروري إيجاد إدارة حقيقية ومسؤولة لإدارة مثل هذه المراسم العظيمة".
وأعرب رفسنجاني عن "الأسف الشديد والحزن العميق للحادث الذي وقع في منى الخميس الماضي، وأودى بحياة أكثر من 130 قتيلا و85 مصابا و365 مفقودا من الحجاج الإيرانيين".
وقال إن "ما يدعو للدهشة والاستغراب الشديد أن نشهد مثل هذه الكوارث الكبرى في هذا المكان الذي جعله الله آمنا بالكثير من الأحكام من عهد سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى يوم القيامة".
ولفت إلى أن توفير الأمن والظروف اللازمة لحجاج بيت الله الحرام من المسؤوليات البديهية الملقاة على عاتق المسؤولين عن أمور الحج، منتقدا "سوء الإدارة والتدبير في هذه الأماكن المقدسة، لا سيما في العام الجاري، حيث وقعت هذه الحادثة المحزنة لحجاج بيت الله الحرام، وهو ما ينبغي دراسته بصورة جذرية".
يشار إلى أن مسؤولا إيرانيا أفاد بمقتل 131 حاجا إيرانيا في التدافع الذي أوقع مئات الضحايا الخميس الماضي في منى، بالقرب من مكة المكرمة.
وصرّح رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، سعيد أوحدي، بأن "حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 131 شخصا"، محذرا بأن "الحصيلة يمكن أن ترتفع أكثر"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
طالبت إيران، الجمعة، إشراكها في التحقيق حول أسباب التدافع بمشعر منى، الذي أودى بحياة 717 حاجا.
وتحمل إيران السعودية مسؤولية الحادثة، وشهدت العاصمة الإيرانية طهران، الجمعة، مسيرة جماهيرية انطلقت من الباب الرئيسي لجامعة طهران، احتجاجا على ما اعتبره المشاركون في المسيرة "فشل السعودية في إدارة شؤون الحج".