نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، تقريرا حول الأوضاع الأمنية في
إدلب السورية، قالت فيه إن المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد "تعيش حالة هدوء نسبي" منذ نجاح تحالف فصائل الثورة في دحر قوات
النظام من المدينة.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن القس الأورثوذكسي إبراهيم فرح، قرر العودة إلى كنيسته في إدلب بعد ستة أشهر قضاها في تركيا.
وفي لقاء معه بإحدى مقاهي غازي عنتاب التركية؛ قال فرح: "مكاني ليس في تركيا ولا في أوروبا، مكاني في بلدي، ويحدوني أمل كبير بإقناع السوريين المسيحيين الآخرين بالانضمام إلي والعودة لإدلب".
وذكرت الصحيفة أن "فرح" وعددا آخر من المسيحيين؛ فرّوا من
سوريا في نيسان/ أبريل، خوفا من المعارك المحتدمة بين قوات نظام
بشار الأسد، وبين فصائل الثورة المنضوية تحت لواء
جيش الفتح، والتي أسفرت عن نجاح هذا الأخير في دحر قوات النظام، وتحرير معظم مناطق المحافظة، التي كانت في طليعة المحافظات التي حملت السلاح ضد النظام في عام 2012.
وقالت "ليبراسيون" إنه ما إن تم تحرير إدلب من يد النظام، حتى بدأ هذا الأخير بإسقاط البراميل المتفجرة، مستدركة بالقول إن "الوضع الأمني أصبح أفضل من قبل".
ونقلت عن أحد الناشطين القاطنين بإدلب، في محادثة معه جرت عبر الهاتف، قوله إن "الكهرباء والماء متوفران في المدينة، بفضل المولدات الكهربائية، والمخازن مليئة بالغلال والخضروات، وجمعيات الإغاثة تقوم بجهود كبيرة".
وقال الناشط الذي يعيش في إدلب، حسام زيدان، إن "الإجراء الوحيد الذي تم فرضه في المدينة؛ هو غلق الخمارات، لكن لا يزال مسموحا لنا بالتدخين، وهم لم يقطعوا يدا ولا رأسا".
وأشارت الصحيفة إلى أن فصائل الثورة الإسلامية "أزالت نقاط التفتيش التي وضعها النظام، وأبقت مداخل ومخارج المدينة تحت المراقبة، أما في داخل المدينة فإن المقاتلين يقومون بدور الشرطة لفرض النظام وحفظ الأمن".
وأشارت إلى أن الوضع الأمني في الماضي كان خطرا، وخاصة في عام 2014 حينما حاولت
جبهة النصرة جعل إدلب "إمارة إسلامية"، حيث اصطدمت بمعارضة السكان لهذا الأمر. على حد قولها.
ونقلت الصحيفة عن حسام زيدان قوله، إن "من الصعب أن تعرف توجهات جبهة النصرة، حيث حاولت في عديد المرات أن تفرض نفسها في محافظة إدلب، ثم تناقص وجود عناصرها؛ حتى أصبحنا لا نكاد نلحظ وجودهم بيننا".
وأكدت أن تراجع حضور جبهة النصرة جاء نتيجة سيطرة حركة
أحرار الشام على المنطقة، "حيث تقدم هذه الحركة نفسها كمتحدث باسم السنة أمام الجهات الدولية، ولا تتردد في طلب الدعم من الغرب، وتتلقى أحرار الشام الدعم من تركيا وقطر، كما أن مقاتليها هم المسؤولون عن توزيع الأسلحة والذخيرة على الجماعات المقاتلة الأخرى".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي موجود بتركيا، قوله إن "أحرار الشام يتمتعون بالمصداقية في مقابل المجموعات الإسلامية الأخرى، ذلك أن قياداتها متعلمون ومثقفون، ولديهم خبرات في قيادة المدن، لكن لا توجد ضمانات بأن هذا الوضع سيستمر".
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن "الوضع في إدلب على درجة كبيرة من التعقيد، ذلك أن التحالف الذي يسيطر عليها يضم فصائل مختلفة الأيديولوجيات، مثل مجموعة جند الأقصى التي تضم مقاتلين أجانب يرفضون مقاتلة تنظيم الدولة، بالإضافة إلى جماعات معتدلة مثل فرسان الحق التي تلقى دعما من الولايات المتحدة، فيما تبقى جبهة النصرة غير واضحة المعالم، وفي ظل هذا الوضع تبقى كل الاحتمالات واردة".