احتفى الإعلام
المصري، طيلة الثلاثاء والأربعاء، بالصورة التي تم التقاطها بشكل عارض، للرئيس الأمريكي باراك
أوباما، لدى مصافحته، على عجل، لرئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، قبل 24 ساعة من عودته إلى القاهرة، فيما كان مادة لتندر نشطاء قالوا إن السيسي، الذي يعشق الصورة، عاد بالصورة التي كان يبحث عنها قرابة أسبوع من تواجده في الولايات المتحدة، ما يعكس إحساسه بالدونية، وانعدام الشرعية.
الصورة التي تصدرت عددا من الصحف، والمواقع الإخبارية المصرية الأربعاء، طيلة اليومين، لم تستغرق سوى ثوان، وجاءت على هامش قمة "مكافحة التطرف والعنف"، الثلاثاء، ومعها عنوان متطابق بين هذه الصحف والمواقع، يصعب أن يصدر دون تعميم من جهة ما، غالبا هي الرئاسة المصرية ذاتها، لا سيما أن من التقطها هو مراسلة صحيفة "المصري اليوم"، المصاحبة للسيسي في رحلته: "فتحية الدخاخني؛ إذ إنها الوحيدة التي وضعت اسمها على الصورة.
التعليق المصري المتطابق قال إن الصورة جاءت "عقب إلقاء أوباما كلمته في اجتماع مكافحة التطرف والإرهاب، وإن الرئيس الأمريكي نزل من المنصة، وتوجه إلى السيسي، حيث صافحه، وحيّاه، ووجه الشكر له على تصريحاته مع وسائل الإعلام الأمريكية في مختلف القضايا".
بينما قال مراقبون إنه -كما يتضح من الصورة شبه "اليتيمة" للمصافحة- فإن أوباما لم يوجه للسيسي أي تحية، ولم ينبس ببنت شفة، بل كان يصافحه، عرضا، وهو في طريقه، في القاعة التي جمعتهما، وعددا من الرؤساء، دون حميمية، وبنصف جسده، وهو حاد، في حين واجهه السيسي بكل جسده، مع ابتسامة واسعة.. ما اعتبر معه مراقبون أن السيسي لم يظفر بالصورة التي كان يريدها كاملة، لكن إعلامه قام بمهمة الترويج لها، على أتم وجه.
فقالت "الأهرام" تحت عنوان: "أوباما يغادر المنصة ليصافح السيسي": "في أثناء مشاركة الرئيس في "قمة مكافحة التطرف والعنف"، نزل الرئيس الأمريكي باراك أوباما من المنصة الرئيسة، وتوجه لتحية السيسي ومصافحته، وشكره على تصريحاته في وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة".
ونشرت "الأخبار" عنوانا في صفحتها الأولى يقول أيضا: "في لفتة غير تقليدية.. أوباما يترك منصة الأمم المتحدة لتحية السيسي".
بينما اختارت "المصري اليوم" عنوانا للخبر في صفحتها الأولى يقول: "مصافحة بين أوباما والسيسي أثناء قمة الإرهاب ".
ولأن الأمريكيين لاحظوا مدى حفاوة الإعلام المصري بالصورة، فقد علقت السفارة الأمريكية في القاهرة على الصورة، مساء الأربعاء، على حسابها على موقع التغريدات "تويتر"، مع إرفاق الصورة قائلة: "يسعدنا رؤية رؤسائنا مجتمعين مع بعضهم البعض عقب مؤتمر مناهضة التطرف في نيويورك".
وعلقت شيرين توفيق، على التعليق، قائلة: " خلينا نتكلم كفنيين.. هو يا اخويا مالُه رئيسكوا نفسيتُه أبّة عليه كدا، وهو بيسلم على الريس بتاعنا!؟ .. قولوا له يهدأ شوية".
من جهته، علق موقع شبكة "CNN" الأمريكية باللغة العربية على الصورة قائلا: "هكذا صافح أوباما السيسي"، وفي التفاصيل قال الموقع: "ظهر أوباما في الصورة التي نشرتها السفارة (الأمريكية) بملامح تبدو حادة دون ابتسامة مثل تلك التي ظهرت على وجه الرئيس السيسي".
وعلق أحمد مكاوي، وهو من أنصار السيسي، على تعليق موقع "CNN" العربي، مستمسكا بالرواية المصرية، قائلا: "أوباما تخلى عن البروتوكول المتبع، وترك المنصة، وهرول لمصافحة السيسي.. عموما: شرف لأوباما أن يسمح له زعيم مصر بأن ينال شرف مصافحته لا العكس.. وما تنسوش أن السيسي رفض أساسا أن يرد على مكالمات أوباما وقت أن كان وزير دفاع لا رئيس دولة".
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، صرح للصحفيين بأن عدم عقد لقاء بين السيسي وأوباما لا يؤثر على العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين.
وردا على سؤال حول عدم دعوة السيسي حتى الآن لزيارة البيت الأبيض، قال يوسف: "هذا السؤال يوجه للإدارة الأمريكية".