أكد شهود في
حماة، بينهم عسكريون، وصول
قوات روسية إلى المحافظة الواقعة وسط
سوريا، حيث تتركز هذه القوات في المطار العسكري في المدينة، بعدما تأكد سابقا تواجد قوات مماثلة في مطار حميميم (باسل الأسد) في مدينة جبلة بريف اللاذقية الذي أصبح بمثابة منطلق لهذه القوات إلى مناطق سورية أخرى.
وبسبب موقع مدينة حماة الإستراتيجي بالنسبة للنظام السوري، فقد قام منذ بداية الثورة بتركيز ثقله فيها وتحصينها كونها نقطة وصل بين الشمال والجنوب بحكم وقوعها في المنطقة الوسطى، وأهمية ريفها الموالي، الذي يعد خزانا بشريا له، والذي يتصل مع اللاذقية وريفها وجبال العلويين على أطرافها.
ويعد حي البعث الملاصق للمطار العسكري في حماة؛ أكثر الأحياء التي تأثرت أمنيا باستقدام العناصر الروسية، حسبما قاله الناشط أبو صالح من داخل الحي لـ"
عربي21"، حيث تم نصب حواجز عسكرية فيه، وانتشرت قوات الأمن داخل الحي أكثر من مرة تزامنا مع هبوط طائرات شحن روسية داخل المطار. إضافةَ إلى ذلك، قام النظام بجلب بيوت مسبقة الصنع لتكون سكنا لهؤلاء العناصر.
ويفيد أبو صالح الذي شاهد البيوت من منزله المطل على المطار؛ أنه من الواضح أن هذه البيوت أفضل بكثير من الأماكن التي يسكن فيها ضباط الجيش السوري، فأغلبها غرف قديمة في المطار أو بيوت متواضعة تم بناؤها داخله.
واستطاعت "
عربي 21" الحصول على شهادة من ضابط من داخل مطار حماة العسكري يتواصل مع جهات من المعارضة؛ أكد فيها استقدام النظام للعناصر الروسية، ومقرها الأساسي في حماة هو المطار العسكري، ليتم توزيع هؤلاء العناصر لاحقا على نقاط تمركز داخل المدينة، مثل اللواء 47، فيما تم نقل بعضهم إلى مركز نادي الفروسية الذي اتخذه النظام مقرا لقواته منذ بداية الثورة.
ويشرح الضابط عن مهمة هذه العناصر التي تشمل، حسب تعبيره، "إدارة المعارك تكتيكيا"، حيث ستكون مهمتها الأساسية إدارة جبهات
سهل الغاب في ريف حماة التي تخوض عليها فصائل الثوار أعنف المعارك منذ عدة شهور، للتقدم نحو قرية جورين الموالية للنظام، وهذا ما دفع النظام للاستعانة بالقوات الروسية التي جلبت أجهزة متطورة لرصد ساحة المعركة وتوجيه عناصر النظام السوري، لكن لن تتدخل هذه القوات الروسية بشكل مباشر في المعارك، بحسب المصدر.
وبحسب ما قاله الضابط، فإن هذه العناصر الروسية هي ضباط بخبرات عالية، وتلقى معاملة استثنائية من الضباط الكبار السوريين داخل المطار، حيث لا يخفي الضابط السوري انزعاجه من ذلك بقوله إن "هذه القوات لا يرفض لها طلب، وتسكن في أفضل البيوت والمناطق"، مضيفا أن أكبر ضابط في قوات النظام السوري لا يحلم بما يقدم لهم مهما كانت رتبته.
ولا يتوقع الضابط أن يحدث وجود هذه القوات فرقا في معارك ريف حماة، فأغلبها تشبه حرب العصابات، حيث تهاجم فصائل الثوار قوات النظام، دون أن يكون مكان تمركزها واضحا بالنسبة له، لذلك تعتمد قوات النظام طريقة القصف العشوائي وسياسة الأرض المحروقة في المعارك المهمة، ولا يمكن في هذا النوع من المعارك إتباع الأساليب العسكرية الدقيقة بسبب عدم انتظام المعارك، وفق الضابط ذاته.
وقد رصد الثوار في ريف حماة أرتالا ضخمة مصحوبة بآليات عسكرية لم يشاهدوها من قبل؛ تتقدم باتجاه جبهات سهل الغاب من جهة حماة، في الفترة الماضية، حيث أفاد أبو حمزة، مسؤول الرصد في "المرصد 80" بريف حماة؛ عن سماعه مكالمات تستخدم فيها اللغة الروسية عند اختراقه لمكالمات النظام لأول مرة في الفترة الأخيرة، حيث يعد هذه أول مرة يتم فيها رصد هكذا مكالمات.