توقع السيناريست والكاتب التليفزيوني المصري،
وحيد حامد، أن يجلس على مقاعد البرلمان المقبل في مصر "النصابون والأفاقون"، معتبرا أنه يؤخذ على حكم رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي "البطء في تطبيق العدالة".
وشن حامد حملة شعواء على
السلفيين، ووصفهم بأنهم "رجال دولة خليجية معينة"، وزعم أنهم "أقرب من الإخوان إلى داعش"، وأنهم "لو امتلكوا السلاح سيقتلوننا"، مضيفا أن علاقة الدولة مع السلفيين لغز كبير، وأن الأحزاب التي ظهرت بعد
الثورة عبارة عن "دكاكين" سياسية.
جاء ذلك في حوار مع جريدة "صوت الأمة"، الورقية، الصادرة هذا الأسبوع.
ووحيد حامد أحد أشد كارهي التيار الإسلامي، وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين، وقد حرض عليهم جميعا في أعماله الفنية، وقال بعد لقائه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في كانون الثاني/ يناير الماضي، إنه متفائل.
لكن "حامد" بدأ حواره الصحفي مبديا قلقه "بسبب البرلمان المقبل" لأسباب عدة، أولها: ضعف الأحزاب السياسية، وعدم تواجدها في الشارع ومع الناس بشكل فاعل، وفق قوله.
وقال: "حينما تستعرض فئات المرشحين ستجدهم تكرارا للتركيبة نفسها الموجودة في كل الانتخابات السابقة... للأسف "ما فيش حاجة اتغيرت.. وكل شيء كما هو".
وأضاف: "غالبية الأحزاب الموجودة حاليا تم تأسيسها بعد الثورة، وتعلقت بثيابها، ولكن أيا منها لا يعبر عن الثورة، فهي ليست أحزابا أصلا، ولا تمت لها بصلة، ولكنها "دكاكين" سياسية، وليس معنى أن تجهز مقرا، وتدفع بأقاربك ليكونوا أعضاء في كيان، أن يكون هذا حزبا"، مشددا على أن "الأمر ليس كهذا على الإطلاق".
ووصف الأحزاب التي تأسست بعد ثورة 25 يناير 2011، بأنها "أحزاب قليلة جدا، وباتت غير موجودة أو مؤثرة على أي مستوى، وهذا بسبب غرقها في المشكلات، كما أن المسؤولين عنها تفرغوا للصراعات فقط، ولن تستطيع أن تمثل الناس بشكل فاعل داخل البرلمان.. هذا لو نجحت أصلا"، وفق قوله.
وأردف: "لو نظرنا للفئات التي بدأت تتصارع على كراسي النواب فستجد السلفيين في أول الصف، والإخوان الذين سيدخلون متسللين، والحزب الوطني الذي يزاحم بقوة، وبعض العائلات الكبرى، وبعض النصابين والأفاقين.. فهذه هي التركيبة أو الخلطة التي سنختار منها أعضاء البرلمان".
وتابع: "تحذيري منهم كان مبكرا للغاية، وأرى أن السلفيين تجاوزوا الإسلام بكثير، ويريدون أن يقوموا بتحقيق "ردة" بالمجتمع المصري، لعصور مضت، كما نرى مواقفهم المعلنة من الفن، وبعض الفتاوى المثيرة ثم تراجعهم، وكذلك تجارتهم بالأقباط".
وأضاف: "في رأيي أن السلفيين أقرب من الإخوان إلى داعش، كما أنني قلق جدا من تواجدهم في منطقتي السلوم ومرسي مطروح، فهو غير عادي، وبؤرة سلفية كبرى، فلو أنهم تملكوا السلاح فسوف يقتلوننا مثل داعش تماما"، وفق زعمه.
واعتبر السلفيين "أكثر نعومة من الأفاعي، فهم يتقربون من النظام الحالي، برغم أنهم كانوا مع الإخوان قلبا وقالبا، وكانوا معهم عند منصة رابعة، والجميع يعرف ذلك، وهم يظهرون غير ما يبطنون، كما يقدمون العطايا والإمدادات العينية للبسطاء تحت ستار الدين، فتجد "الغلابة" يفرحون بهذه الأشياء بل ويعلنون أن ذلك "صدقة الشيوخ"، وهذا لأن مصادر تمويلهم ضخمة للغاية، وأكثر مما يتصوره أي أحد، والوقت لم يحن بعد لظهور السلفيين بوجههم الحقيقي"، حسبما قال.
وتابع: "الحقيقة أن مصادر تمويل السلفيين كلها هي بعض دول الخليج".
وأضاف: "الأمر بين النظام وبين السلفيين بدأ يدخل مرحلة جديدة، وهي مرحلة التوازنات والمواءمات، وأنا أعتبر تلك منطقة "الغرق في المستنقع".
وقال إنه ربما ترى الدولة أنها غير قادرة على خوض معركتين في وقت واحد، الأولى مع الإخوان، والثانية مع السلفيين.
وأردف: "السلفيون قبل الثورة كانوا يتعاونون لأقصى حد مع الأمن، فهم ليسوا أغرابا بعضهم عن بعض، وربما ظن البعض أن رعاية الدولة للتيار السلفي ستقضي تماما على الإخوان، وهذا خطأ كبير للغاية، وأضف إلى ذلك رغبة الدولة في عدم توتر علاقاتها مع بعض دول الخليج وإغضابها، وهي الدول التي تمول الجماعة السلفية، وفي نفس الوقت لها مواقف إيجابية مع الدولة المصرية، ولكن قد يكون من الصواب أن لا تشعل حربا في أكثر من جبهة، ولكن الخوف أن إهمالنا للخطر القادم يصنع عدوا قويا، والسلفيون هم رجال دولة معينة من دول الخليج في مصر"، بحسب وصفه.
وتابع: "خطر السلفيين القائم أنهم ينتشرون ويتمددون ويبثون فكرهم المتشدد في الأوساط الفقيرة، وشيء لا يناقش أن تقول: "قال الله والرسول"، وهو حق علينا جميعا، ولكن هم يتاجرون به، كما أن السلفيين يعيشون حياة رغدة، ويفعلون ما يفعله الفسقة والفجار تحت ستار الدين، ويبيحون لأنفسهم كل شيء فيه متعة تحت ستار الحلال"، على حد زعمه.
وأخيرا قال وحيد حامد: "هناك بعض الدول العربية التي تديرها
الحكومة الأمريكية بكفاءة شديدة، فهناك دول عربية لابد أن تحصل على الإذن من أمريكا في كل شيء، فمصلحة أمريكا والقوى الاستعمارية الغربية التي تعيد تكوين ذاتها أن تبقي الأمة العربية مفككة، وهذا يحدث في العراق والسودان وليبيا وسوريا"، وفق قوله.