أظهر مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية، قيام أحد أفراد "
وحدة المستعربين" التابعة لقوات الاحتلال، بإطلاق النار على قدم أحد المتظاهرين من مسافة صفر تمهيدا لاعتقاله، وذلك خلال المواجهات التي دارت الأربعاء قرب مستوطنة "بيت إيل" القريبة من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
ويبين الفيديو مجموعة من المستعربين المتخفين بين
الشبان الفلسطينيين، وهم يتصدون بالحجارة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بحيث يتعمد هؤلاء على تشجيع الفلسطينيين على التقدم نحو جنود الاحتلال، ليتمكن لهم الاستفراد بهم، بحماية
قوات الاحتلال التي لا تبتعد عنهم إلا مسافة قصيرة.
و"المستعربون" هو وصف يطلق على جنود ينتمون لقوات الأمن الإسرائيلية، يتسللون إلى الأراضي الفلسطينية عبر تنكرهم بملابس عربية، وكأنهم من العرب، ويجيدون اللغة العربية، من أجل الاندماج في المجتمع العربي لأغراض أمنية.
وأشار نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى "بشاعة الجريمة الإسرائيلية"، ومدلولاتها الأمنية والسياسية، مشددين على ضرورة التنبه لتلك الوحدات في إطار "الحماية من غدرهم".
وصايا للمنتفضين
وقال الناشط "أنس" إن المستعربين جنود إسرائيليون، يقدمون خدماتهم بشكل سري ضمن وحدة (الدوفدوفان واليمام)، لافتا إلى أن انخداع الفلسطينيين بهم يأتي من كونهم يجيدون التشبه قلبا وقالبا بالفلسطيني، سواء على صعيد الثياب، أو الحديث والسلوك، الأمر الذي يسهل عليهم التسلل بين الشبان الفلسطينيين الذين يخوضون النضال ضد الاحتلال والمستوطنين، واعتقالهم.
ونصح "أنس" المتظاهرين بعدم التفرد في المواجهة، والانضمام لمجموعات كبيرة، ومحاولة الاتفاق على كلمة سرية لكشف أي عنصر جديد يطرأ على المجموعة، والطلب من الأفراد الذين ينضمون إلى المجموعة؛ أن يكشفوا بطونهم وسيقانهم؛ لأن المستعرب لا يستطيع فعل ذلك كونه يخفي أسلحته في تلك المناطق.
وأشار الأكاديمي محسن الإفرنجي، إلى ضرورة التحام الفلسطينيين في كل محافظات الوطن من أجل مواجهة خطر المستعربين، ملمحا إلى أهمية التواصل والتشبيك والمناصرة بين شباب الضفة وشباب القطاع، الذين خبروا آليات التعامل مع قوات المستعربين "القوات الخاصة"، من أجل كسر قوة الردع ومجابهة الهجوم والتيقظ له سلفا.
وعلى الرغم من خطورة تلك الوحدات؛ إلا أن المواطن محمود الفطافطة من رام الله، ذهب إلى أنها لن تفت في عضد الهبة الشعبية، "بل ستؤثر على مدى الإقبال الجماهيري للمشاركة باستمرار في المقاومة العنيفة ضد المحتل"، مشيرا إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل قوة الردع عبر وحدات المستعربين".
وقالت أفنان بركات إن ما يحدث من إزهاق للدماء والأرواح الفلسطينية جراء غضبتهم لمقدساتهم وانتصارهم لحقوقهم في الحياة والحرية؛ سببه الخيانة، محملة الجهات التي تنسق مع الاحتلال المسؤولية عنها.
وأضافت: "لا يستطيع العقل أن يستوعب خيانة هؤلاء لأهلهم وأبناء وطنهم.. لعنة الله على الكراسي والمناصب.. لعنة الله على المال الحرام المغموس في دماء أزكى شباب".