يقدم رئيس مجموعة "
فولكسفاغن" في الولايات المتحدة مايكل هورن الخميس في "
الكونغرس" الأمريكي اعتذارا عن فضيحة المحركات المغشوشة، في خطاب سيؤكد فيه أنه أبلغ في ربيع 2014 عن إمكانية "عدم التزام في انبعاثات الغازات" للآليات.
وقال هورن: "في ربيع 2014 قيل لي إن هناك عدم التزام في الانبعاثات يمكن تصحيحه. أبلغت بأن قواعد وكالة حماية البيئة تشمل عدة عقوبات لعدم احترام معايير الانبعاثات وبأن الوكالات تستطيع إجراء اختبارات يمكنها كشف 'برامج خادعة' عن طريق اختبارات أو تحاليل".
وبينما يطرح سؤال حول متى علم مسؤولو "فولكسفاغن" بعملية الغش هذه، فإنه يقول إنهم أبلغوا بذلك "في 2014 أن فرقا تقنية تملك خطة محددة للعلاج لجعل الآليات أكثر التزاما، وهي تجري محادثات مع الوكالات (المختصة) حول هذا الإجراء".
ويضيف أنه "في فولكسفاغن نتحمل كامل المسؤولية عن أعمالنا"، مؤكدا أن المجموعة الصناعية الألمانية تتعهد بإصلاح الأضرار عبر إيجاد علاج لذلك في أسرع وقت ممكن.
وقدمت "فولكسفاغن" الخميس أيضا اعتذارات علنية إلى زبائنها في كوريا الجنوبية. وقال رئيس "فولكسفاغن" في كوريا الجنوبية توماس كول في بيان: "أقدم اعتذاراتي الصادقة لزبائني في كوريا الجنوبية".
واعترف الرئيس الجديد للمجموعة ماتياس مولر الأربعاء، بأن إخضاع
سيارات "فولكسفاغن" المزودة بمحركات مغشوشة للمعايير يحتاج إلى أشهر.
وأجرى مولر الذي تولى رئاسة "فولكسفاغن" قبل عشرة أيام، أول مقابلة مع الصحافة الأربعاء يوم تقديم نسخته حول عملية استدعاء هائلة للسيارات إلى السلطات.
وأعلن وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت مساء الأربعاء، أنه تلقى هذه الرسالة من "فولكسفاغن" وسلمت إلى السلطة الاتحادية للنقل التي ستعطي ضوءا أخضر "في الأيام المقبلة".
وهناك 11 مليون سيارة من إنتاج "فولكسفاغن" في العالم مزودة ببرنامج يمكن أن يزور نتائج اختبارات لمكافحة التلوث، بينها 2.8 سيارة في ألمانيا.
وقال مولر لصحيفة فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ: "إذا جرى كل شيء كما هو مقرر، فإنه يمكن أن نبدأ عملية الاستدعاء في كانون الثاني/ يناير، وبحلول نهاية 2016 يكون كل شيء قد عاد إلى طبيعته".
وردت منظمة غرينبيس بأن "فولكسفاغن ليست قادرة على ما يبدو على التأكيد تقنيا أن ملايين السيارات تحترم معايير مكافحة التلوث"، متسائلة: "كيف يمكن حماية السكان من الانبعاثات المفرطة لغاز ثاني أكسيد الآزوت" في الأشهر المقبلة.
وستتكفل المجموعة بنفقات استدعاء الآليات التي تقدر بملايين اليورو. تضاف إلى ذلك الغرامات في دول عدة والتعويضات التي يطالب بها المساهمون الذي يعتبرون أنهم تكبدوا خسائر بعد تراجع سعر سهم فولكسفاغن بنسبة أربعين بالمئة خلال أسبوعين، وكذلك الزبائن.
وبمعزل عن الضرر التجاري والضربة التي تلقتها سمعة المجموعة التي توجت مؤخرا الأولى في العالم، أكد مولر أنه "لم نر حتى الآن تراجعا كبيرا" في المبيعات. لكن كلفة كل هذا ما زالت غير واضحة بينما تتراوح تقديرات المحللين بما بين 25 و60 مليار يورو.
لكن رئيس المجموعة حذر الموظفين البالغ عددهم نحو 600 ألف بأنهم سيضطرون لشد الأحزمة، خصوصا في الاستثمارات.
وستتم مراجعة التزامات المجموعة في عالم الرياضة، إذ ترعى فولكسفاغن نادي فولفسبورغ. وقال مولر: "على حد علمي لم يتورط سوى بعض الموظفين.. بعض المطورين".
وأضاف أنه تم توقيف "أربعة أشخاص بينهم ثلاثة مدراء مسؤولين في مراحل مختلفة من تطوير المحركات" عن العمل.
وذكرت الصحف الألمانية اسم رئيس فرع التطوير في أودي أولريش هاكنبرغ ونظيره في بورشي فولفغانغ هاتس. لكن فولكسفاغن لم تؤكد ذلك. وقال مولر: "لا أعتقد" أن الإدارة المحيطة بمارتن فيتركورن الرئيس السابق للمجموعة الذي قدم استقالته بعد أيام على كشف الفضيحة، كان على علم بذلك.
وفي مؤشر إلى أن أعضاء مجلس المراقبة لا يعتقدون بأن أيا من المسؤولين القريبين من الرئيس السابق للمجموعة متورط في هذه القضية، عينوا الأربعاء عضوا في هذه الهيئة لمراقبة المدير المالي السابق هانس ديتر بوتش على أن يتولى رئاستها في وقت لاحق.