أكد موقع "ترك بريس" في تقرير نشره، الجمعة، أنه بعد تدخل
روسيا العسكري أصبح الأمر واضح بأنها تنوي أن تكون مستقرة في المنطقة وإلى الأبد، فمنذ بدأ الثورة السورية في أيار/ مايو 2011 وروسيا ومحورها المتكون من إيران والصين تعلن وبكل إصرار بأنها لن تتخلى عن النظام "
الأسدي" في سوريا مهما كلف الأمر ومهما كانت النتائج.
وتجلى ذلك حسب التقرير، في دعم نظام الأسد، من خلال تزويده بالأسلحة والمهمات العسكرية ووصل الدعم إلى القمة بعد توكيل البرلمان الروسي "دوما"، بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر 2015.
واعتبر مجموعة من الكتاب السياسيين، حسب التقرير ذاته، أن تدخل روسيا أمر خطير جدا يمكن أن يقوض جميع الخطط التي تسعى
تركيا لتحقيقها في سوريا.
وأفاد باحثون بأن روسيا لن تتوقف بالتدخل العسكري الجوي فقط بل يمكن أن تتحد مع أعداء تركيا الموالين لنظام الأسد من أجل تحقيق ما ترنو إليه في سوريا.
ويرى المحلل السياسي علي بيرام أوغلو، في مقال سياسي له بعنوان "روسيا وحزب العمال
الكردستاني" نشرت الخميس، في جريدة يني شفق، بأنه "على الرغم من حجم العلاقات الاقتصادية القوية التي تربط بين تركيا وروسيا، إلا أن هذه العلاقات لم تشفع أبدا لتركيا أمام هذه القوى التي عملت على التعاون مع حزب العمال الكردستاني ودعمته بشكل قوي أمام تركيا لاستنزافها وإبعادها عن الساحة بشكل تام".
وأشار المحلل السياسي علي بيرام أوغلو، في مقال سياسي له بعنوان "روسيا وحزب العمال الكردستاني" نشرت الخميس، في جريدة يني شفق، بأن حجم العلاقات الإقتصادية القوية التي تربط بين تركيا وروسيا لم تشفع أبدا لتركيا أمام هذه القوى التي عملت على التعاون مع حزب العمال الكردستاني ودعمته بشكل قوي أمام تركيا لاستنزافها وإبعادها عن الساحة بشكل تام".
وأضاف بيرام أوغلو بأنه "في السابق كان جار واحد لنا من جهة الجنوب الشرقي وهو سوريا ولكن الآن أصبح لدينا ثلاثة جيران هم داعش والولايات المتحدة الأمريكية مُمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" وانضمت إليهم روسيا لتصبح الجارة الثالثة ممثلة بحزب العمال الكردستاني المدعوم من قبلها ومن قبل حليفتها في المنطقة إيران، وهذا ليس كلام ركيك بل هو حقيقة واقعية أثبتتها إيران وأكدتها من خلال رفع علمها على جبل قنديل، معقل حزب العمال الكردستاني، بتاريخ 27 آب/ أغسطس 2015".
وأشارت قناة سي أن أن التركي، من خلال نشرتها الإخبارية بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر، بأن "روسيا لم تستهدف "داعش" فقط بل استهدفت المدنيين وقوات المعارضة المعتدلة من خلال ضرباتها الجوية التي استهدفت سوريا اليوم، 30 سبتمبر 2015، بعد إعطاء الدومة الموافقة للجيش الروسي التدخل في سوريا بناء على طلب قدمته وزارة الخارجية السورية التابعة لنظام الأسد".
وكما لفتت القناة الانتباه إلى عدد كبير من آراء وتحليلات الباحثين الذين أكدوا بأن التدخل الروسي سيؤثر بشكل سلبي جاد على تركيا وخططها الخاصة بسوريا، ويبدو بأن تركيا بعد اليوم ستستخدم سلاح العلاقات الاقتصادية القوية مع روسيا للضغط عليها للتخلي عن ضرباتها في سوريا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستستجيب روسيا فعلا لهذه الضغوطات
الدبلوماسية؟".
ويبين بيرام أغلو، في مقاله معقبا على تحليل قناة السي أن أن، أن "ما يزيد الطين بلة هو قيام روسيا بضرب جميع اتفاقيات الصداقة المبرمة بينها وبين تركيا بعرض الحائط وقيامها بالاتفاق بشكل مباشر مع حزب العمال الكردستاني لدعمه ودعم انقلابه على عملية السلام الداخلي، لجعله يُشغل تركيا في الشأن الداخلي وبالتالي يعزلها عن منطقة النزاع في سوريا".
وأعرب الكثير من الخبراء السياسيين الأتراك عن أسفهم عن ما قامت به روسيا من التعاون مع حزب العمال الكردستاني من أجل عزل تركيا عن المنطقة دون الرجوع إلى تركيا بشكل مباشر من أجل الإتفاق معها والتوصل معها إلى حل وسط خاص بالقضية السورية بدلا من الذي تقوم به اليوم من أفعال مشينة ستبقى وصمة عار أبدية على جبين سياستها غير الأخلاقية في سوريا.