نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا، حول مقابلة أجرتها القناة الرابعة البريطانية مع أم بريطانية سافرت إلى
سوريا مع أطفالها الخمسة؛ لتلتحق بزوجها الذي انضم إلى
تنظيم الدولة، حيث تحدثت عن تجربتها في الحياة تحت حكم التنظيم، واصفة عقلية المؤيدين بأنها "عقلية عصابات"، مشيرة إلى أن هذا أمر لا يستهويها.
وينقل التقرير عن شوقي بيغوم، التي هربت من مناطق تنظيم الدولة، ثم احتجزها
مهربون هي وأطفالها في شمال سوريا، قولها إنها تتمنى العودة إلى المملكة المتحدة، ولكنها ليست متأكدة من الاستقبال الذي ستحظى به من السلطات البريطانية، ويُعتقد أنها تعيش الآن في سوريا.
وتورد الصحيفة أن بيغوم قالت للقناة الرابعة: "أحب العودة إلى المملكة المتحدة، إنها بلدي ونشأت فيها، ويعيش فيها أهلي وأصدقائي، وأعتبرها موطني، ولكني لست متأكدة الآن، مع سجل هذه الحكومة الحافل، إن كانت المملكة المتحدة مكانا يمكن العودة إليه، أو أنه المكان الذي تحقق فيه العدالة".
ويشير التقرير إلى أن بيغوم قد سافرت من مانشستر إلى سوريا مع أطفالها للبحث عن زوجها جمال الحارث، وهو سجين سابق في سجن غوانتنامو، غادر المملكة المتحدة قبل 18 شهرا.
وتستدرك الصحيفة بأن بيغوم وبعد أشهر من الانضمام إلى زوجها، قالت إنها هربت هي وأطفالها الخمسة، الذين تبلغ أعمارهم تسع سنوات وسبع سنوات وخمس سنوات وثلاث سنوات وأحد عشر شهرا، من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وتم احتجازها هي وأطفالها من مهربين في حلب.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه عندما سئلت بيغوم عن أسباب مغادرتها المملكة المتحدة للانضمام لزوجها، قالت: "إنه زوجي، وفجأة أصبح غير موجود، وأصبح البيت فارغا، وكنت أحاول تدبير الذهاب والإياب من وإلى المدرسة وأمور مثل ذلك، كنت أفكر في مستقبل الأطفال، وهل سيكون هو جزءا منه؟ هل سيعود؟ دارت هذه الأمور كلها في خلدي".
وتفيد الصحيفة بأن بيغوم قالت، وهي تصر على أنها لم تكن في يوم من الأيام مؤيدة لتنظيم الدولة، إنها ذهبت إلى سوريا؛ لأن زوجها رب أسرتها، وأضافت: "بالنسبة لي كان أخذ الأطفال لمشاهدته ثم العودة، أقوى من أي شيء يمكنني أن أقوله له في وقتها".
ويذكر التقرير أن بيغوم قالت إنها تريد أن تعرف النساء الأخريات ما هو واقع الحياة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. وأضافت: "تعيش مئات العائلات في قاعة واحدة، وتتشارك في حمام أو اثنين، وهناك أطفال يبكون وأطفال مرضى. وتسود عقلية العصابات بين النساء العازبات، حيث يدور الحديث عن العنف والحرب والقتل. ويجلسن معا حول أجهزة الحاسوب المحمولة، يشاهدن فيديوهات تنظيم الدولة. ولم يكن ذلك مفضلا بالنسبة لي".
وتكشف الصحيفة عن أن بيغوم قالت إنها طلبت من زوجها مساعدتها في الخروج، ولكن دون جدوى، ورفض الطلب من محاكم تنظيم الدولة. وأضافت: "هذا ما أريد توضيحه للنساء الأخريات، اللواتي قد يفكرن في القدوم إلى مناطق تنظيم الدولة، ينبغي عليهن ألا يتوقعن أن القدوم إلى مناطق تنظيم الدولة ثم الخروح مرة أخرى أمر سهل، فليست هناك استقلالية ذاتية أبدا".
وينوه التقرير إلى أنه بعد أن استطاعت بيغوم الهرب، قالت إنها احتجزت هي وأطفالها من مهربين، بالقرب من الحدود التركية ولعدة أشهر في حلب، قبل إطلاق سراحهم.
وتختم "الغارديان: تقريرها بالإشارة إلى أن ظروف إطلاق سراحهم غير واضحة، إلا أنه، بحسب أخبار القناة الرابعة، فإن ثوارا سوريين من جبهة النصرة تدخلوا لتحريرهم.