أسامة حمدان: الاحتلال يراهن على الصمت الدولي (فيديو)
إسطنبول- الأناضول17-Oct-1505:50 PM
0
شارك
قال إن مماراسات الاحتلال ستصعد الحراك الثوري- أرشيفية
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، إن الاحتلال الإسرائيلي يراهن على الصمت الدولي، وإدانة بعض الدول لدفاع الفلسطينيين عن أنفسهم، ويحاول التصعيد ضد الفلسطينيين الذين يقاومون اقتحامات للمسجد الأقصى، من قبل يهود متشددين، تحت حماية جنود الاحتلال.
وأفاد حمدان في مقابلة أجرتها معه وكالة "الأناضول" في إسطنبول بتركيا، أن "عقلية المحتل والصهاية دوما هي التصعيد والقتل، أملا في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، التي لم تنكسر يوما، رغم كل إجراءات التصعيد".
وشدد على أن "(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو أمام خيارين، إما أن يخطو خطوات للوراء، أو استمرار التصعيد، وسنجد أنفسنا بعد فترة أمام موجة ثورية فلسطينية جديدة، ستختلف عما سبق كما ونوعا، وربما تكون بداية لإنهاء الاحتلال على أرض فلسطين".
ويعتقد حمدان أن "هذه الممارسات (الإسرائيلية) ستزيد وستصعد من الحراك الثوري الفلسطيني، ولن تكسره"، على حد تعبيره.
وتسود حالة من التوتر في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية والقدس)، إثر استمرار المواجهات، منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.
وتعليقا على الأمر، أضاف حمدان أنه "لا شك أن الإسرائيلي فوجئ بردة فعل الشعب الفلسطيني، وصور بطولته في الدفاع عن مقدساته والمسجد الأقصى، وهو أعزل أمام أعتى القوى في العالم".
وأردف أن ذلك "يوصل رسالتين؛ الأولى أن الشعب الفلسطيني لم يخضع رغم كل محاولات كسر إرادته، سواء عبر عملية سلمية استهدفت بني الشعب الاجتماعية، وحاولت توظيف جزء من الفلسطينيين ليكونوا حراسا لأمن الكيان الصهيوني".
والرسالة الثانية بحسب حمدان، أن "هذا الشعب سيبذل كل ما يستطيع حتى بأبسط أدوات المواجهة، مدافعا عن مقدساته".
ويتابع "هذه الرسالة كشفت كم هو عاجز وضعيف هذا الكيان، رغم أنه يعد القوة الأولى في المنطقة، والسادسة عالميا، وتهزه سكاكين المطبخ، هذا ليس كيانا قادرا على الحياة، ولن يكتب له البقاء على أرض فلسطين، وبذلك يكشف ضعف المحتل، مهما بدا ظالما ومتجبرا".
وشدد على أن "الحركة (حماس) ليست صامتة، بل في بؤرة الحدث ولها دورها، ونعتقد أن ما يجري من انتفاضة، ينبغي أن تكون وطنية جامعة، والحركة دعت من الأيام الأولى إلى الاستفادة من هذا التحول، ومن هذه البيئة التي اطلقها أبناء فلسطين".
ويرى حمدان أن ذلك يهدف إلى "إعادة بناء المشروع الوطني المقاوم، مشروعا يشمل الجميع ولا يستثني أحدا، ويوجه كل الجهود لمقارعة الاحتلال بمختلف الأسلحة والأساليب، والتي تحقق الهدف المنشود، وهو إنهاء الاحتلال، وتحرير الأراضي الفلسطينية".
وحول مساعي إسرائيل تحويل الأنظار بافتعال التوتر مع غزة، قال حمدان إن "الإسرائيلي أذهله وفاجأه ردة فعل أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل، ويحاول أن يحول مجريات الاحداث من خلال استهداف قطاع غزة"، مؤكدا أن "حماس تدير صراعا مع الاحتلال، ولن نسمح له أن يتحكم هو بمراحله أو بأدواته، ولذلك سندير هذا الصراع بما يخدم قضيتنا وشعبنا".
وبين أنه "لا شك أن الشعب الفلسطيني اليوم يقدم نموذجا جديدا في المواجهة مع الاحتلال، ويجب أن يحترم، وأن يعطى فرصته، وألا تستعجل نتائجه، وفي الوقت ذاته ألا يقلل من قيمته، مقارنة بأشكال وأساليب مقاومة أخرى سبق أن استخدمها الشعب الفلسطيني، ويمكن العودة لها، والأداء اليوم هو أداء في الظرف والوقت المناسبين".
وعن آفاق المواجهة في المستقبل، كشف أنه "إذا قرر أن يعتدي العدو على قطاع غزة، فهذا ليس غريبا عليه، فقد سبق أن اعتدى عليه، ويعتدي على الشعب الفلسطيني، ولكن أعتقد أن هذا لن ينهي انتفاضة شعبنا في القدس والضفة".
وأكد أنه "لن يكون عدوانه على غزة رحلة سهلة، ومسار العمليات في الاعتداءات التي وقعت في 2008، و2012، و2014، أثبتت للاحتلال أن المقاومة تنمو وتتطور، وأن قدرتها تتعزز يوما بعد يوم".
وعن المعلومات الواردة عن محاولة استرضاء حماس بتقديم مميزات في القطاع مقابل صمتها، أفاد حمدان أن "الذين يقولون ذلك هم أحد فريقين، إما أنهم لا يعرفون حركة حماس والمقاومة، أو أنهم عبروا طريقا مشابها، وزلت أقدامهم، وانحرفوا عن مسار المقاومة، حماس حركة تعرف طريقها ودربها، وبوصلتها واضحة، ونحن لا يمكن أن نقايض ما لنا من حقوق على حقوقنا الكاملة".
ولفت بالقول "نريد حقوقنا كاملة، فمن حقنا أن لا نكون محاصرين، وأن تكون لنا مطاراتنا ومعابرنا وموانئنا، وأيضا أرضنا وقدسنا من حقنا، والاحتلال يجب أن يرحل عن الأرض، من البحر إلى النهر، فلا أقايض الميناء بحقوق أخرى".
وأشار إلى أنه إذا اعتقد "الإسرائيلي أنه يستطيع أن يعطينا بعض حقوقنا، ويأخذ أخرى، فهو واهم، وتجربة أوسلو (اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام 1993)، ليست قابلة للتكرار، ليس من حيث البيئة السياسية الراهنة، ولا من حيث الأشخاص الذين يتعاطى معهم الإسرائيلي"، على حد تعبيره.
ومنذ التاسع من الشهر الجاري، تشهد مناطق التماس مع إسرائيل، على حدود القطاع، مواجهات بين شبان "غاضبين"، وقوات من الجيش الإسرائيلي، رفضا "لمواصلة يهود متشددين اقتحام ساحات المسجد الأقصى".
وتستخدم القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي، والمطاطي في محاولة لتفريق المتظاهرين، الذين قُتل منهم العشرات وأصيب المئات، منذ بدء المواجهات، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.