أثار تصريح وزير الدفاع
العراقي بشأن رد كرامة شاب بترت يداه جراء
التعذيب، بعد
اعتقاله عن "طريق الخطأ"، عاصفة من السخرية بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناول المعلقون "الكرم الحاتمي" الذي أبداه الوزير مع شاب تم القضاء نهائيا على أي مستقبل له.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع العراقية؛ أن الوزير خالد العبيدي استقبل المواطن الجريح "عدي حاتم سليمان" وكرمه، ووعد بمتابعة المسؤولين عما حصل له، وإعادة حقوقه وكرامته كاملة.
وعلق المهندس ليث العقابي، في صفحة "بغداد" على موقع "فيسبوك"، متسائلا عن الطريقة التي ينوي بها وزير الدفاع رد الكرامة للشاب العشريني بعد أن خسر يديه، ولم يعد قادر على ممارسة أي عمل أو مهنة، مشيرا إلى "درجة الإجرام التي وصل إليها الضباط في تعذيب الأبرياء"، والصلاحيات المطلقة الممنوحة لهم دون أي خوف من المحاسبة أو العقاب.
وقال زياد الهاشمي في تغريدة له على موقع "تويتر" إنه إذا كان التعذيب الوحشي يطال الأبرياء، ويتسبب لهم في خسارة أيديهم، فماذا عن المذنبين، وما هي طرق التعذيب المتبعة بحقهم في أقبية وزارتي الداخلية والدفاع.
ونشر فنان الكاريكتير العراقي "سلمان عبد"؛ رسما ساخرة يبين وزير الدفاع وهو يقدم يدين جديدتين إلى الشاب الضحية، مع تعليق يطالب العراقيين بعدم تضخيم الموضوع، خصوصا وأن الضحية نال شرف استقباله من قبل الوزير شخصيا.
إلى ذلك، أوضح مصدر من أقارب الضحية أن ابن عمه الشاب "عدي حاتم سليمان"، وهو من أهالي الأنبار ويبلغ من العمر 23 عاما، قد تم اعتقاله بعد الاشتباه بأنه شقيق الشيخ علي حاتم سليمان، وهو من المناوئين للحكومة، مبينا أن قوات الجيش هي من قامت باعتقاله، ونقلت قريبه إلى مقر الاستخبارات التابع للفرقة الثامنة في الجيش.
وأضاف المصدر في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن ضباطا في الجيش أشرفوا على تعذيب الشاب الضحية من خلال تعليقه على جدار مقابل لأشعة الشمس، ولمدة ثلاثة أيام متواصلة، مستخدمين قيودا حديدية، مع الصعق الكهربائي، ما أدى إلى احتباس الدم في اليدين بشكل كامل، وتلف الأعصاب فيهما.
وتابع أنه تم إطلاق سراح الشاب بعد ثبوت أن الموضوع هو مجرد تشابه أسماء، وأنه لا يمت بصلة إلى الشيخ السليمان؛ المطلوب للحكومة لدوره في حركة الاحتجاجات المناوئة لها في الأنبار.
وبين المصدر لـ"
عربي21" أن الضحية عرض على طبيب مختص أكد إصابته بـ"الغرغرينا"، وضروة إجراء عملية عاجلة لبتر الكفين، ومنع انتشار المرض في باقي أجزاء الجسم.
وأشار المصدر إلى أن وزير الدفاع وبعد انتشار قصة الشاب الضحية؛ عمد إلى تحسين صورته أمام وسائل الإعلام، وأرسل في طلب الشاب مع والده، مبينا أن اللقاء اقتصر على التقاط الصور، وحديث رسمي مقتضب دون أي شيء آخر ملموس، سواء كان على صعيد التعويض المالي أو التعهد باعتقال المسؤولين عن هذا الانتهاك.
وتؤكد تقارير المنظمات الحقوقية أن العراق يعد من الدول المعروفة بقدرة المسؤولين عن التعذيب على الإفلات من العقاب والمحاسبة، وأنه حتى اللحظة لم يقدم القضاء العراقي أي مسؤول أمني للحساب بتهمة الإشراف على أعمال التعذيب التي يجمع معتقلون سابقون على أنها تتم بطريقة ممنهجة في
السجون ومراكز الاحتجاز.