قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي الأسبق
ريتشارد نيكسون تنبأ بفوز زعيم الحزب الليبرالي
جاستن ترودو في الانتخابات، وبأن يصبح يوما ما رئيسا للوزراء. وأضافت جاستن كان في حفاضاته حين تنبأ الرئيس الأمريكي بفوزه، إذ ولد عام 1971. وكان والده بيير ترودو حاكما لكندا؛ حيث قادها لمدة 16 عاما.
وكانت المرة الأولى التي انتخب فيها رئيسا للحكومة عام 1968 قد أثارت موجة من الإعجاب والتأليه في أوساط الشباب (الظاهرة التي أطلق عليها اسم "جنون ترودو")، وشهدت في عهده تغييرات عدة منها المصادقة على الدستور، ونجح في جعل اللغتين الفرنسية والإنجليزية لغتين رسميتين بالنسبة للحكومة الاتحادية.
وزار الرئيس الأمريكي نيكسون
كندا عام 1972 ورفع "النخب" في حياة الرضيع الذي لم يكن عمره قد تجاوز الأربعة أشهر.
وقال نيكسون "الليلة سنتخلى عن الرسميات، وأود أن أشرب "النخب" مع رئيس الوزراء لحياة جاستن تيودرو"، ورفع كأسه في أثناء مأدبة عشاء أقيمت على شرفه في العاصمة أوتاوا.
واستقال نيكسون كما هو معروف في عام 1974 على إثر الفضيحة التي عرفت بفضيحة ووترغيت. وفي الحفلة قال والده بيير إن على جاستن أن يصبح زعيما "إن حصل ذلك آمل أن يحظى بالنعمة ومهارة الرئيس".
وتعد النتائج الانتخابية تحولا مدهشا للحزب الذي جاء في المرتبة الثالثة في انتخابات عام 2011. وأعلن رئيس الوزراء الحالي، الذي ينتمي لحزب المحافظين، ستيفين هاربر، والذي يتقدم حزبه في 100 دائرة، هزيمة الحزب.
وقال عقب إغلاق مراكز الاقتراع إنه هنأ ترودو بالفوز، قائلا إن المحافظين يقبلون النتائج "دون تردد". أما ترودو، الذي خاطب أنصاره الفرحين بالفوز فقال: إن الكنديين "بعثوا برسالة واضحة الليلة، مفادها أنه حان وقت التغيير". وأضاف "نهزم الخوف بالأمل، نهزم السخرية بالعمل الجاد، لقد دحر معظمنا فكرة أن على الكنديين أن يقنعوا بالقليل، وهذا ما تفعله السياسة الإيجابية". وأثنى ترودو على هاربر لما قدمه من خدمات للبلاد. وأصبح الأحرار بذلك أول حزب يتقدم من المرتبة الثالثة في البرلمان إلى الأغلبية في انتخابات واحدة.
وخلال الحملة التي سبقت الانتخابات الأخيرة، تهكم العديد من خصوم ترودو السياسيين عليه واعتبروه "فتى وسيما" يفتقر إلى الخبرة و"غير مستعد" لتسلم دفة الحكم. لكن بعد عقد تقريبا من حكم المحافظين، نجح ترودو في إقناع الناخبين بقدرته "في إحداث تغيير حقيقي" في البلاد.
وتعد الانتخابات انتصارا شخصيا لجاستين الذي عاش معظم طفولته تحت الأضواء ومن ثم ركز على الدراسة في جامعتي مكغيل وكولومبيا، وحصل على شهادة في التعليم وعمل مدرسا.
وفي عام 1998، قتل شقيقه الأصغر ميشيل في انهيار جليدي في ولاية كولومبيا البريطانية، وهو حادث أعاد جاستين إلى العمل العام حيث أصبح ناطقا للداعين بتعزيز السلامة فيما يتعلق بالانهيارات الجليدية.
وعندما توفي والده بعد مرور سنتين عن عمر ناهز 84 عاما، ألقى جاستين كلمة الرثاء في جنازته التي بثت وقائعها تلفزيونيا. ونالت الكلمة مديحا على نطاق واسع، وأدت بالكثيرين إلى النظر إليه باعتباره مؤهلا للحكم للمرة الأولى.
واقترن جاستين بزوجته صوفي غريغوار، الصحافية التي عملت في التلفزيون والإذاعة، وهي من أهالي ولاية كيبيك الناطقة بالفرنسية، في عام 2004، وله منها ثلاثة أطفال.
بدأ ترودو نشاطه السياسي الحقيقي عقب وفاة والده، فقد فاز بترشيح الحزب الليبرالي في دائرة بابينو عام 2007، وأصبح نائبا في البرلمان في عام 2008. وحتى في تلك المراحل المبكرة، رأى فيه كثيرون زعيما مستقبليا للحزب. وقد أعيد انتخابه نائبا عام 2011.
وبعد اعتذاره مرات عديدة عن الترشح لزعامة الحزب الليبرالي أعلن ترودو عام 2012 نيته الترشح. وخلال الحملة الانتخابية، اتهمه خصومه بالافتقار للخبرة والمواقف السياسية الواضحة - وهي التهم نفسها التي وجهت له في الحملة الانتخابية الأخيرة - لكنه فاز فوزا ساحقا بزعامة الحزب الليبرالي عام 2013.
ويعد فوز ترودو مهما لكندا خاصة أنه تعهد بزيادة الضرائب المفروضة على الكنديين الذين يتجاوز دخلهم 200 ألف دولار سنويا، وخفضها بالنسبة لأفراد الطبقة الوسطى. وتعهد بمضاعفة الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية. كما تعهد بتجنب الخوض في السياسات المجتمعية التي اتبعها سلفه المحافظ ستيفن هاربر، كحظر ارتداء النقاب. وقال ترودو إن ارتداء النقاب لأغراض دينية حق أساسي للكنديات.