نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول
اختراق مجموعة صغيرة من الهاكرز للبريد الشخصي لمدير المخابرات المركزية الأمريكية، جون برانن، في عملية أرادت المجموعة من خلالها التأكيد على رفضها للسياسة الخارجية الأمريكية.
وذكرت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن كراكا هو قائد مجموعة "كراكاس وِذْ أتْتِيود"، التي قامت باختراق
البريد الإلكتروني لمدير المخابرات المركزية، وقد اختارت هذه المجموعة اسمها تأسيا بمجموعة الراب الشهيرة "زنوج وِذْ أتْتِيود"، أي الزنوج المتغطرسين أو المستفزين.
وقالت الصحيفة إن كراكا، قائد المجموعة، ينشر تغريدات له على "تويتر"؛ تحمل عبارات التوحيد وعبارات تدعم فلسطين، مثل "فلسطين حرة" و"غزة حرة".
وأضافت أنه في 11 تشرين الأول/ أكتوبر أعلن قائد المجموعة عن اختراقه للبريد الشخصي لجون برانن، حيث وضع على حسابه الشخصي على "تويتر" صورة جون وكتب عليها متهكما "لول
سي آي إيه". كما قام بعدها بنشر وثائق رسمية وجدها في البريد الشخصي لمدير المخابرات، والتي يبدو أنها أرسلت له من البريد الإلكتروني الخاص بالوظيفة.
وذكرت لوموند أن كراكا اتصل بصحيفة نيويورك بوست هاتفيا ليخبرهم عما فعله، حيث عرف بنفسه على أنه شاب أمريكي وأنه ليس من أصول إسلامية، غير أنه يرفض سياسة أمريكا الخارجية، ويدعم الفلسطينيين في قضيتهم.
وقال كراكا للصحيفة إنه اخترق البريد الإلكتروني الشخصي لجون برانن في شهر آب/ أغسطس، وأنه اتصل به هاتفيا ليتهكم عليه، ويخبره بأنه يمتلك رقمه السري الخاص بالتأمين الاجتماعي.
وأضافت الصحيفة أن كراكا يواصل استخدام أسلوب السخرية ضد جون برانن، متوقعا أن يتم القبض عليه في أي وقت، حيث قال في إحدى التغريدات: "إذا لم أعد موجودا هنا، اعلموا أني أريد السلام والحرية والعدالة للآخرين، #حرروا_فلسطين، #حرروا غزة".
وقال في تغريدة أخرى: "إذا ما توقف حسابي الشخصي، فاعلموا أن الفاشلين -أي السي آي أي- قد وجدوني وهم يعذبونني الآن بأساليبهم الغبية الهادفة لتدمير عقول الناس".
وقالت الصحيفة إن كراكا لم يقف عند هذا الحد، بل اتصل يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر بمجلة وايرد، المختصة في التكنولوجيا الحديثة وتأثيراتها الاجتماعية، ليشرح لهم كيف اخترق بريد جون برانن، وقال إنه يعمل مع اثنين من أصدقائه كفريق واحد، وأنهم استعملوا طريقة تقليدية للغاية، يُعبّر عنها بـ "الهندسة الاجتماعية"، بالإضافة إلى بعض التقنيات الأخرى التي لم يصرح بها.
وأشارت الصحيفة إلى أن كراكا نجح في اختراق حساب مدير المخابرات ثلاث مرات متتالية، وفي كل مرة كان جون يسترجع فيها كلمة السر، يقوم كراكا باختراقه من جديد. وقالت إن هذا
الهاكر اتصل مرة أخرى بجون ليخبره أن مطلبهم هو أن تتحرر فلسطين، وأن تتوقف أمريكا عن قتل الأبرياء.
وفي الختام؛ قالت لوموند إن موقع ويكيليكس الشهير للتسريبات السرية تلقى وثائق من مجموعة الهاكرز"كراكاس وِذْ أتْتِيود"، تخص مدير المخابرات، وأنه سيقوم بنشرها قريبا، كما أكد كراكا أنه اخترق أيضا البريد الشخصي لجاه جونسون، رئيس دائرة الأمن الداخلي للفيدرالية.