"ليست الإسكندرية وحدها التي تغرق".. هذا هو التعبير الذي وصف به الإعلامي الموالي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، "إبراهيم عيسى" -في مقاله بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها،- ما جرى في الإسكندرية، أمس الأحد، من أحداث مأساوية، على إثر موجة الأمطار التي هطلت عليها، فأدت إلى إصابة العاصمة الثانية للبلاد بالشلل التام، ومصرع ثمانية أشخاص، وإصابة المواطنين والمصالح العامة بخسائر فادحة، نتيجة سوء شبكة تصريف المياه، والإهمال الحكومي، وضعف الخدمة العامة.
"قل لي بالذمة: ما أوجه الاختلاف في طريقة معالجة الرئاسة لأزمة أحوال الإسكندرية الجوية (هي ليست سوء الأحوال الجوية بل سوء التعامل إزاء سوء الأحوال الجوية) وبين تعامل الرئاسة في نظام الـ30 عاما مع المشكلات ذاتها؟ بل إذا حاولت أن تجد حرفا واحدا اختلافا بين بيان الأمس وبيانات الثلاثين عاما فلن تعثر عليه بالعين المجردة أبدا".
هكذا انتقد عيسى البيان الذي أصدرته "رئاسة الجمهورية" أمس، وأشار إلى متابعة "الرئيس لتطورات الموقف بالمحافظة"، إذ رأى عيسى أنه "بيان لا يبعث على الاطمئنان"، وذلك لأسباب خمسة.
أول هذه الأسباب - وفق عيسى- أن ما يجري في الإسكندرية من "مساخر" (مهازل) – بحسب وصفه - هو نتيجة عدم الاستعداد، ولا التأهب، ولا الاحتياط لسوء الأحوال الجوية، فكأنما فأجات الأحوال الجوية مدينة كالإسكندرية، مع أن لها خبرة آلاف السنين مع الأمطار.
وثانيا: كأن أي أزمة لا يمكن أن يهتم بها المسؤولون، ولا تتحرك الأجهزة لحلها إلا بناء على تعليمات الرئيس، وتوجيهاته.
وثالثا: كأن أي تفاعل مع المسؤولين، مع أي أزمة، لا يمكن أن يحدث إلا لأن وراءه تعليمات، وتوجيهات رئاسية، فالمسؤولون مهملون، ومقصرون؛ حتى يتدخل الرئيس، فيتحمسون، ويشتغلون.
والسبب الرابع لعدم الاطمئنان هو أن البيان "لم يشمل وعدا بمحاسبة أو مساءلة من أوصل الأوضاع إلى هذا المستوى من الرداءة في التعامل مع الأحوال الجوية، كما لم يعد البيان الشعب بأن الدولة ستكون منتبهة من أخطائها، في الإهمال، والرعونة"، بحسب عيسى.
والسبب الخامس، والأخير، وفق الكاتب، هو أن وضع المحليات وإدارتها في
مصر في منتهى السوء والتدهور والفساد، "ومع ذلك لا نرى أي حركة حقيقية، وأقصى ما تقدمه الرئاسة حتى الآن هو تغييرات تقليدية وفاشلة للمحافظين، وبيانات تطمئن الشعب بأن الرئيس يتابع".
واختتم إبراهيم عيسى مقاله بالقول: "الثابت هنا أن شيئا لم يتغير فعلا في إدارة الحكم في مصر، سواء في موسسة الرئاسة أو مجلس الوزراء أو أي من أجهزة الدولة، من حيث طريقة التفكير، ثم في طريقة العمل، وهو ما ينذر بخطر التكرار للأخطاء القديمة، وخطر وقوع النتائج ذاتها، وتبعات الأخطاء القديمة من جديد"، وفق قوله.
الحكومة تغرق في الإسكندرية
ليس إبراهيم عيسى (المعروف بولائه الشديد للسيسي) هو فقط من ثار غضبه في الصحف المصرية الصادرة اليوم، الإثنين، 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، من جرَّاء ما حدث في الإسكندرية، إذ اعتبرت غالبية الصحف أن الإسكندرية ليست وحدها التي غرقت في مياه الأمطار، بل الحكومة نفسها، وذلك دون أن ترفع سقف نقدها، كما فعل عيسى، إلى انتقاد "السيسي" نفسه، أو "بيان الرئاسة"، وفق مقاله، مكتفية بانتقاد الحكومة فقط.
وقالت "المصري اليوم" - بالمانشيت السابق-: "فشلت الحكومة في أول اختبار للشتاء، إذ تسبب سوء الأحوال الجوية، وهطول الأمطار الغزيرة، على مختلف أنحاء الجمهورية، منذ مساء أمس الأول، في مصرع خمسة أشخاص، وإصابة ثلاثة أحدهم حالتهم حرجة، ونفوق حصان، نتيجة سقوط كابل كهرباء على مياه الأمطار بالإسكندرية، وإصابة أربعة في البحيرة، وأربعة في كفر الشيخ، إلى جانب نفوق بقرة صعقها ماس كهربائي".
وأضافت الصحيفة أن مياه الأمطار تسببت أيضا في غرق الشوارع والطرق الرئيسية والسيارات في الإسكندرية، وارتفعت إلى نحو متر، وتعطلت كل وسائل المواصلات، وعجز المواطنون عن التوجه إلى أعمالهم، ونقلت سيارات الشرطة الأهالي لإحضار أبنائهم التلاميذ من المدارس، فيما جابت سيارات (نصف نقل) الشوارع لنقل العالقين بسبب ارتفاع المياه، التي تسربت داخل المحال، وأتلفت البضائع، فيما انتظمت حركة الملاحة في ميناء الإسكندرية والدخيلة".
الجيش يتدخل.. والمياه تقتحم البيوت
وقد تطابق مانشيت صحيفة "الوطن" مع مانشيت "المصري اليوم"، فجاء بالعنوان نفسه كالتالي: "الحكومة "تغرق" في الإسكندرية".
وأضافت: "الجيش يتدخل.. والمياه تقتحم البيوت.. والمواطنون يعتدون على المحافظ.. و"السيسي" يأمر برعاية المتضررين".
ووفق "الوطن"، فقد: توفي خمسة أشخاص جراء الطقس السيئ، الذي ضرب الإسكندرية، أمس، بسبب "النوة" التي أغرقت المدينة بأكملها، لأول مرة في تاريخها، وارتفع منسوب المياه إلى ثلاثة أمتار في معظم شوارعها، ما أدى لسقوط شرفات بعض المنازل، وتحطم جدران بعضها الآخر، وتهشم سيارات، وشلل تام بشوارع المحافظات.
وعلى الكورنيش، خرجت مياه البحار مع الأمطار الغزيرة، وقطع الثلوج؛ ليتحول الشارع إلى بحر من الجانبين، ما اضطر المواطنين إلى صعود أسوار البحر للعبور؛ حيث ارتفع منسوب المياه بصورة غير طبيعية، ووصل إلى سور الكورنيش.
وكان مشهد الأنفاق بائسا، حيث غرقت السيارات داخل النفق، واضطر المواطنون إلى ترك سيارتهم وسط النفق والعوم في المياه للخروج منه.
ففي نفق كليوباترا، غرقت أكثر من ثلاث سيارات، وفي نفق المندرة، وصلت المياه إلى أعلاه، وفصلت مناطق المعمورة والمندرة وأبو قير عن مدينة الإسكندرية نهائيا، وتعذر وصول المواطنين إلى وسط البلد.
وتسببت مياه الأمطار كذلك في غلق كوبري المندرة، وشرق الإسكندرية، بعدما وصلت إلى نصف الكوبري، ومنعت المواطنين والسيارات من المرور نهائيا.
وغضب أهالى المندرة، لغرق محالهم التجارية وملابسهم، مطالبين المحافظ بـ"النزول" فورا، وحل مشكلة غرق الشوارع قبل تساقط الأمطار مرة أخرى.
وتسببت الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة المصحوبة بالثلوج في سقوط اللوحات الإعلانية، وتهشم السيارات على الكورنيش"، وذلك كله وفق "الوطن".
مصر تعوم على الإسفلت
هذا التعبير استخدمته، صحيفة "الشروق"، في مانشيتها، مشيرة إلى "ثمانية قتلى في "نوة الصليبة" بالإسكندرية.. والسيسي يكلف رئيس الوزراء والجيش بمواجهة الكارثة".
وبحسب الصحيفة: "استيقظت مصر، أمس، على موجة شديدة من الطقس السيئ، بلغت مداها في المحافظات الساحلية، خاصة الإسكندرية، التي قتل فيها ثمانية مواطنين، جراء أمطار "نوة الصليبة"، التي ضربت الثغر، وتسببت في غرق شوارع المحافظة، ما أصاب حركة المرور بالشلل التام، في وقت كلف فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء شريف إسماعيل، بالسيطرة على الوضع".