نقلت صحيفة "إندبندنت أون صاندي" عن موظفي أمن مطار
شرم الشيخ قولهم إن هناك فرصة نسبة 50-50% لمراقبة أحدهم حقائب الأمتعة، التي يعتقد أنها كانت وراء سقوط
الطائرة االروسية التابعة لشركة "مترو جيت".
ويورد التقرير أن أحدهم يقول إن محطة مراقبة كاميرات الدائرة الصغيرة، التي كان من المفترض أن تراقب بشكل دائم حركة الحقائب، كانت تترك بشكل روتيني، حيث أنه "في بعض المرات لم يكن هناك أحد".
ويضيف الموظف للصحيفة أنه في الحالة الطبيعية كان يجب أن يكون هناك شخص في الغرفة يراقب الحقائب. ووظيفة المراقب هي "التأكد من عدم إدخال مواد في الحقائب، أو أخذ شيء منها".
ويشير التقرير إلى أن موظفي أمن المطار قالوا إن فحص كاميرات الدائرة المغلقة في المطار لم يكن مشكلة في غرفة الحقائب فقط، بل وفي أنحاء المطار كله، "في الحقيقة هناك الكثير من الكاميرات المعطلة داخل المطار".
وتبين الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان قد أكد أن هناك احتمالا بعدم سقوط الطائرة رحلة رقم (7 كي9268) بفعل قنبلة زرعت في داخل الطائرة. مشيرة إلى أن لقطات صورتها الكاميرات في داخل المطار أدت دورا في إعلان كاميرون بأن عملا "إرهابيا" ممكنا ربما كان وراء سقوط الطائرة، التي كان على متنها 224 راكبا.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه في الأيام التي تبعت سقوط الطائرة، حدد المسؤولون الأمنيون عددا من المشكلات الأمنية التي يعاني منها المطار، مثل عدم تحري الدقة في فحص الموظفين، وترك الجزء الخلفي للمطار دون حماية، بحسب ما أوردت صحيفة "ديلي تلغراف".
وتوضح الصحيفة أن هذا جاء بعد مراجعة قام بها الأمن البريطاني، حيث لاحظوا نوعا من "الثرثرة" داخل دوائر الجهاديين، التي كشفت عن فرحة بحدوث تفجير. كما كشفوا عن نجاة طائرة ركاب بريطانية كانت تحمل 189 راكبا، تجنبت صاروخا عسكريا وهي تحاول الهبوط في مطار شرم الشيخ.
وتكشف الصحيفة عن أن التقارير تقول إن الطائرة التابعة لشركة "تومبسون" تحركت حركة مراوغة وهبطت بسلام على مدرج المطار، وذلك قبل شهرين. وقامت الشركة بإبلاغ وزارة النقل عن الحادث، التي توصلت بعد تحقيقات إلى أن الطائرة لم تكن الهدف، بل إن الصاروخ جاء عرضا أثناء تدريبات كان يقوم بها الجيش
المصري.
ويستدرك التقرير بأنه مع ذلك عبرت الحكومة المصرية عن غضبها من نشر معلومات حول تعرض الطائرة لهجوم إرهابي. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه لم يتم تمرير المعلومات الأمنية للحكومة المصرية، وأضاف: "المعلومات التي سمعنا عنها لم يعرف الأمن المصري بتفاصيلها، وكنا نتوقع أن تقدم المعلومات الفنية لنا".
وتنقل الصحيفة عن وزير النقل المدني أيمن المقدم قوله إنه لم يحصل بعد على دليل عن سبب تحطم الطائرة. ويضيف: "في الثواني الأخيرة سمع صوت"، بحسب التسجيل داخل الصندوق الأسود، مشيرا إلى أن تحليلا مفصلا سيقوم به خبراء معامل من أجل التعرف على ماهية الصوت.
ويشير التقرير إلى أنه بسبب قوة الانفجار، فقد انفجر حطام الطائرة على مساحة 8 أميال، ويقول المقدم إن ذلك متناسب مع "الطريقة التي تحطمت بها الطائرة". ولم يعثر على حطام الطائرة كله. وفقد الاتصال مع الطائرة التي كانت مشغلة على الطيار الآلي بعد 23 دقيقة و14 ثانية من إقلاعها.
وتذكر الصحيفة أن لجنة تحقيق مكونة من 47 خبيرا من بريطانيا وروسيا وفرنسا "المصنعة للإيرباص"، وألمانيا "حيث تم تجميع الطائرة"، وإيرلندا "حيث سجلت الطائرة فيها"، و 11 خبيرا في حوادث الطيران، تقوم في الوقت الحالي بجمع المعلومات.
ويفيد التقرير بأن الحكومة البريطانية بدأت حملة إجلاء للسياح البريطانيين العالقين في مطار شرم الشيخ، حيث وصل منهم يوم الجمعة 1500 سائح. ومن المتوقع استمرار وصولهم بالوتيرة ذاتها. لافتا إلى أن القائمين على الرحلات نصحوا السياح بتمديد إقامتهم في المنتجع؛ بسبب محدودية الطائرات العاملة من وإلى شرم الشيخ.
وتلقت الصحيفة إلى أن طائرات روسية فارغة غادرت المدن الروسية؛ لنقل أكثر من 80 ألف سائح روسي في المنتجع، بعد القرار الذي اتخذته
روسيا بوقف رحلاتها كلها إلى منتجع شرم الشيخ.
وينقل التقرير عن وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف قوله إنه سيسمح للمسافرين بحمل حقائب يد معهم فقط، وإنه لن يتم حمل الحقائب الكبيرة، حيث ستنقل على متن طائرات حكومية خاصة. وعاد 1200 روسي إلى بلادهم منذ وقف الطيران.
وبحسب الصحيفة، فإن الإعلام الروسي لم يقدم تفاصيل عن السبب الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتغيير رأيه وأوقف الرحلات إلى مصر. وأشار معلقون إلى أن روسيا ستواجه حملة لوم بسبب العملية التي تقوم بها في
سوريا، التي ربما كانت سببا في عملية انتقامية قام بها
تنظيم الدولة في العراق وسوريا من الحكومة الروسية.
وتختم "إندبندنت أون صاندي" تقريرها بالإشارة إلى أن المعلق أنطون أوريخ في إذاعة "إيخو موسكوفي" يقول: "عندما قرر البريطانيون وقف الطيران إلى مصر بسبب الهجوم الإرهابي، كان رد المسؤولين غاضبا. ولم تمض 24 ساعة حتى فعلوا الشيء ذاته".