أكد رئيس الموساد الإسرائيلي الأسبق أفرايم هليفي، أن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين تفاجأ بتفجير الطيارة الروسية فوق
سيناء، مدللا على ذلك بأن بوتين لم يظهر في وسائل الإعلام الروسية سوى مرة واحدة منذ الحادث، وهذه صفة مستغربة عليه.
وفي مقالة له بصحيفة "معاريف" قال هليفي، إن الخيارات المتوفرة لدى بوتين ليست سهلة، فإذا رد بقوة، في ظل تصعيد التدهور في سوريا، فإنه يخاطر بإضافة خسائر في القتال وبمعارضة الرأي العام في بلاده.. وإذا مر مرور الكرام، فإنه يخاطر بفقدان المكانة في الداخل وفي الخارج.
وأشار إلى أن بوتين أجريت معه مؤخرا مقابلة صحفية في مدينة سوتشي، حيث شارك في ندوة دولية ضمت أيضا شخصيات من العالم الاكاديمي. وسأل أحد الاكاديميين الأمريكيين عن خلفية اتخاذ القرار في معركة إعادة شبه جزيرة القرم للسيطرة الروسية، وأجاب بوتين بأن هذا كان قرارا عفويا، فهو لم يتشاور في ذلك مع رجاله وأمر بالعملية بمراحلها.. هو نفسه، كما ادعى، فوجئ جدا بمدى نجاحها.
ونوه هليفي إلى أن بوتين لا يتردد في اتخاذ القرارات وأخذ المخاطر، وإذا كان يتلبث الآن، بغير عادته، فدليل على أن جوانب معقدة تفترض به أن يفكر بخطواته قبل أن يقرر كيف يرد.. وبيان رئيس الوزراء مدفيديف، الذي اعترف أول أمس بأنه يحتمل أن تكون هذه عملية إرهابية، أبرز فقط صمت الرئيس.
وقال: "لقد علق الزعيم الروسي في وضع لا يسره أن يكون فيه قبل كل شيء، وفوجئ فهو لم يتوقع ضربة كهذه.. وبوتين يفضل أن يفاجأ، فقد نقل على لسانه أنه قال إنه تعلم من تجاربه في شوارع سانت بطرسبيرغ بأن من قيض له أن يقاتل جيدا فليظهر أولا في منطقة المعركة ويأخذ المبادرة.. وبالنسبة له، فقد أثبت هذه الاستراتيجية نفسها في السنوات الأخيرة في الشرق الأوسط أيضا.. وفي سوريا يبدو حتى الآن أن روسيا نجحت في أن تقود، بينما اتخذت الولايات المتحدة صورة من يرد بخطوات مترددة".
وتابع بالقول: "في نظر بوتين فإن مسيرة الزعماء الذين شقوا طريقهم إلى موسكو، من حلفائه الواضحين في إيران وحتى خصومه على أرض سوريا – مندوبي السعودية – جسدت التغيير الذي طرأ على مكانة روسيا في المنطقة. كما أنه توج بصفته الزعيم الأقوى في العالم في الاستطلاع الدولي الذي أجري مؤخرا، بينما دحر أوباما إلى الوراء".
وأشار إلى أنه "حيال صمت بوتين، أعلن أوباما وشخصيات أخرى في الغرب عن احتمال عال في أن يكون تحطم الطائرة حدثا إرهابيا نفذه داعش. وأفادت مصادر إعلامية غربية بأدلة تؤكد هذه الفرضية، في ظل الاستخدام المزعوم لمادة استخبارية سرية. وحشرت المنشورات الروس في الزاوية، وبلا بديل أمر بوتين بوقف الطيران الروسي المدني إلى سيناء".
وفسر هليفي صمت بوتين بأنه "لا يزال يهضم معنى المصيبة، له ولسياسته، وهو يأخذ مهلة لتحقيق هذا الهدف. في روسيا لا توجد صدف. في 9 من الشهر أعلن سيرجيه كمزوف، رئيس كبرى شركات السلاح الروسية، أن عقد توريد صواريخ أس–300 لإيران ليس فقط وقع بل وانتقل إلى مرحلة التنفيذ. وأدارت إسرائيل معركة قاسية على مدى السنين ضد الصفقة، ولا بد أن هذه الخطوة لا تروق لها".
وأضاف أن "كمزوف هو شخصية رفيعة المستوى في الدائرة الداخلية لبوتين وصديقه الشخصي منذ خدما معا في الـ(كي.جي.بي) في ألمانيا الشرقية. وهو يظهر في قائمة الشخصيات التي فرضت الولايات المتحدة عليهم عقوبات شخصية نظرا لدورهم في المسألة الأوكرانية. وتحدث كمزوف في أثناء زيارته للمعرض الجوي في دبي ونالت أقواله صدى في المنطقة الحساسة للخليج الفارسي. وكان هذا تصريحا على نمط: نحن لا نزال هنا!".
وخلص هليفي إلى القول: "لقد كشفت مصيبة الطائرة الهشاشة في مجال لم تتصوره روسيا. وحل هذه المشكلة العملياتية ليس سهلا، والتهديد بكشف نقاط ضعف جديدة لا بد أن تقض مضاجع بوتين".