عن سقوط الطائرة الروسية

في الوقت الذي تلاحق فيه الأزمات الدوله المصريه الواحدة تلو الأخرى، والتي لم تنجح سياسات الالهاء المتوالية والتي يتخذها النظام سياسة وفنا نجح فيه إلى حد كبير، جاءت حادثة سقوط أو تفجير الطائره الروسية والذي يعد أكبر كارثة في تاريخ الطيران الروسي يوم السبت الماضي 31 تشرين الأول/ أكتوبر، وهي تحمل على متنها 217 راكبا روسيا في سماء سيناء لتضيف إلى المشهد تعقيدات كثيرة تضاف إلى التعقيدات القائمة، وتكشف عن سهولة اختراق النظام الأمني، أو يمكن القول بتنامي القوة الضاربة لتنظيم الدولة الإسلامية وفشل النظام في القضاء عليه فشلا ذريعا، وعلى الرغم من تصريحات الجنرال لقناة الـ "بي بي سي" للمذيعة جيزال خوري والتي يجزم فيها بقضائه على تسعين بالمئة منه إلا أن حادثة سقوط الطائرة الروسية تؤكد أن النسبة التي يتحدث عنها قد يكون فيها نوع من التفاؤل المفرط.

ووفقا للرواية الأمريكية التي تؤكد أن الطائرة تم اسقاطها بعمل إرهابي وأن صورة الأقمار الصناعية توضح انبعاث وهج قبل احتراقها وسقوطها مما يقود إلى فرضية التفجير بقنبلة أو عبوة ناسفة تم زرعها داخل الطائرة، وأن محاولة اسقاطها بصاروخ أرض جو وهي على ارتفاع واحد وثلاثين ألف قدم من الفرضيات الضعيفة لعدم امتلاك تنظيم الدولة الإسلامية لهذا النوع من الصواريخ، فإن الفرض الراجح هو اختراق الأجهزة الأمنية في مطار شرم الشيخ وزرع تنظيم الدولة القنبلة في الطائرة المتحطمة.

ولأن التنظيم هو من أعلن مسؤوليته عن الحادث في بيان ذكر فيه (تمكن جنود الخلافه من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء تقل على متنها ما يزيد على 220 صليبيا روسيا قتلوا جميعا ولله الحمد ولتعلموا أيها الروس ومن حالفكم أن لا أمان لكم في أراضي المسلمين ولا أجوائهم وأن قتل العشرات يوميا على أرض الشام بقصف طائراتكم سيجر عليكم الويلات) فإن سيناريوهات إسقاط الطائرة والترتيب لتلك العمليه واختيارهم طائرات روسيا التي تشن طلعات لا هوادة فيها على الأجواء السورية وتحديد ميقات التفجير سيظل في بطن التنظيم، الذي حدد زمانا لكشف تلك العملية لا أحد يعلم متى يكون.

في كل الأحوال سواء سقطت الطائرة تفجيرا بقنبلة أو صاروخ أرض جو أو عطل فني على أضعف الأقوال وهو ما نفته شركة إيرباص والتي جاء وفد منها إلى مصر وأكدت أن طائراتها لا يمكن أن تقع بسبب عطل فني، وأنه حتى إن ارتكب الطيار خطأ قاتلا فنظام الطيار الآلي يسمح بتفادي أي أخطاء قد تحدث من جانب الطيار، فإن المحصلة في ذلك هو النقلة التي يتحول إليها تنظيم الدولة بضرب أي أهداف روسية في أرض وسماء الدول الإسلامية، وانهيار قطاع السياحة في مصر وهو ما كان واضحا في إرسال بريطانيا وروسيا طائرات فارغة لإجلاء رعاياهم من شرم الشيخ، نتيجة لاختراق الأجهزة الأمنية في مقابل تمدد في قوة التنظيم.

* كاتبة سودانية