وصفت صفحات لمليشيات
الحشد الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن تحرير قوات
البيشمركة الكردية لمدينة
سنجار من يد تنظيم الدولة هو مجرد "أكذوبة" تفتقر إلى الأدلة المادية، وقالت إن المهمة أنجزتها القوات الأمريكية بالكامل ونسبت الفضل فيها للأكراد إعلاميا للتأثير على معنويات الفصائل الشيعية.
ودعت حسابات تدار من قبل فصائل الحشد الشعبي على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"؛ القيادات الميدانية الكردية إلى تقديم مشاهد للمعارك التي خاضوها ضد تنظيم الدولة في مدينة سنجار، أو عرض جثث قتلى التنظيم؛ التي قالت وسائل الإعلام الكردية إنها تجاوزت 200 جثة.
وخصص حساب "طوزخرماتو" على موقع "فيسبوك"؛ أغلب منشوراته للتشكيك بالرواية الكردية في معركة سنجار، ومنها معلومات قال فيها إن الجيش الأمريكي أبلغ القوات الكردية بخبر الهجوم على المدينة قبل ساعات من تنفيذ العملية، وأن دور الأخيرة كان يقتصر على الظهور الإعلامي، ولم يكن لهم عمل حقيقي خلال المعركة.
واعتبر الحساب أن قوات البيشمركة هي ذاتها التي انسحبت قبل أكثر من سنة من أمام تنظيم الدولة، وأن الطيران الأمريكي وحده من حال دون وقوع كارثة كبرى كادت تحل بالإقليم الكردي في شمال
العراق؛ في حالة لو استمر زحف التنظيم بعد سيطرته على شنكال وأجزاء من كركوك.
إلى ذلك، قال المدون الشيعي "أبو غضب الصدري" إن الطائرات الأمريكية نفذت قصفا غير مسبوق على مدينة سنجار قبل دخول القوات الكردية؛ التي قال إن جيشا من الأمريكيين كان ينتظرها بعيدا عن عدسات التصوير للتدخل في حالة حصول أي أمر مفاجئ.
وأضاف "الصدري" التابع لمليشيا سرايا السلام، إحدى فصائل الحشد، أن عملية سنجار كانت أمريكية خالصة، وأن القطعات الكردية تولت الدور الإعلامي فقط، وتحدث عن قيام المقاتلين
الأكراد بتفجير بعض المنازل، وإطلاق الرصاص بالهواء من أجل التصوير فقط، وذكر أن اشتباكا واحدا لم يحصل على أرض الواقع، بين عناصر التنظيم والمقاتلين الأكراد. وزعم "الصدري" أن معلوماته مستخلصة من مصادر داخل قوات البيشمركة.
وفي سلسلة تغريدات على موقع "تويتر"، اعتبر حساب "رافضية وافتخر" أن "الأمريكان عمدوا من قبل إلى تلميع القوات الكردية في معارك كوباني ومناطق في كركوك، وعادوا اليوم ليعيدوا تمثيلية التحرير ولكن في منطقة أخرى وهي سنجار".
وقال الحساب إن هذه الانتصارات "المزعومة" التي ينسبها الأمريكان لقوات البيشمركة هو لإعطائها شرعية في التمدد إلى العديد من المناطق خارج الإقليم الكردي، ولحث الدول الأوربية على زيادة دعمها وتسليحها وتدريبها لهذه القوات، مضيفا أن الحكم الشيعي هو المستهدف في النهاية من تعاظم قوة البيشمركة.
واعتبر "السيد هادي الموسوي" أن أخطر عدو يواجه أتباع أهل البيت من بعد التنظيم هم الأكراد الذين قال إن تأثيرهم بدأ يزداد مؤخرا. وأضاف: "خطورتهم آخذة بالتعاظم، وعلى أولياء الأمور الانتباه إلى هذا الأمر قبل فوات الأوان".
ونوه الموسوي عبر حساب "البشائر"؛ إلى أن التحذير من الأكراد ليس وليد اليوم، وقال إن علماء المذهب من أمثال الطوسي والكليني وابن ادريس الحلي؛ قد حذروا قبل مئات السنوات منهم، مستشهدا ببعض الأحاديث التي قال إنها تنص على وجوب الحذر من الأكراد والامتناع عن التعامل معهم.
وحذر الموسوي من أسلوب "الشيطان الأمريكي وقوى الاستكبار العالمي الرامي لتصوير الأكراد بأنهم الطرف الوحيد القادر على هزيمة تنظيم الدولة وتحرير الأرض منه، وهو ما يعني في الوقت ذاته أن الحشد الشعبي عاجر عن أداء هذه المهمة، وهنا يكمن بيت القصيد الأمريكي الكردي، على حد تعبيره.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قد أعلن في وقت سابق عن تحرير سنجار من قبضة مقاتلي الدولة؛ الذين فرضوا سيطرتهم على المدينة في آب/ أغسطس 2014، بينما أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك، دعم القوات الأمريكية لهذه العملية من خلال شن 36 غارة جوية على مواقع التنظيم.