قام
مجلس الكنائس العالمي في مدينة جنيف بسويسرا بتأجيل زيارة شيخ
الأزهر أحمد الطيب، التي كان من المقرر انعقادها في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، للمشاركة في ندوة ينظمها المجلس بعنوان "الإسلام والسلام".
وكشف أسامة لاشين، عضو جمعية "العدالة لمصر" بجنيف وعضو مؤسس في حركة "غربة"، أن الجمعية حصلت على معلومات مؤكدة تفيد بأن دولة الإمارات هي من تقف خلف هذه الدعوة، وأنها تتكفل بكافة نفقاتها، وذلك من خلال بعثتها الدبلوماسية في جنيف.
وأضاف -في تصريح خاص لـ"
عربي21"- أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها شيوخ بهذه القيمة والمكانة الوظيفية مجلس الكنائس العالمي، أو يعقدون ندوات ومؤتمرات في هذا المكان.
ووجهت جمعية "العدالة لمصر" بجنيف وجهوا خطابا، حصلت "
عربي21" على نسخة منه، إلى سكرتير عام مجلس الكنائس العالمي فيكسى تييت، منتقدين بشدة استقبال المجلس للشيخ الطيب، الذي قالوا إنه أحد الأشخاص الضالعين والمسؤولين بشكل مباشر عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف في
مصر، بعدما أعلن تأييده السياسي للانقلاب العسكري الذي قام به الجيش، والذي نتج عنه، حتى الآن، آلاف القتلى والمعتقلين.
وأكد أن الأزهر، منذ أن تم انتخاب أحمد الطيب، لم يعمل على "صد الفتنة الداخلية أو الدعوة لفتح المجال للحريات والتعبير أو مواجهة التحريض على العنف، بل على العكس تماما، ساهم بشكل واضح في ترسيخ مناخ الكراهية وسماحه بإطلاق فتاوى دينية لكبار علماء الأزهر تسمح بقتل آلاف المتظاهرين السلميين".
وتابع البيان قائلا: "ليس من المقبول لمجلس الكنائس العالمي الذي يحتضن بين جدرانه المئات من المنظمات والشبكات العاملة في مكافحة الكراهية والتحريض على العنف ونشر السلم والأمن، دعوة شخص مثل شيخ الأزهر الحالي، وهو الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على سمعة ومكانة المجلس".
وأضاف أنه "في الواقع، دعوة شخص مثل أحمد الطيب الذى يدعم حكومة مسؤولة عن جرائم ضد الإنسانية يعتبر إعطاء دعم وشرعية لهذه الحكومة المجرمة، فكيف لكم أن تدعوا مثل هذا الرجل في جنيف مدينة الديمقراطية وحقوق الإنسان للحديث عن السلام؟".
وطالب البيان بإلغاء هذه الندوة أو دعوة شخص آخر يستطيع التحدث بحق عن السلام والعدالة التي يدعون إليها، واصفا الدعوة الموجهة للطيب بأنها دعوة صريحة للتطرف، ومن شأنها تغيير صورة المجلس.
ورد مجلس الكنائس العالمي على خطاب حركة "غربة"، قائلا، في بيان له وصل "
عربي21" نسخة منه: "نقدر ونثمن خطابكم الذي يعبر عن آرائكم وما ترونه في هذا الشأن، ونظرا للأجواء المشحونة والمتوترة في أوروبا وخاصة باريس، فقد تم تأجيل موعد الندوة إلى موعد آخر لم يحدد بعد، وبناء عليه لن تعقد الندوة يوم الجمعة المقبل كما كان مقررا".
وتأسس مجلس الكنائس العالمي في سنة 1948، وهو مجلس كنائس علمي، ويتضمن معظم الكنائس البروتستانتية والأرثوذكسية شرقية، لكنه لا يتضمن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وهي موجودة فيه بصفة مراقب، وقد أنشأ هذا المجلس مع بدء فترة "المسكونية"، حيث بدأت الكنائس تدعو للوحدة.
ويقع مقر مجلس الكنائس في المجلس المسكوني في جنيف في سويسرا، ويضم عددا كبيرا من الطوائف يتبعها أكثر من 590 مليون نسمة في العالم في 150 دولة.