نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا للكاتب كون غولان، عن الخطر الجديد الذي يمثله
تنظيم الدولة على الغرب.
ويقول الكاتب إن "التحدي المطلق للتنظيم، وإيمانه المطلق بنفسه ضد عدد كبير من الأعداء، سيوضعان موضع امتحان. فمن خلال تخليه عن الحذر الذي تميز به تنظيم القاعدة، وتجاوزه بقية الحركات، وتوتير العلاقات معها، وإعلانه عن (الخلافة)، فقد جعل التنظيم نفسه عرضة للهجمات و(الغزو). وعلى خلاف هذا كان تنظيم القاعدة سيتنتظر حتى تتوفر الظروف المناسبة للإعلان عن الدولة".
ويشير التقرير إلى سلسلة الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة في تركيا والعراق ولبنان ومصر والسعودية وروسيا وفرنسا. مبينا أن الدولتين الأخيرتين كانتا متعارضتين في كل شيء، لكن الهجمات عليهما قربتهما لبعضهما. ووجد تنظيم القاعدة وحركة طالبان نفسيهما في جبهة واحدة ضد التنظيم، حيث قربهما لبعضهما البعض كره تنظيم الدولة.
ويلفت الموقع إلى أنه "لدى التنظيم ما يقرب عن 30 ألف مقاتل أجنبي، وعدد كبير آخر من الداعمين المحليين، ومجموعة من التنظيمات التي أقسمت الولاء له، من نيجيريا حتى الفلبين".
ويرى غولان أن "شراسة سمعة التنظيم، والمخاوف من
حرب معقدة وغير شعبية، كانا السبب الرئيس الذي منع الغرب من التدخل. ولكن الوضع قد يتغير بعد هجمات
باريس، وتفجير الطائرة فوق صحراء سيناء، وهو ما قد يؤدي إلى عملية عسكرية واسعة".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه "في ميدان المعركة يقوم التنظيم الآن باختيار أهدافه والمعارك التي يخوضها، وقد نظم سلسلة من الانسحابات التكتيكية".
ويذكر الكاتب أنه لا يعرف ما إذا كان التنظيم قد توسع أكثر من طاقته، أم إنه مصمم على الاستفزاز لخوض حرب جديدة.. موضحا أن ما يدفع أتباع التنظيم هو حس القتال والسعي إلى "الشهادة". وهناك تأكيد على أهمية قتال الغرب، خاصة الأمريكيين وجيوشهم وجها لوجه.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن التنظيم لديه رؤية عقيدية، فمن خلال استفزاز الغرب بضربه، فإنه يستعجل المعركة النهائية التي يقول إنها ستحصل قرب
مرج دابق، التي يعتقد أنها ستكون الملحمة الأخيرة لانتصار الإسلام. وستبدأ بعدها مرحلة من الحروب تنتهي بدخول إسطنبول، وظهور المهدي الذي يقوم بقتل المسيح الدجال.