في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلن الاتحاد الدولي للاسكواش، الجمعة، تأجيل بطولة العالم لفرق الرجال التي كان من المقرر أن تستضيفها القاهرة الأسبوع المقبل في الفترة من 12 إلى 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، لدواع أمنية.
وقال الاتحاد، في بيان صحفي نشره على موقعه الرسمي، إنه اتخذ قراره هذا بعد أن أبلغه الاتحاد
المصري برغبته في تأجيل البطولة بسبب انسحاب العديد من الفرق، التي أعلنت عدم مشاركتها لوجود مخاوف أمنية لديها تمنعها من السفر إلى مصر.
وكانت إحدى عشرة دولة هي إنجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا وفنلندا والمكسيك وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا وكولومبيا، قد أعلنت رفضها سفر فرقها إلى القاهرة للمشاركة في البطولة؛ حرصا على حياتهم بسبب المخاوف الأمنية.
مخاوف غير مبررة
من جانبه، قال عاصم خليفة رئيس الاتحاد المصري للاسكواش إن مصر كانت قد أنهت جميع الترتيبات اللازمة لانطلاق البطولة في موعدها الأسبوع المقبل، وأكدت السلطات المختصة قدرتها على تأمين جميع المشاركين بمن فيهم كبار الضيوف.
وأضاف خليفة: كنا نرغب في تبديد أي مخاوف لدى المشاركين أو على الأقل تحديد موعد لاحق لإقامة البطولة في مصر، فحتى الآن لا نرى أي داع حقيقي لتأجيل البطولة، لكننا مضطرين لتأجيلها لأجل غير مسمى لعدم إمكانية إقامة البطولة بما تبقى من الفرق.
ووجه راما تشاندران رئيس الاتحاد الدولي للاسكواش الشكر للاتحاد المصري على محاولة تنظيم البطولة بعد أن كان مقررا إقامتها في الكويت، وتقرر إسنادها إلى مصر.
وكانت الكويت قد اعتذرت عن استضافة البطولة بسبب تعليق اللجنة الأولمبية الدولية لعضوية الكويت بها، نظرا للتدخل الحكومي في عمل الاتحادات المحلية للرياضات المختلفة.
مخطط أمريكى أوروبى لتركيع مصر
لكن سيد القماش عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للاسكواش هاجم ما أسماه "اللوبي الأمريكي الأوربي" ضد مصر، متهما إياه بالتآمر على مصر عبر "تنفيذ مخطط لتشويه صورة مصر أمام العالم وضرب استقراراها الذي تنعم به حاليا" وفق قوله.
وأضاف القماش، في تصريحات صحفية، إن اعتذار تلك الدول عن عدم المشاركة في بطولة العالم لم يكن وليد الصدفة، بل يأتي في إطار الغيرة والحقد تجاه اللاعبين المصريين الذي حققوا في الفترات الأخيرة نجاحات هائلة على مستوى البطولات العالمية، وتصدر اللاعبين المصريين التصنيف الدولي للعبة بشكل دائم، لذلك أيقن اللاعبون الأجانب أنهم سوف يخسرون البطولة إذا أقيمت في القاهرة فأعلنوا انسحابهم بحجة المخاوف الأمنية.
وشدد أن مصر لن تركع لأحد أو تستسلم لتهديدات الغرب الذي يريد تدمير بلادنا، مؤكدا أن الله سينصر مصر وقيادتها دائما.
وتعاني مصر من أوضاع أمنية وسياسية واجتماعية غير مستقرة منذ ما يزيد عن عامين منذ انقلاب الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي في يوليو 2013، حيث تشهد عمليات متلاحقة تستهدف قوات الجيش والشرطة والمباني الحكومية ومسؤولين في أجهزة الدولة.
وعلى الرغم من أن العاصمة المصرية تشهد هدوءا نسبيا مقارنة بشبه جزيرة سيناء، إلا أن امتناع 11 دولة عن المشاركة في تلك البطولة التي تستضيفها القاهرة يعد أمرا لافتا.
محاولة فاشلة
وكان الاتحاد المصري للاسكواش قد حاول أمس الخميس، إنقاذ البطولة من التأجيل بعدما أعلنت ست دول أوربية وأمريكية الانسحاب منها.
وطالب عاصم خليفة، رئيس الاتحاد من وزارة الخارجية التدخل لإقناع الدول المنسحبة بالعدول عن قرارها، معلنا تصميمه على استكمال البطولة حتى بعد انسحاب إنجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا وفنلندا، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل خاصة بعد أن أعلنت خمس دول أخرى هي والمكسيك وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا وكولومبيا انسحابها من البطولة أيضا.
ويقول مراقبون إن تأجيل بطولة العالم للاسكواش المقامة في مصر، سيثبت الصورة الذهنية عن مصر بأنها أصبحت بلدا غير آمن، وهو الأمر الذي سيستغرق وقتا وجهدا كبيرين حتى يمكن تغييره في المستقبل القريب.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت على لسان وزير السياحة هشام زعزوع أنها تعول كثيرا على بطولة العالم للاسكواش لإظهار مدى الأمان والاستقرار، اللذين تحظى بهما مصر بعد شهر تقريبا من تعليق دول العالم رحلاتها إلى مصر عقب تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأكد عمر عبد العزيز، مدرب منتخب مصر للناشئين، أن انسحاب دول العالم من المشاركة فى البطولة بحجة أن مصر ليست آمنة هو أمر غير منطقي، مشيرا إلى أن كل دول العالم تقع بها عمليات إرهابية حتى إن مصر تعتبر آمنة بالمقارنة مع العديد من الدول الكبرى.