تحدثت صحيفة دي فيلت الألمانية عما قالت إنها مساعي
تنظيم الدولة لامتلاك أسلحة
الدمار الشامل، واعتبرت أن التنظيم يخطط لتصعيد حربه ضد الغرب، من خلال شن هجمات كيماوية أو نووية في أوروبا، في ظل تحذيرات من الخبراء من أنه يمكنه الحصول على هذه الأسلحة بسهولة.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته
"عربي21"، إن تقريرا تم إنجازه من قبل البرلمان الأوروبي على إثر هجمات باريس في الشهر المنقضي، كشف عن قيام تنظيم الدولة في الفترة الأخيرة بانتداب خبراء يحملون شهادات جامعية، في اختصاصات الكيمياء والفيزياء وعلوم الكمبيوتر، مؤهلين للتخطيط لشن حرب باستعمال أسلحة الدمار الشامل ضد الغرب، ما يعني أن التنظيم يخطط لشن هجمات كيماوية، لإيقاع أكبر ضرر ممكن بالدول الغربية، كما تقول الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أنه منذ بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نجح تنظيم الدولة في شن هجمات في أنقرة وشبه جزيرة سيناء وباريس وبيروت وتونس، موقعا أكثر من 500 قتيل، والأخطر من ذلك هو أن هذا التنظيم يهدد الآن بالتصعيد من هجماته، لتكون أكثر إحداثا للصدمة والخسائر البشرية.
وفي هذا السياق، قال روب واينرايت، مدير الشرطة الأوروبية "اليوروبول"، خلال جلسة استماع في البرلمان الأوروبي حول هجمات باريس، إن أوروبا "يجب أن تستعد لتصعيد أخطر في هجمات تنظيم الدولة".
كما نقلت الصحيفة عن بياتريكس إيمانكامب، المحللة السياسية في البرلمان الأوروبي، تأكيدها أن "تنظيم الدولة انتدب المئات من المقاتلين الأجانب، منهم حاملون لشهادات في الفيزياء والكيمياء والكمبيوتر، وهو ما يمكنه من إنتاج أسلحة فتاكة باستعمال معدات بسيطة".
وأضافت الصحيفة أن خبراء آخرين حذروا من أن الخطوة المقبلة لتنظيم الدولة يمكن أن تكون هجوما بيولوجيا أو كيميائيا أو نوويا، من خلال عدة سيناريوهات كارثية، من بينها إنتاج متفجرات منزلية الصنع، تحتوي على مواد بيولوجية أو نووية، وهو ما كانت المخابرات الأمريكية أيضا قد حذرت منه في آب/ أغسطس الماضي، عندما نبهت إلى خطر تطوير إستراتيجية الذئاب المنفردة، لتتضمن استعمال أسلحة الدمار الشامل في الهجمات الفردية.
وأكدت الصحيفة أن تنظيم الدولة يمتلك المعرفة، والخبراء الذين قد يمكنونه من إنتاج المواد
الكيماوية أو
البيولوجية أو الإشعاعية، واستعمالها كأسلحة حربية. وهو ما أكده أيضا وولفغانغ روديشاور، مدير مركز مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل التابع لحلف الناتو، الذي أقر بأن "أوروبا تتعامل مع منظمة إرهابية مجهزة بشكل جيد ومتطورة وقادرة على فعل الكثير".
وحذرت الصحيفة من أن الحصول على المواد اللازمة لإنتاج هذه الأسلحة ليس أمرا صعبا في أوروبا، حيث إن هذه المواد تم في السابق تهريبها داخل دول الاتحاد الأوروبي عدة مرات، ويخشى الخبراء من أن تنظيم الدولة حصل سابقا على عدة فرص للحصول على هذه المواد، إذ إن الاتحاد الأوروبي سجل في السنوات الأخيرة مئات حوادث سرقة أو اختفاء لمواد كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية أو نووية، بالإضافة إلى أكثر من 150 قضية تهريب لهذا النوع من المواد سنويا، بحسب تقارير الإنتربول.
وأضافت الصحيفة أن هنالك خطرا حقيقيا بأن تحصل خلايا التنظيم في أوروبا على "غاز السارين" أو مادة "الأنتراكس"، خاصة وأن عناصر التنظيم في العراق وسوريا ولبنان يستطيعون الحصول على هذه المواد بسهولة.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الشرطة البريطانية شرعت بالفعل في القيام بتدريبات حول التعرض لهذا النوع من الهجمات، رغم أن تنظيم الدولة اكتفى لحد الآن بشن الهجمات باستعمال الأحزمة الناسفة والقنابل والبنادق. ويخشى الكثيرون من أن هجوما بيولوجيا أو نوويا أو كيماويا، قد يحدث حالة من الصدمة غير المسبوقة لدى المواطنين الأوروبيين، وهو ما يثير قلقا شديدا لدى الأجهزة الأمنية في هذه الدول.