توعد رئيس الوزراء العراقي تركيا بأنه لم تبق سوى 24 ساعة على المهلة التي منحها مجلس الأمن الوطني لانسحاب الجنود الأتراك، من العراق، ورفض الرواية التي قدمتها تركيا بخصوص إرسالها قوة عسكرية إلى مدينة الموصل، نافيا علم حكومته بدخول هذه القوات.
ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الإثنين، القوة الجوية العراقية لأن تكون على أهبة الاستعداد "للدفاع عن العراق وسيادته"، في استعراض لعضلاته على تركيا التي أرسلت قوة عسكرية للموصل العراقية.
ونقل موقع "السومرية نيوز" عن مصدر عراقي قوله إن "رئيس الوزراء حيدر العبادي وجه القوة الجوية العراقية لأن تكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوطن وحماية سيادة العراق".
وجدد العبادي رفضه لدخول القوة التركية إلى بلاده، وقال في بيان صدر على هامش لقائه بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن "دخول قوات تركية للأراضي العراقية أمر مرفوض"، مشددا على أنه "تم دون علم أو موافقة الحكومة العراقية".
وأضاف العباي: "نتحدى تركيا بإبراز أي دليل حول علمنا أو موافقتنا، ونعد هذا الأمر تجاوزا على السيادة العراقية، وعليها أن تسحب هذه القوات فورا".
وأوضح العبادي: "نتطلع إلى المزيد من الدعم من المجتمع الدولي في التسليح والتدريب والطلعات الجوية"، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة "يتحرك بكل حرية على الحدود العراقية السورية، وهذا يتطلب مساعدة في هذا الجانب".
رد تركيا:
من جهته، أكد مسؤول تركي، الاثنين، أن بلاده لا تنوي سحب قواتها التي تتمركز قرب مدينة
الموصل في شمال
العراق، رغم المهلة التي حددتها الحكومة العراقية.
وأضاف المسؤول التركي الذي تحدث للصحفيين شرط عدم الكشف عن اسمه: "نتوقع أن تبقى هذه القوات".
وتابع: "هذا يتوقف على المناقشات. لكن من الواضح أننا نعلم من ضباطنا في الميدان، ومن طلبات مختلف الجماعات هناك ومن مباحثاتنا مع الحكومة المركزية (في بغداد) ومع سلطات إقليم كردستان، بأنها ستبقى".
وينتشر بين 150 و300 جندي تدعمهم 20 دبابة في بعشيقة، على بعد 30 كلم عن الموصل، ثاني أكبر مدن العراق التي يسيطر عليها منذ حزيران/ يونيو 2014
تنظيم الدولة.
ووفقا لأنقرة، فإن عملية الانتشار تندرج ضمن عملية "تبديل عادي" ضمن برنامج تدريبي للقوات المسلحة الكردية، والمقاتلين العرب السنة المعادين للتنظيم.
وقد أمهلت بغداد تركيا الأحد 48 ساعة لسحب هذه القوة، مهددة باستخدام "كل الخيارات المتاحة" بما في ذلك اللجوء إلى مجلس الأمن لإرغام أنقرة على سحب قواتها التي تقول بغداد إنها دخلت العراق بشكل غير قانوني.
لكن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أكد الاثنين أن هذه المهلة لا تشمل المستشارين العسكريين الأتراك.
وإثر رد الفعل العنيف من جانب بغداد، وجه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الأحد؛ رسالة إلى نظيره العراقي حيدر العبادي يؤكد فيها أنه لن يكون هناك أي انتشار آخر للقوات التركية.